ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 17/01/2013 Issue 14721 14721 الخميس 05 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الريـاضيـة

علمتنا التجارب وقد قاربا الأربعين أن المؤمن الحق إذا ما تصبر على سوء القضاء والمصائب والبلاء وإذا ما احتسب وفوض أمره إلى الله .. وجد المرء بذلك (التصبر) ورضا الرب وطاعته ورسوله - صلوات ربي وسلامه عليه - سيجد والله لذة عظيمة وأُنسا لا يجده من فقد عزيز – وأي عزيز أو أعز من (الوالدين), جراء صبرك وإيمانك واحتسابك على ما أصابك.. فكل قضاء يقضيه الله على ابن ادم هو خير ورحمة لك والله أرحم منا على أنفسنا.. هكذا تعلمنا من التجارب وتوالي الأقدار من حولنا..!!

** لكن؛ ما يُثلج الصدر ويُبهج النفس أن تجد ذلكم متجسدا في حال شاب يافعا متماسكا رغم مصابه وأهله الجلل, بل تجده يبحث عن أصدقاء والده, فيهاتفهم و يخبرهم بفقده و يطلب له الرحمة، وهو في وقت يتطلب واقعه أن يجد من يُصبره و يُعينه بعد الله على هكذا مُصاب .. فعلا أبا عبد الله .. أيها المربي الفاضل، والد أجيال وأجيال، الأستاذ ومدير المدرسة والخبير، فعلا أيها الكاتب الذهبي الأنامل، العزيز النفس، راقي الفكر، صريح العبارة، أيها الإنسان، يا من أبكيت القلم، وأدميت بفراقك (عُشاق حرفك) الذي يأتي نبضه منذ عقود عبر نبض متجذر (من القلب) وإليه.. كما أسميت (زاويتك الأسبوعية) بصفاء ونقاء وطهارة قلب لا يعرفها .. إلا من عرف وتعامل عن قرب أو من التصق بحروف أنامل المربي الأخ الفاضل.. صالح بن إبراهيم رضا.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

** يعلم الله أنني أكتب حرفا، وينهمر الدمع على آخر، ولكنها؛ الدنيا وهذا حالها.. وهكذا يجب علينا – كمسلمين سلّمنا أمرنا كُله لله - أن نتصبر كلما عظم البلاء واشتدت المصيبة.. إن أسعد لحظات المرء في الدنيا أن يرى مِن عَقِبه (ذريته) مَنْ يحمده الناس و يحبه خلقه، وكأنما ذلك دلالة لحب المولى عز وجل، وأسعد من تلكم اللحظات أن تُظهر الشدة و الازمة معدن (الابناء ) الذي يتوارثونه ولا ريب عن ابيهم عن جدهم .. أن ما شهد به القريب والبعيد في أنّا معا على حُسن تربية (عبدالله) ابن الفقيد الكبير وبقية عقبه من الإخوة والأخوات، يجعلنا ندعو بفرح -الغبطة- سائلين المولى الرحمة ولما ربى فأحسن التربية، فمن ربى لم يمت .. من ربى لم يمت.. من ربى لم يمت.. (ما مات من خَلّف)..!!

** عرفت دماثة خُلق و( صرامة و صراحة) ووضوح عبارة الفقيد مُربي الأجيال ومعلم أهل الحرف وزملاء المهنة، عرفته في اجتماع أهلاوي ( عاصف ) دعى إليه ( الرمز – الخالد في القلوب )، وذلك بعد الأهداف الستة التي تلقاها ( شبه الفريق – حينها – من فريق الشباب، كان ذلك الاجتماع هو المرة الاولى التي أقابل فيها أخي الاكبر و الذي ما أن رأيته حتى تيقنت أنني أمام (تاريخ) ورجل عملاق بمعنى الكلمة.. كان واضح المقصد.. يدفعه عشقه للكيان دون الأشخاص للنقد الصريح الواضح، ولا يطرق باب النقد دونما (تعريج) على حلول لا تقتصر على وصف الدواء بل وشرح تفاصيل دقيقة لكيفية إعطاء الدواء وجرعاته، فقد أنصتنا جميعا لرأيه الواضح في كل ما يُحيط قلعة الذهب من إحباطات –حينها– وأجزم أن صاحب الرأي و القرار الأخير – كان يُصغي جيدا – لشخص لا يعرف مجالس السمر والحديث المنهي عنه إلى أواخر ساعات السحر..!!

** كان الفقيد الإنسان أبا عبدالله، مربيا بأفعاله التي جسّد واقعها كتاباته الرصينة (القوية – عند ضعاف النفوس) الجرئية عند (المتناقضين من كُتاب المصالح ) الصريحة جدا عند من اعتادوا (الصمت بمقابل تماما كالمتحدثين بمقابل).. من عرف صاحب القلب الكبير فقيد الإعلام الرياضي، الكبير بقامة قلمه ورصانة وصدق معانيه من عرف الرجل حقيقة عرف معنى (عِزة النفس) فقد أغناه الله بنفسه الكريمة الزكية عن طلب (أصحاب المصالح) أو من هم يرون الغنى في لبس المشالح، أغناه الله بنفسه وعزتها فلم يخضع لقول لين في وقت يتطلب الشدة ولا الهون في مواطن الحزم، ولا هزل في موقف جد..!!

الجزيرة.. ولاء و انتماء .. ورضى رضا..!!

أما عن الصرح الإعلامي الكبير (الجزيرة), وعلاقة أبي عبدالله – يرحمه الله- بها، وعلاقة (جزيرتنا الغراء) بصاحب كلمة (من.. القلب) فلن أتحدث إلا بما شهدت؛ فيما يبقى الحديث الأهم والأكبر في هكذا جانب (تاريخي) ، فلأبي بشار وأبي مشعل (مع حفظ الألقاب)، الحق قبل قلم العبدالله في وصف تلك العلاقة التي أعترف بقصر نظري وبعد مسافتها عن إدراكي لأبعادها الإنسانية العظيمة والنبيلة والتي أجزم بصدق ونبل واحترافية ومهنية جُل أطرافها؛ لكنني؛ وكما أسلفت سأوجز ما ذكره لي -رحمه الله– وأسئل به أمام رب السموات والأرض.. يقول رحمه الله بالمعنى اللفظي للكلمات الراقية في حق (الجزيرة) ورجالها: الجزيرة بيتي الذي أحببت أركانه وعشقت مهنيته وأجللت رجاله.. فيه يا أبا عبدالرحمن عرفت معنى الوفاء (وضرب مثلا بالأستاذ علي الأحمدي) الذي وإن لم يعرفه الكثير – وهو بالمناسبة إعلامي أهلاوي – إلا أن (الجزيرة) ورجالها لم ينسوه؛ قال ذلك.. وهو يؤكد أن المهنية وصدق العبارة ووضوحها وجرأتها هي ما تميز العاملين في هكذا صرح إعلامي عن أقرانهم.

* رحم الله أبا عبدالله، وجمعنا به في علييين، وطرح الله البركة في عقبه الذين جعلونا وكثير من الزملاء نقول بتجرد: (مَنْ خَلّف.. ما مات).

بصريح العبارة
مَنْ خَلّف.. ما مات!
عبدالملك المالكي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة