ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 17/01/2013 Issue 14721 14721 الخميس 05 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

عقب أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أعزّه الله - عام 2011م، القاضي بدخول المرأة السعودية عضواً في مجلس الشورى في دورته المنتظرة (القريبة)، هذا القرار المفصلي في تاريخ بلادنا، بناه قائدنا على ما جاء في الكتاب والسنّة، واستشهاده بمواقف المرأة المسلمة عبر تاريخنا الإسلامي المشرق، واستشارته لأهل العلم والفضل، وإيمانه بأنّ النساء شقائق الرجل لهنّ ما لهم وعليهنّ ما عليهم، وفق مقتضيات الشّرع القويم، ومقولة المليك المفدّى عنهنّ (ما شفنا منهن إلاّ كل خير) تحمل دلالات الإصرار على احترامهن وتقديرهنّ من رأس هرم الدولة، وأمله - حفظه الله - منهنّ جدّ كبير، ذاك الأمر الكريم، بثّ روح الأمل عند الغالبية العظمى من الشعب السعودي، وحظي بقبول وافر، قابله تخوّف من البعض - هداهم الله - لا مبرِّر له، كون مشاركة المرأة السعودية في عضوية مجلس الشورى، ستكون كما وجّه الملك وأكد عليه، وفق مقتضيات الشريعة السمحة، وقد كتبتُ حينها مقالاً في عدد هذه الجريدة بتاريخ 27-9-2011م بعنوان (القرار الملكي التاريخي والمرأة) رحّبْتُ بهذه الخطوة، التي تأتي في خضم سباق محموم، تعيشه بلادنا في اتجاه التقدم النهضوي والحضاري الشاملين، المتوازي مع تعاليم الدين الحنيف، بقيادة هذا القائد الهمام، ويوم الجمعة 29-2-1434هـ فعّلَ الملك - يحفظه الله - أمره التاريخي، عندما أعلن أسماء عدد من الأخوات الفضْليات من ضمن قائمة أعضاء مجلس الشورى في دورته الجديدة، لهنّ مثل الذي عليهنّ من الحقوق والواجبات والمسئوليات، الأمر الملكي المتعلِّق بتعيين هؤلاء النسوة، تضمّن نقاطاً هي من الأهمية بمكان، لا يمكن تجاوزها دون التوقُّف عندها، الملك - أعزّه الله - بقوة عقيدته ونظره الثاقب المستشرف للمستقبل الواعد، أحاط هذه المشاركة النسوية، بسياج آمن ومحافظ، ليقطع الطريق على من أراد التشويش بالتشكيك والمراهنة، ووضع العراقيل في طريق التنمية (مدخل خاص لهنّ، ومقاعد خاصة بهنّ بمنأى عن الرجال، ومصلّى لهنّ، ومكاتب خاصة لهنّ، المحافظة على حجابهنّ) كأنهن في مدرسة أو جامعة (حذو القذة بالقذة) خصوصية متناهية محفوظة بأمان الله، لم يبق لهنّ عذر بعد اليوم، بناتُ جنسهنّ ينتظرنّ منهنّ، بسط مطالبهنّ وهمومهنّ ومشاكلهنّ تحت هذه القبّة المباركة، نعم النساء شقائق الرجال ،الدولة وفّرت لهنّ منبراً من أهم المنابر، كمثل الرجال، الدولة بتركيبتها الجتمعية، يحدوها الأمل، بأن يكون في حضور هذه النّخب من هؤلاء النسوة، حضور فاعل ولافت - لا صوريّ كما يتصوّره البعض - تقوم بسببه الحجّة عليهنّ، حضور يحقق الأحلام والأماني، التي طالما كانت حبيسة التنظير، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، المتفحِّص لأسماء هؤلاء النسوة اللاتي تم اختيارهنّ من قِبل وليّ الأمر، وفزنّ بهذه الثقة الغالية، يشعر بكامل الارتياح نظير هذا الاختيار الموفق، أخوات يملكنّ مؤهّلات علمية رفيعة، وأخوات يملكنّ خبرات تراكمية نفع الله بها البلاد، وأخوات أسماؤهنّ حاضرة في المشاهد العلمية والطبية وفي مجال الاختراع، أخوات محافظات، همّهنّ الإنجاز والإبداع لصالح الوطن ومواطنيه، بعيدات كلّ البعد عن دواعي الفتنة والترف، لن نقف عند واحدة منهنّ بالذِّكر والاستعراض، كلا! فكلّهنّ من مخرجات هذا الوطن الغالي، يستحققن التقدير، فقط هي همسة غيورة على الوطن، أبعثها لكل من طرح وجهات نظر في الاتجاه المعاكس، مهيجة للرأي العام في مواقع التواصل الاجتماعي، جرّاء مشاركة شقائق الرجال تحت قبة مجلس الشورى، فالوطن في أيدي قيادة أمينة، همّها رقيّه وازدهاره، ولن يتأتى تشييد بنائه ورفع كيانه، إلاّ بمشاركة الجميع، دون إقصاء نصف على حساب آخر، والفيصلُ في ذلك، مقتضيات الشريعة وضوابطها، التي يحددها العلماء المعتبرون، الذي استأنس برأيهم وليّ الأمر وارتكز عليه، يمتثلُ قول الباري في محكم التنزيل وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين آل عمران:159.

نون النسوة الموقرة، تحت قبة مجلس الشورى في امتحان (إثبات الذات) وإن كنتُ متفائلاً بمستقبل زاهر، سيحقق بمشيئة المولى، أماني وتطلُّعات قائد المسيرة المظفّر الملك الصالح، نحو الارتقاء بالوطن والمواطن، المهم نبتعدُ عن سفاسف الأمور وكمالياتها التي يدندن حولها البعض! والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، ونتّجه لأسّ المشاكل، التي تقف حجر عثرة في وجه تنمية وتقدم وازدهار بلادنا، ونبحث عن حلّّها بصدق وإخلاص وولاء للدين ثم الوطن وقيادته الرشيدة.

ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com

نون النسوة تحت القبّة
د. محمد أحمد الجوير

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة