ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 14/01/2013 Issue 14718 14718 الأثنين 02 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

من أسعد أيام التاريخ في بلادنا دخول المرأة إلى مجلس الشورى. ليس فقط لأن حصولهن على العضوية سوف يسهم في تعزيز وتعميق عمل هذا المجلس وإنما أيضا لما يحمله دخولهن من قيمة رمزية تؤكد المستوى الراقي الذي وصلت إليه المرأة السعودية رغم العراقيل الكثيرة التي وُضعت والتي لازالت توضع في طريقها.

إنني أعلم محدودية الإطار الذي يعمل المجلس داخله حالياً، وأن هذا المجلس لازال أقل من «برلمان»، لكنني أؤمن أن المستقبل سيكون أحلى وأجمل، وأن الممارسة الشورية تنضج على نار هادئة، وسنجد أنفسنا يوماً في المكان الذي نتطلع إليه في ظل ما نراه من تزايد الوعي العام في المجتمع.

ورغم المحدودية الحالية لعمل المجلس، فإن دخول المرأة مكسبٌ كبير واعترافُ بأهميتها في مجتمع تجاهلها كثيراً لعقود طويلة من الزمن. بل إن دخول المرأة سوف يسهم في تسريع إنضاج التجربة الشورية، فنحن نردد - دون وعي أحياناً - أن المرأة نصف المجتمع دون أن نفعل شيئاً من أجل توسيع الاستفادة من مساهمة ذلك النصف الثاني من المجتمع في تقدمه وتنميته، وقد وقفت المرأة السعودية خارج أسوار هذا المجلس مثلما وقفت خارج دوائر الفعل في مجالات كثيرة، فكيف نتوقع أن تأتي نظرة أجهزتنا التنظيمية والتنفيذية متكاملة حين يغيب نصف المجتمع؟!

الآن ستدخل المرأة إلى مجلس الشورى وستضيف رؤيتها النابعة من تجاربها ومن معاناتها. لقد كنا نناقش قضايا المرأة في غياب المرأة، ونتخذ القرارات بالنيابة عنها، لكنها اليوم ستشارك بشكل رسمي في صناعة القرار. وهي جديرة بأن تكون في موضع صناعة القرار، فليس سراً أن المرأة السعودية بدأت تزيح الرجل عن موقع الصدارة في تحقيق المستويات العليا من الإنجاز العلمي والتعليمي. وهاهن الفتيات السعوديات يتسيدن ساحة التعليم الجامعي بعد أن أصبحن يمثلن غالبية الكتلة الطلابية في الجامعات والكليات.

كل ذلك يحتم الاستفادة من هذه العقول المتوقدة والخبرات الفائقة التي تملكها المرأة السعودية، فلم يعد من المعقول إقصاء المرأة أكثر مما فعلنا، ولم يعد من المعقول أن يُحْرَم المجتمع من الاستفادة من ثروته البشرية التي هي أهم من أي ثروة أخرى.

أهلاً بالمرأة السعودية تحت قبة الشورى بعد طول انتظار. وما دخول المرأة إلى الشورى إلا فاتحة خير إن شاء الله لإسهامات وطنية أكبر للمرأة في مجالات تنموية كثيرة.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
المرأة.. بعد طول انتظار
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة