ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 16/01/2013 Issue 14720 14720 الاربعاء 04 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

دوليات

لم يأت تصريح - سماحة الشيخ - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ - مفتي عام المملكة - من فراغ، بـ: «ضرورة حماية المملكة من الطائفية، والحزبية، وكل ما يفرق الشمل»، بل إن تحذيره، يعتبر قراءة واقعية لمخاطر الطائفية، والحزبية، وكل ما يفرق الشمل على الوحدة الوطنية، والتحذير من تحويلها إلى بؤرة صراع، كونها فتن عابرة للحدود، والترجمة الحقيقية لنتائج غياب فكرة مفهوم الوطن.

سألني أحدهم - ذات مرة -، عن تأثير غياب الفعل الجمعي للأمة، وعن مدى تأثيره في ظروف، كالتي تعيشها المنطقة العربية - اليوم -، فلم تكن الإجابة، أفضل من تذكيره بغياب المشروع الوطني عن المشهد العام، فارتباط ما سبق بوحدة الأمة، لا يمكن أن يكون. وخلاف ذلك، هو تأسيس قطعي لثقافة العنف، والتطرف، والإرهاب، وإباحة الدماء من غير عصمة.

ستبقى فكرة الطائفية، والحزبية، وكل ما يفرق الشمل ضد التطور التاريخي، فتلك الثقافات لديها موقفها الخاص من التاريخ، وهو ما كان حاضرا في التفسير الذي راق لي، وأبرزته هيئة التحرير في صحيفة «التجديد العربي» الإلكترونية، عندما فسرت السياقات التي تعزز هوية الطائفية الفئوية، بأن: الهويات ليست خارج الوعي، بل إن كثيرا منها صمم؛ ليخدم أغراضا سياسية، وبعضها، هو نتاج لنوازع ثأرية، سكنت عميقا في نفس أمم اعتنقت الإسلام عقيدة، حين بلغتها جحافل الفتح العربي، ودخلت بلادها عنوة، ودخلت هذه الأمم الإسلام، وأحنت هامتها للتيار الهادر، ولكن انتماءاتها القومية، ورؤيتها العنصرية، وشعورها بتفوقها على العرب، شكل في اللاوعي قراءات أخرى، غير موضوعية، متحيزة، ومزيفة للتاريخ العربي، طالت رموزا عظيمة لعبت أدوارا خالدة في نشر رسالة الإسلام. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار، أن كل طائفة لها رؤيتها الخاصة، وقراءتها الخاصة، وأن هويتها، وثقافتها، وطقوسها، وأحزانها، وأفراحها، أخذت بالتشكل من خلال هذه القراءة، أمكننا التوصل إلى وجود جملة من القراءات، وأن كل قراءة تمارس دورا معاديا للأمة، من حيث تشويه التاريخ، والأمجاد العربية.

سأضم صوتي إلى صوت سماحة المفتي نحو هذه الإشكاليات الخطيرة، وهو ما يجير للمسؤولية الشرعية، والوطنية، والأخلاقية - في آن واحد -؛ لكننا في نفس الوقت بحاجة إلى دراسات معمقة، ومراجعات شاملة؛ لأسباب نشوء تلك الأمراض، واستمرارها؛ من أجل إنقاذ المنطقة من التناحر الطائفي، وبأشكاله المختلفة، والتي أوجدت استقطابات، واصطفافات حادة، منحت أسباب التوترات القائمة على أرض الواقع، وتلك - لعمري - هي الأوراق المقدمة في أي نقاش، فهل نحن فاعلون؟

drsasq@gmail.com

أبعاد التوتر الطائفي!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة