ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 15/01/2013 Issue 14719 14719 الثلاثاء 03 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

أشارككم نص تأملات قديمة كتبتها قبل عقدين بعنوان «اللعب فرادي» رأيت أن استعيدها معكم في ظلِّ الحاضر! ولي في ذلك ارب.

(تستغرب يا سيدي ما يجري! تتساءل لماذا لا نستطيع العمل كفريق بناء متكامل بدلاً من المحاولات الفردية العديمة الأثر..!

تقول: إننا اتفقنا على ألا نتفق..!

معك حقّ..! شروط اللعبة عندنا يضعها كلٌ على حدة.. شروط متغيِّرة «متفاوتة» تختلف من فرد إلى آخر.. نسبية تتلَّون حسب المكان والزمان.

الكلُّ يعترف أننا لا نحول أحلامنا إلى خطوات ولا خطواتنا إلى مسيرة منظمة. كل واحد منّا له توجهه واتجاهه!

هذه مأساتنا يا سيدي؛ كلّنا يحمل حلمه على كتفه ويسير به بالعرض.

بعضنا يتكلَّم فلا نسمع منه إلا انتقادات، وكأنه لا يَرَى في أيِّ وضعٍ كان.. أيّ حدث جاد.. إلا تلك الشوائب التي يقصِّر بها عن المثاليات. مهما كانت تلك الشوائب غير مهمة ومتناهية في الصغر وعرضية فإنّه يبحث عنها وبيده منظار مكبر ليصرخ: أرأيت؟

بعضنا يتكلَّم فيكون كلّّه ما يقوله تعليقات ساخرة! الأمر كلّّه بالنِّسبة له كوميديا مضحكة، مهما كانت التفاصيل مؤلمة والحال تستدعي الإنفعال الجاد، أو على أقل تقدير تستدعي الرَّغبة في العمل الجادِّ.

ربما كان ضحكه هروبًا من واقعٍ مرٍّ.. ولكن هل نهرب فعلاً بمُجرَّد الضحك؟ وإذا هربنا هل يتغيَّر المرُّ فيصبح حلوًا؟

بعضنا لا يأتي بغير البكاء على الأطلال.. الماضي في نظره أجمل من الحاضر، وأسعد، وأنقى، وأكثر إنتاجًا..و.. و.. و.. تحاول أن تذكره أن الماضي، كالحاضر، حالات ومواقف مختلفة، فيها لحظات متألقة وتجارب ناجحة، وفيها ساعات إحباط وفشل وانهزام. فيتهمك بفقدان الذات ورفض الهوية والانتماء. ويظل ملتفتًا إلى الخلف يردد مواله العتيق!

وبعضنا يَرَى كل شيء منعكسًا في مرآة وردية؛ أحلامه تصبغ تطلُّعاته بالأمل اللا واقعي. يَرَى ما يريد أن يحقِّقه ممكنًا رغم كل الصعوبات. ويَرَى كل الصعوبات تافهة تزاح بهزة يدٍ.. الحماس يملأ قلبه ويعشي تفكيره! هكذا تتحطَّم محاولاته غالبًا على صخور الواقع لأنّه لا يأتيها مسلحًا بفأس ومعول، وإنما بمرآة هشة ترسم الصورة التي يحلم بها..!

وبعضنا يظل متردّدًا.. ينظر في كلِّ الاتجاهات، وتخيفه كل الاحتمالات، يبقى واقفًا لا يستطيع أن يتخذ خطوة أو يعبّر عن رأي معين. إذا أصغيت له أصابك بالدوار لأنّه لا يتعدى كلمة «لا أدري»، و»لا أعرف».

وبعضنا هو دائمًا الجبهة المعارضة! جبهة الرفض! لا يهم ماذا تقترح.. بمُجرَّد أن يسمعه يتخذ موقف الدفاع عن الرأي المقابل.. لا يهم أنْ يُغيِّرَ موقفه إلى العكس في مواجهة لاحقة. المهم أن يقف ضد الرأي الآخر!

بعضنا لا يستطيع أن يَرَى غيره يتألق، أو يصل، أو ينال الصدارة - حتَّى لو كان يستحقُّ ذلك!.. لا يستطيع أن يتحمل وجهًا آخر يحتل الواجهة الأمامية، أو يدير دفَّة القيادة.. يجد لعجزه هو الأعذار مهما كان قصور أدائه واضحًا للغير.. هو دائمًا مستعد بسطل الماء القذر الذي سيطفئ به توقد الآخرين. وكثيرًا ما تنسكب محتوياته عليه! يلوث نفسه بنفسه..، ثمَّ يصرخ شاكيًا لأنّه تلوث!!

أجل يا سيدي.. إننا نعمل عشوائيًا.. بأيدٍ غير متكاتفة.. وبدون خطة.. وبدون مسار.. وبدون حتَّى شروط متفق عليها لأصول اللعبة!)

السُّؤال الآن: هل تغيّر شيءٌ؟

لا ونعم! النَّاس لم يتغيَّروا في انفعالاتهم الفردية. ولكن إمكانية احتكار فئة واحدة لوجهة اتجاه الوطن لم تعد مقبولة أو سارية المفعول! والحمد لله. قيادتنا تؤمن بوعي أن هناك وجهة مصيرية هي وجهة المستقبل وهدفًا شاملاً هو البناء! وأن كل القضايا التي تواجهنا كمجتمع يمكن أن نجد حلولاً لها متى ما اعتمدنا أسلوب العمل معًا كفريق واحد متضح الرؤية والوجهة والهدف والالتزام برضا الله والخير للمواطن. كل المواطنين.

ولهذا جاء قرار تمكين المرأة وإشراكها بعضوية كاملة في مجلس الشورى. وأجزم أن هناك المزيد من التصحيح. والطَّريق طويل.. ولكنَّه مُضاء وواعد؛ لأننا لا نلعب فرادى بل نعمل معًا وبتفاصيل واضحة والهدف هو بناء الوطن.

اليوم، باسم كل مواطنة تحلم بالأهلية الكاملة في حياتها، أشكر صاحب القرار على توجه صحيح تخطيطيًّا وإستراتيجيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا.

ذكّرتنا ذات لقاء: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ . ووعدت ووفيت!

يا سيدي حقّق الله طموحاتك السامقة لرضى الله وبناء الوطن وخير المواطنين.. كل المواطنين.

ووفقنا الله جميعًا لتحقيق ثقتكم الغالية ورؤيتكم البناءة.

حوار حضاري
لا نلعب.. بل نعمل معًا
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة