ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 14/01/2013 Issue 14718 14718 الأثنين 02 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

عزيزتـي الجزيرة

استشاري تعليم يتحدث نيابة عن المعلمين:
كنا ننتظر (التأمين الصحي) ومزايا أخرى لا تقليص «الإجازة» الذي تراجعت عنه الوزارة أخيراً..!

رجوع

طالعت الخبر المنشور في صحيفة الجزيرة يوم الجمعة 15 صفر وبعنوان (تقليص إجازة المعلمين إلى 53 يوماً العام الدراسي المقبل) ثم تراجع الوزارة عن ذلك القرار بعد عدة أيام!!

هذا الخبر أصاب العاملين في الميدان التربوي بالحيرة والدهشة وامتعض الكثيرون من المعلمين الذين كانوا ينتظرون من وزارتهم نظير جهودهم في التعليم تخصيص مزايا توازي جهدهم وعملهم الدؤوب في تربية وتعليم النشء كإقرار التأمين الصحي الذي طال انتظاره ولا يلوح في الأفق ما يبشّر به أو على أقل تقدير صرف حقوقهم مثل الفروقات المالية للمعلمين الذين كانوا معينين على مستويات أقل من المستويات التي يستحقونها أو تحسين درجات المعلمين في السلم الوظيفي الذين وضعوا في درجات وظيفية أقل من سنوات خبرتهم وغيرها من حقوق المعلمين التي لم تنصفهم. فتوفير حقوق العامل في أي جهة عملية هي الدافع له للمزيد من الإنتاجية والابتكار، كما أن تخصيص مزايا له تنمي للعامل حس الانتماء لمكان العمل الذي يحتويه وتبعث في نفسه الشعور بالفخر والإعزاز بمقدار إحساس أصحاب القرار به وبما يقدمه من إنتاجية، وهذا عامل مهم للتطوير والتقدّم ويكون الولاء الوظيفي على قدر كبير من التميّز والفاعلية.. يقول مالكوم أكس (لقد تعلّمت باكراً أن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد).

فالمعلمون يقدّمون في الميدان التربوي أعمالاً كبيرة وجسيمة وليست غائبة عن أصحاب القرار، فالمعلم يُعلّم ويُربيّ في آن واحد كما يقوم المعلم بتنفيذ عدة أنشطة لا منهجية في العام وهي أنشطة علمية وثقافية واجتماعية وفنية ورياضية وكشفية وإبداع وموهبة وزيارات ورحلات يقدّمها المعلم للطالب تنمي لديه ملكة الابتكار والاستكشاف وتُقام تلك الأنشطة على مدار العام والتي قد يدعمها المعلم بالمادة من جيبه الخاص كي يسعد طلابه ويراهم من المميزين في أنشطتهم وإبداعهم، كل تلك الأعمال خارج المنهج المدرسي وهي مكملة للعملية التعليمية التربوية وهي ترهق المعلمين وتزيد الحمل عليهم ولكن لأجل النشء تحملوا رسالتهم وقاموا بها على أكمل وجه، ومناشط المدارس المتعددة تشهد لهم ذلك، كما أن تميز طلابنا في الموهبة والابتكار خير دليل على ذلك وخير مثال هو الطالب سعود الشمري الذي يدرس في الصف الثالث ثانوي علمي بالجبيل وكان أبرز إنجازاته في مجال الاختراع، هوَ ترشح ابتكاره من بين 852 ابتكاراً للمشاركة في معرض ابتكار الدولي 2010، وحصولهِ على وسام البرونزية، كما حصل على جائزة المركز الوطني لأبحاث الشباب من جامعة الملك سعود عن مشروعه «شفط أدخنة المصانع والاستفادة منها». والأمثلة كثيرة على إنتاج المعلمين من الطلبة المبدعين الذين رفعوا اسم تعليمنا وإبداعه في المناسبات. فالمسألة ليست تقليص أيام من راحة المعلمين بعد عناء عام كامل المسألة هي إيجاد أرضية مناسبة ومريحة ومتجاوبة للمعلم كي ينتج العديد من شباب الوطن المبدعين والمبتكرين فجعبة المعلم ونظرته وخبرته كفيلة بإنتاج جيل كامل من هذه النماذج المشرقة متى ما تم التعامل مع المعلم بالحد الأدنى من استحقاقاته وتوفير مزايا صحية له يطمئن من خلالها على ما قد يعترضه في عمله وجهده من عوارض واعتلالات صحية نتيجة ضغط العمل المتواصل عاماً كاملاً أو تقدير مكانته التي تتداعى والتي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: «‏إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلّون على معلِّم الناس الخير».

ومعروف أن راحة المعلم تجدد لديه النشاط والحيوية، ولكن المعلمين لا يستطيعون التمتع براحتهم إلا أياماً محددة مسبقاً وليس بطوعهم، وإجازتهم هذا العام تصادف شهر رمضان الكريم وعشرة أيام قبله وتسعة أيام بعده وخصوصاً أن عائلته وأطفاله تنتظره ليقضي معهم رحلة داخلية أو خارجية تجدد الحياة والعمل والنفس والطاقة وتعيد الحيوية بعد جهد وعمل متواصل لا ينقطع ولكن كثيراً من المعلمين ستحرم عوائلهم من قضاء أوقات الراحة والاستجمام مع والدهم المعلم لضيق الوقت كون شهر رمضان شهر صوم وعبادة. فالمعلم كان يتطلع أن يكون هناك إحساس بدوره الريادي داخل المجتمع وأن تكون الأنظمة والتشريعات التي تسنُّ تخدمه وتخدم العملية التعليمية فهما مكملان بعضهما لبعض. يقول جون كيندي (القيادة والتعلم أمران لا يمكن الفصل بينهما)

فالتضييق على أداة التعليم وراحته سينتج عنه إنتاجية أقل ولن يستطيع الوصول للطاقة القصوى من طاقته المتدفقة نتيجة إرهاقه وتكليفه بما لا يستدعي تواجده ولأجل التواجد فقط لا غير!

وفي الشأن الآخر رأينا تصاعد عمل وأسلوب بعض الجهات الأخرى التي تقدّم لموظفيها مزايا عديدة كبدل السكن والتأمين الطبي، فآلية العمل لديهم راقية ولا يشوبها شائبة لإحساس موظيفها بالراحة النفسية وبالتالي تفانيهم في تقديم خدمات ترتقي مع ما يتقاضونه من اهتمام ورعاية جعلت التميّز مصاحباً لمكاتبهم وعملهم ونالوا الرضا من خدماتهم من المواطنين.

فنتطلع نحن معشر المعلمين أن يكون توجه وزارتنا وخططها تخدم المعلم وتحقق له رغباته المهمة التي يستطيع بها تطوير مهنته وأسلوبه وأن لا يكون هناك اتجاه عكسي يحبط العاملين في الميدان التربوي ويحد من نشاطهم وتفاعلهم، فالملقى على عاتقهم كبير وهم أهل لذلك.. يقول ريتشارد دوكنز (فلنحاول تعليم الكرم والإيثار فنحن نولد أنانيين!!).. فالمعلم يستحق الكثير من الكرم والتقدير لأدواره الريادية المتعددة فهو ما زال قيد الانتظار الذي نتمنى أن لا يطول مداه..

- عبدالعزيز بن سعد اليحيى - عضو المجلس الاستشاري للمعلمين بشقراء

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة