ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 15/01/2013 Issue 14719 14719 الثلاثاء 03 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أقصى درجات العزلة: هو تموضُع المبدع حين يُصاب باضطراب وجداني أو ما اصطلح على تسميته بـ(المرض النفسي)!. مثل مشاعر الرُّهاب التي قد يكون بعضها مرتبطاً بـ(الآخرين) كالرُّهاب الاجتماعي ولنلاحظ قبل المضيّ قُدماّ في كتابتنا هذه أنّ مصطلحات الطب النفسي كالرّهاب هي صيغة فُعَال من المصدر كـ(رهبة = رُهَاب) الخ. إنّ المبدع

كما قال (كولن ويلسون) هو الشخص الذي (عرف أكثر مما ينبغي معرفته) أو كما وضّح هو (إنّ مشكلتنا نحن الذين نفكر هي في أننا نعي أكثر مما ينبغي!) وهذا تفسير بمنتهى الدقّة لما تعارَف عليه علماء النفس الكبار بالذات، الذين يعملون أو - لازالوا يعملون - كمعالجين كالأستاذ الدكتور (أحمد عكاشة) الذي استهل كتاباً ضخماً له بعنوان (موسوعة الطب النفسي المعاصر) بـ(نفي) الجنون على الإطلاق. وزاد أنّ من يُدعى بالمريض النفسي يملك عيناً ناقدة لا تخطئ وتشبه تخييل الفنان لموضوع اجتماعي ما. لكنّ الأزمـة هي أعمق من ذلك بكثير. لقد ضاع من عمري أكثر من ثلثيه وأنا أحاول إقناع نفسي بأنّ ما يدور في خيالي وأنّ تشاؤمي وشعوري المسبق بضرورة الفشل وأنّ كون مزاجي سيئاً طوال الوقت، هو مرض كالمرض العضوي تُعالج أسبابه من خلال وعي المعالج - كما كنت أتوهّم - بتمظهرات هذا المرض. والحقيقة أنه في الواقع العربي المثقل بالهزائم هزيمة كبرى لا زلنا نغضّ الطرف عنها، وهي أنّ لدينا حالة (اختلاق للميثيولوجيا) نوظفها كلما أعيانا الدليل العلمي، ومن ذلك أنه ممن يُدْعَون في مجال الطب حينما يتمشيخون ينسبون حقائق لا تنبغي نسبتها إلى أساطير أو أحداث في (الزمن الأسـطوري)!. وهم يستشهدون بما يشبه الفنتازيا. يُحكى أنّ... وما شابهها. بالنسبة إلى المبدع أظن أنّ لدينا ما يشبه الإجماع على أنه الإنسان الذي (يَرى رُؤى!) وليس كل من كتب أو ألّف أو اتخذ الكتابة مهنة له. عندما يكون هذا إجماعنا يكون من المنطقي والطبيعي أن نصف المبدع المكتئب والقلق وذا الهموم فوق الواقعية، بأنه يقف في أقصى الطابور، طابور العزلة التي هي: قـَدَر كل مبدع مخلص رؤيوي، أي: أنه يقف أو (يجلس) في - أقصى درجات العزلة - !. واعترفنا أنّ واقعنا العربي المتجه حالياً للتشرذم والتجزؤ والتفكُّك وهو يسعى لذلك بشكل قد نفسره أحياناً بأنه (قـَدَرُه) ونقول برثاء طاغ ٍٍ إنه مستسلم لقَدَرِه !، بأنها ليس سوى في حالات فردية ونادرة لن تكون (اختياراً) حرّاً للمبدع ولنتوسع ها هنا قليلاً فنضيف (المثقف) بوجه عام إلى حالة العزلة التي تفضي إليها أشكال متواشجة من الحروب النفسية، والتي يجيد الرأسماليون العتاة اللعب بها كورقة جوكر في الكنكان - لعبة كوتشينة - وقد نكون لاحظنا - ولعلنا لم نلاحظ أبداً ومطلقاً - أنّ ثمة تخصصاً يقال إنه علمي ويُدعى دون خجل بـ(البرمجة العصبية واللغوية)، وهنالك رقم كبيرجداً أكبر مما تتوقّعون أو تتخيّلون من الذين يكتبون تحت أسمائهم العبارة التالية (مبرمج عصبي لغوي أو مبرمج عصبي ولغوي باعتبار الأخيرة ليست كالأولى التي تفترض أنّ البرمجة هي عمل كلي (كتوضيب السيارة)، فلا فرق بين الأعصاب واللغة حقاً لدى الذين يظنون أنهم يملكون الحقيقة ومن عداهم: مزيّفون أو متلاعبون!

alhomaidjarallah@gmail.com
حائل

نظرة ما
أطباء أم دعاة ؟!
جارالله الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة