ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 16/01/2013 Issue 14720 14720 الاربعاء 04 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

تطوير المعلم يجب أن يخضع لعملية تقويمية تستند في أساسها على تحقيق الأهداف النهائية من عمل ذلك المعلم، فلا معنى لتقدير ممتاز يحصل عليه المعلم إذا كان مستوى طلابه متواضعا وإذا لم يستطع تحقيق الأهداف المطلوب تحقيقها من تدريسه للمرحلة الدراسية التي يتولاها. نحن نثق في المعلم والموجه ومدير المدرسة، ولكن نطالب بإضافة معايير مرتبطة بأداء الطلاب وتغرس بذرة تنافس شريف بين المدارس والمعلمين، لنحصل على الأفضل. المهمة الرئيسية للمعلم هي إيصال المعلومة وتطوير السلوك للطالب حسب مرحلته ومنهجه الدراسي، وبالتالي فإن أفضل وسيلة لقياس مستوى المعلم هي قياس مدى تحقيقه للهدف النهائي من وجوده كمعلم، وليس بقياس أداء المعلم وفق معايير منفصلة عن الهدف النهائي من وجوده؟

لذلك أرى أحد أفضل طرق قياس أداء المعلم تكمن في قياس أداء الطالب، فإن نجح الطالب في تحقيق أهداف التعليم فذاك يعني نجاح المعلم في قدرته على إيصال وتحقيق تلك الأهداف، وإن أخفق فذاك دليل على إخفاق المعلم، ولو بشكل نسبي. ولكن كيف نقيس أداء الطلاب، بشكل عادل وموضوعي ومحايد؟

الاختبارات المعتادة لا تفي بإعطاء صورة حقيقية عن مستوى الطالب، وبالتالي عن مستوى معلمه، لأنها من وضع المعلم ولأنه تدخل بها اعتبارات ظرفية لا تعكس مستوى الطالب الحقيقي، ومن هنا فإن الطريقة المتبعة في العديد من الدول المتقدمة تتمثل في الاختبارات القياسية أو المعيارية التي تجرى على مستوى الدول أو الولايات أو المدن التعليمية، وتمتاز تلك الاختبارات بأنها لا تدخل ضمن عملية نجاح أو رسوب الطالب في المرحلة الدراسية، بل وفي بعض الأحيان لا يعرف الطالب فيها باسمه وإنما كرمز، لأنها وإن كانت تقيم مستوى الطالب مقارنة بأقرانه في مختلف المدارس إلا أنها تهدف إلى تقييم المستوى على مستوى الدولة، تقييم الأداء بالمنطقة التعليمية، المدرسية، المعلم، وتتحول إلى مؤشرات إحصائية يستفاد منها في عملية التطوير والتخطيط، ولأنها كذلك فليس بالضرورة أن تقدم آخر أسبوع من العام الدراسي، وليس بالضرورة أن ينتظر الأب نتيجة ابنه بفارغ الصبر. لأنها تتم عبر إدارات أو مراكز شبه متفرغة لها من ناحية التطوير والتصحيح والرصد البياني الإحصائي لكافة مؤشراتها.. إلخ.

بعد تحديد جملة الأهداف المتوخاة من كل سنة دراسية أو كل مستوى دراسي تكون الاختبارات القياسية مرتبطة بأهداف محددة ودراسة المعايير وآلية تقديم ونشر الإحصائيات والمقارنات بين المناطق والمدارس والصفوف والطلاب. إلخ. في النهاية أريد أن أعرف بأن مستوى ابني في أي مرحلة دراسية مقارنة بالمعدل العام على مستوى المنطقة والوطن. وتعرف المدرسة مستوى طلاب معلم بذاته ومستواها مقارنة بمدارس أخرى. وتعرف الوزارة أداء كل منطقة وكل مدرسة مقارنة بالمعدل الوطني العام.

يهمني التأكيد على هذه الفكرة، باقتراح أن تتولاها وحدة أو جهة مستقلة سواء بوزارة التربية أو حتى عبر برنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم، بحيث يصبح هناك مشروع مستقل لإجراء الاختبارات القياسية. أو ربما هيئة الاعتماد والتقويم الجديدة. تلك الاختبارات تساعد في إيضاح الفروقات بين المناطق وتخبرنا بالمدارس المتميزة فعلا وليس دعاية، تخبرنا عن المدرس المتميز حقاً، وتخبرنا عن مؤشرات النمو والتطور التعليمي بصفة عامة، وبالتالي تدفعنا إلى تطوير أساليبنا في التفكير والتقييم والمتابعة وفق حقائق وأرقام يعكسها أداء الطالب، محور العملية التعليمية.

malkhazim@hotmail.com
لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

نقطة ضوء
الاختبارات القياسية لمعرفة أداء المدرسة والمعلم والطالب
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة