ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 17/01/2013 Issue 14721 14721 الخميس 05 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

منع الكتب..؟!
فيصل اكرم

رجوع

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وتفكك الدولة العثمانية وانهيارها وانتهاء عصر الخلافة العثمانية 1299 - 1924 تكوّنت الجمهورية التركية الحديثة..

.. على يد الجنرال مصطفى كمال - أتاتورك 1881 - 1938 الذي وضع لها نظاماً جديداً تطوّر مع تعاقب الرؤساء حتى أصبح النظام الأكثر علمانية في منطقة الشرق الأوسط والشرق الأوسط الكبير، وربما ما كان للدولة التركية أن تحافظ على كيانها المستقل وسط منطقة تضج بالطوائف والمذاهب والأحزاب التي باتت تتنامى من حولها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945 إلا بوسيلة تتناقض تماماً مع مبادئ العلمانية، وهي وسيلة (منع الكتب) التي قد تسبب لها مشاكل لا قبل لها بها مع الشعب الذي أجبر على التخلي عن هويته الإسلامية والحرف العربي، فقد كانت الدولة العلمانية تخشى أن يميل الشعب إلى الانتماء الآخر (الشيوعية) من خلال (الكتب) بخاصة كتب كارل ماركس وعدد كبير من الكتب الصادرة في عهود الشيوعيين الروس مثل كتاب فلاديمير لينين (الدولة والثورة) والكتاب المنسوب لجوزف ستالين (تاريخ الحزب الشيوعي البلشفي في الاتحاد السوفيتي) وغيرهما من الكتب والكتيبات والمنشورات التي انتشرت في العالم، غير أن حكومة الجمهورية التركية الحديثة كانت تمنع دخولها الأراضي التركية منعاً مطلقاً وتعاقب كل من تقبض عليه بنسخة منها سواء كانت أصلية أو مصورة بعقوبات صارمة، حتى أنها كانت تصل إلى حد (إعدام) من تسوّل له نفسه طباعة وترويج أي شيء من تلك الكتب داخل الجمهورية التركية..

ومع مرور الزمن، وانفتاح العالم على التقنية الرقمية وثقافة (الإنترنت) تراخت تلك العقوبات، وتهلهلت تلك القوانين المانعة، حتى باتت تلك الكتب تعاد طباعتها في تركيا، ويتم عرضها للبيع في المكتبات التجارية تحت لافتة مكتوب عليها (كتب ممنوعة)!

وقد تبنى البرلمان التركي مؤخراً قانوناً ينص على أن كل القرارات القضائية والإدارية التي اتخذت قبل عام 2012 وتنص على (مصادرة أو منع أو عرقلة بيع أو توزيع منشورات مطبوعة) تسقط بالتقادم، إذا لم تؤكدها (محكمة) خلال ستة أشهر. وقد صرّح رئيس اتحاد ناشري الكتب في تركيا بأن المهلة انتهت ولم يصدر أي حكم قضائي يجدد منع أيّ من الكتب التي كانت ممنوعة من التداول في تركيا..

أقول: لا تزال أجهزة الرقابة (التقليدية) في بعض الدول العربية (الآمنة) تستخدم سلاح (منع الكتب) بصورة مبالغ فيها، وكأنها في وادٍ بينما ثقافة العالم قد انفتحت على كل السفوح والأسطح، أو كأنها لا تعي أنّ ما كان في الماضي من أكثر الأمور أهمية وجدية وخطورة، أصبح الآن من أكثرها طرافة ومدعاة للسخرية والضحك: (منع الكتب)!

ffnff69@hotmail.com

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة