ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 15/01/2013 Issue 14719 14719 الثلاثاء 03 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

مصرفية

قد يعتقد البعض أن زمن تخبئة الأموال تحت مخدات النوم قد مضى وانتهى منذ نهاية حقبة العصور الوسطى. ولكن الحقيقة المخبأة على البعض هو أنه لا يزال هناك من المسلمين من يكنز الثروات في بلاد «الهند والسند».

فمن مدينة كارلا المسلمة يُورث ملايين المسلمين مفهوم اكتناز الثروات تحت مخدات النوم لأحفادهم. والسبب لذلك واضح وجلي. فهم لا يفضلون أن تدعم أموالهم الإسلامية «النقية» مؤسسات الصرافة الربوية في بلادهم. وعليه يخسر الاقتصاد الهندي ملايين الدولارات يوميا من جراء عدم توظيفهم لأموال المسلمين هناك. فالعديد من المسلمين هناك «ممزقة» قلوبهم بين المضاربة في الأسهم وبين انعدام وجود منصات استثمارية للاستثمارات المباحة. فأحلام الثراء لا زالت تدغدغ مشاعرهم. كيف لا وأسواق الأسهم الهندية تمر بمرحلة مزدهرة. فمؤشر «سينسكس» الهندي لا يزال داخل مؤشرات الأسواق الناشئة. ومديرو الأصول لا يستطعون تجاهل أسهم الشركات الهندية. وإحقاقا للحق فقد تكفلت وكالة «ستاندرد آند بورز» بإيجاد مؤشر إسلامي خاص بسوق البورصة الهندية. بمعنى آخر أن هذا المؤشر يحوي على قائمة بأسماء الشركات المدرجة التي تمتثل للشريعة. ويستنير صغار المستثمرين ومدراء الصناديق بهذه المؤشرات وذلك من أجل تشكيل محفظتهم الاستثمارية.

وقد تفاجأت كغيري من قراء صحيفة «هيندوستان تايمز» الهندية عندما نقلت تصريحا لإحدى شركات الوساطة التي تعمل وفقا للشريعة يقول فيه بأنه: «حتى المسلمين المتعلمين غير متأكدين مما إذا كانوا يستطيعون الاستثمار في سوق الأسهم، وأن معظمهم يكنزون الثروة ويخبئون الأموال المكدسة في مخداتهم ومراتبهم».

ولا تزال الطبقة النخبوية في الهند تحاول تثقيف المسلمين الذين يعيشون في القرى والمدن حول الصرافة الإسلامية. فتراهم يعقدون ندوات يرجون من ورائها تثقيف إخوانهم المسلمين حول أساليب الاستثمار الإسلامي. حيث يستجيب هؤلاء لنداءات التثقيف وذلك عبر الإعلانات التي تنشر باللغة الأوردية التي تظهر في الصحف المحلية هناك. فهم يعقدون ندوات تثقيفية عن المالية الإسلامية وذلك في المدن والقرى التي يسكنها المسلمون.

ويحضر لهذه المؤتمرات المجانية الهنود المسلمون من شتى فئات المجتمع - محامون، وعاملون في المجال الاجتماعي، ونساء يرتدين البراقع وحتى أئمة المساجد ورجال الورع والتقى. فما أجمل الصرافة الإسلامية عندما تجمع كافة المؤمنين في مبتغاها.

mkhnifer1@gmail.com
*مراقب ومدقق شرعي معتمد من (AAOIFI) ومتخصص في هيكلة الصكوك وخبير مالية إسلامية لمجموعة «ادكوم آكادمي» المصرفية في الولايات المتحدة الأمريكية.

«نافذة تثقيفية»
ثروات إسلامية مكنوزة تحت مخدات النوم !
محمد الخنيفر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة