ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 17/01/2013 Issue 14721 14721 الخميس 05 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

عطاف وأحلام وملاك أبرز الأسماء النسائية في المملكة
نجاة الماجد: بعض الشاعرات السعوديات تقتلهن الغيرة

رجوع

الجزيرة - محمد هليل الرويلي:

كشفت الإعلامية الشاعرة السعودية نجاة الماجد (المشرفة على الملحق الأدبي بمجلة سواح الإماراتية والكاتبة الأسبوعية بمجلة البصرة) النقاب عن عدد من القضايا والملفات الهامة التي تخص مسيرة المثقفات والشاعرات السعوديات وتشكل في نهايتها مأزقاً ومنعطفاً سريعاً للخروج أحياناً، وأشارت في تصريح خاص لـ»الثقافية» إلى عدد من الملفات الساخنة التي تحيط بالحركة الإعلامية النسائية والتجارب الإبداعية المصاحبة لمحطات التشكل. وقالت الماجد هل هناك قضية بالفعل للمرأة السعودية أم أن المصطلح هو من تأليف المثقفين أم من تأليف جهات تحاول التدخل للتأثير على تركيبة المجتمع السعودي أم للتأثير على المرأة لوحدها لتأزيمها وتقزيمها وخلقها في زاوية منعزلة عن الكون الخارجي لكي لا يراها الوجود؟ ولماذا تزداد عقدة المرأة في الوقت الذي كانت تحضى بالثقة والتقدير منذ عصر النبوة الأول؟ ومن المستفيد من تهويل قضية عدم ظهور المرأة الشاعرة والكاتبة في الوسط السعودي؟ وقالت الماجد إذا كانت الأسرة لا تثق بالمرأة المتعايشة وبينهم ومعهم والتي هي بالنهاية نتاج تربيتهم وتجربتهم بالتعايش فمن سيثق بها إذاً؟! مؤكدة أننا نمر بأزمة ثقة تخنق الشاعرات وأصابتهن بالشلل الكامل وكثير من هذه التجارب تم «وأدها» في المهد ودفنها حتى من دون كفن على أيدي الأقربين في أقرب مقبرة للعائلة لكي لا يسمع صوتها أحد ولا يراها أحد بدواعي الخوف من الفضيحة التي سيعلوا صوتها ويتردد صداها سواءً أكان ذلك بمحيط العائلة أم القبيلة والقبائل المجاورة أيضاً. وقد كان للمؤلفة سارة الأزوري تجربة تعكس ذلك الواقع المرير عند جمعها لكتابها «شاعرات من المملكة العربية السعودية» عندما تراجعت غالبية الشاعرات السعوديات عن السماح بنشر قصائدهن في الديوان وإخفاء هويتهن الإبداعية بعد علم الأسرة بمشروع الظهور الذي بات هاجساً مخيفاً وبعبعاً مقلقاً حتى تم التصدي له والوقوف أمامه بكل جبروت ظلامي قامع.

وأضافت الماجد أن الفتاة الشاعرة أو الكاتبة لن يثنيها ذلك إذا ما أرادت النشر بعد تعدد شبكات النشر الإلكتروني والمواقع والمنتديات التي رأت فيها المرأة نافذة ضوء ومتنفساً تتنفس من خلاله الحرف والمعنى من خلال الأسماء المستعارة، مؤكدة في الوقت نفسه أن ذلك لا يحقق الهوية الحقيقية التي ترضي المرأة السعودية أن تجد نفسها فيه. وقالت «الماجد» إنها حضيت بالدعم الكامل من قبل والديها حيث شاركاها الفرحة بأول مشاركة نظمها أبها الثقافي وكم سعدت وأنا أرى أمي وأبي في المدرجات يصفقان لي وأنا ألقي قصائدي في الوقت الذي كانت به النظرة الدونية للمرأة هي السائدة والمسيطرة حول المرأة التي تذهب للمشاركة في الأندية الأدبية. وأضافت أن والدها -يرحمه الله- قدمها للإذاعة وذهب معها بنفسه «للأستوديو» في أول مشاركة إذاعية لها على الهواء والتي قدمت فيه ألواناً من المجسات الحجازية التي ساهمت في انتشارها عند الجماهير. واعتبرت الماجد أن النظرة الدونية التي صورها الظلاميون شكل النظرة الدونية للمرأة التي تشارك بالأندية، مؤكدة أن هؤلاء الذين حاربوا المرأة في الأندية الأدبية هم امتداد لفكر من حارب تعليمها سابقاً.

ونفت الماجد أن تكون قصيدتها في الباحة «أنت السحاب» والتي تعتبرها النافذة الأولى التي فُتحت أمامها والذي قدمتها عبر أثير إذاعة جدة نفت تعمدها مغازلة قبيلة «غامد وزهران» لكنها رأت ضرورة التعبير عن العمق التاريخي والكرم الحاتمي الذي صافحها به نادي الباحة عندما وجه لها الدعوة لإقامة أمسية أدبية في تلك المنطقة.

كما نفت الماجد غيرتها من نجاح تجربة بعض الشاعرات السعوديات موضحة أن التجارب النسائية السعودية لا يوجد بها حتى الآن من تستحق أن نعتبرها منهجاً ومدرسة نسائية لها خصوصيتها الثقافية والإبداعية السعودية وإن كنت أتمنى أن أجد نهجاً خاصاً بي فلا تتمثل تلك الأمنية إلا بالوصول لتجربة مماثلة لتجربة ولاّدة بنت المستكفي حبيبة ابن زيدون تلك الأميرة الأندلسية والشاعرة العربية التي طلت من بيت الخلافة الأموية في الأندلس واشتهرت بالفصاحة والشعر وكان لها مجلس مشهود في قرطبة يؤمه الأعيان والشعراء ليتحدثوا في شؤون الشعر والأدب، أما الأسماء النسائية السعودية اليوم وإن كان بينها من ينشر النور والضوء ويطوف بقناديل الشعر عطراً في الحياة كالشاعرة عطاف سالم وأحلام الحميد وملاك الخالدي إلا أن تلك الأسماء وغيرها لم تصل لنضوج التجربة وتفردها.

وانتقدت الماجد الإعلام السعودي الذي مازال «مطبلاً» لبعض الأسماء النسائية القديمة في الوقت الذي تشكلت به في السنوات الأخيرة تجارب جديدة تستحق المتابعة والرعاية لكن بكل أسف مازال المسيطرات على المشهد الثقافي السعودي هن تلك الأسماء فقط، كما أنهن فقط من يتم دعوتهن للمشاركة في الأيام والأسابيع الثقافية السعودية التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام بالانتقائية المحددة فيما يتعلق بالشخصيات التي تتاح لها المشاركة في التمثيل الخارجي، ودعت الماجد لتوفير الفرص وتنويعها لكافة المثقفين للتعبير عن تنوع الثقافة المحلية وإكساب المرأة السعودية الخبرة الكافية من خلال الاطلاع على ثقافات وتجارب البلدان الأخرى من خلال متابعة ما يقام على ضوئه تلك الأيام والأسابيع الثقافية من ندوات وحوارات ومعارض تنمي ذائقة الشاعرات السعوديات وتفتح أمامهن خيالاً لا سقف له.

كما ألمحت «الماجد» إلى وجود بعض الحرب المصطنعة من قبل بعض الشاعرات اللاتي يعتقدن بأنفسهن بأنهن الآن وصلن لمكانة لا تسمح لهن بالمشاركة بجوار شاعرة مبتدئة أو صغيرة كما يصفن، وقد كان لها تجربة مريرة في مهرجان الجنادرية عندما صرحت شاعرة بمعارضتها لكتابة اسمها قبل اسم تلك الشاعرة وبأنها كانت تظن بأن أمسيتها ستقام بمشاركة شاعرة مشهورة بحجم مشوار تلك الشاعرة لكونها للتو عائدة من أحد الأيام الثقافية بالخارج غير أنها قالت إن الجمهور أنصفها عندما صفق لها طويلاً، تاركة الحكم للمنتج والمضمون وللجمهور الذي يعد هو الفيصل الحقيقي بالساحة الشعرية.

كما ألمحت الماجد إلى أن ذلك كله يعود لارتدائها للنقاب الذي يرى فيه البعض عائقاً أمام توجيه الدعوة للشاعرات أو الكاتبات، وأضافت أن إحدى المجلات الثقافية رفضت نشر قصيدتها بعدما وجهت المجلة المشاركة لكنها حجبت القصيدة عندما رفضت إرسال صورة مع القصيدة!

واختتمت الماجد حديثها «للثقافية» بأنها ستصدر قريباً ديوان «ليالي السُهد» والذي سيكون منوعاً بين المراثي والقصائد الوجدانية.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة