ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 18/01/2013 Issue 14722 14722 الجمعة 06 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

في الساعات الأخيرة... وقد بدأ يتفلت العمر، ويلفظ باقي أنفاسه من الدنيا

كيف لم أشعر أنها النظرة الأخيرة؟! وكيف تلبسني ذاك الأمل بأني سأعود إليها بعد ساعات! والموت يتلفت إليها.... يُتبعها نظراته من طرف خفي... يراوغني... ينتظر خروجي، ليتسلل حيث أمي.

آااااه يا أمي

كالصاعقة حط على قلبي خبر رحيلك

خواء طار بي، لا سقف يحميني، ولا أرض صلبة تمنحني الثبات

شعور بالخواء، وعدم الانتماء، كشجرة، فجأة أصبحت دون جذور، كبائس استيقظ على ضياع وطن

أتحامل على نفسي... أجري إليك.... كسيرة الخاطر.... مهيضة الجناح... ألثم الجرح الغائر، أمد يدي... أتحسس الصورة الغائبة، أحتضن الكلمات والحركات والنظرات الأخيرة، أضمها بقوة.... لا أريد أن يتسرب منها شيء إلى عالم النسيان.

صقيع يا أمي، صقيع لا أقواه، يلفني عن آخري.... تجمد القلب، تعطلت القرائح، فسدت الأمنيات، وضاعت الأحلام. جليد الفراق بسياطه يجلدني، فتستيقظ الحسرة، وتجد الآهات مرتعًا خصيبًا، وتورق الزفرات... ويُينع الحزن

ما ذكرتك إلا وقطوفه دانية.

من شرفة الليل تطل ذكرياتك

كالوجع تهطل عليّ كالفاجعة

كبرق ينذر بكارثة

بسيل من الماضي الدفين

يغرقني حسرة وحزنا

استجدي الحلم

يا حلم الليل خبرني عنها... ماذا حصل لها... أسعيدة هي؟... أتعلم أننا نبكيها...

يا وجع هذا القلب... ويا خيبة ذاك الأمل

كنت أنوي يا أمي نثر السعادة تحت قدميك، وتعويضك بعض سنين الشقاء

نسيت بأن (ليس من طبع الليالي، الأمان أو الإمهال، حتى نرى من نحب في أي وقت نرغب)

كل مشاريعنا مؤجلة، وكأن العمر رهن إشارتنا

باغتنا القدر

هزمنا الوقت... هزمنا... دون مقاومة يا أمي

الأمل الأخضر الخصيب في بقائك... جفت ينابيعه... يبست أغصانه... سقطت أوراقه

انقطع النهر الذي يرويه

* اللهم ارحم أمي رحمة واسعة، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة.

في وداع أمي الحبيبة
نورا العلي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة