ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 19/01/2013 Issue 14723 14723 السبت 07 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

حالة جديدة من حالات السرقات الأكاديمية، تتجدد مرة أخرى وبيئتها الجامعات العربية وأبطالها أكاديميون مزيفون يسعون وراء الشهادات العلمية أو الترقيات الأكاديمية. كنت قد حاولت أن أنسى سرقة لبحث كامل كنت قد وضعته بموقعي الإلكتروني في البوابة الإلكترونية بجامعة الملك سعود ولكن طالت

عليه شخصية أكاديمية ووضعته فصلاً في كتاب لها في دار نشر أردنية، واتضح فيما بعد أنه أستاذ من جنسية عراقية ألف هذا الكتاب ثم هاجر خارج الأردن..

نسيت هذه الحادثة، ولكن الدكتورة هالة خير إسماعيل عضو هيئة التدريس بقسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود أعادتني إلى موضوع السرقات الأكاديمية عندما تلقيت رسالة منها بالبريد الإلكتروني تشرح فيها سرقة أخرى، ولكن هذه المرة سرقة رسالة دكتوراه ومعها إضافات أخرى من رسالتها للماجستير، وهذا تعد عبر الوقت فلم تكتف السارقة بمساحات كبيرة من رسالة الدكتوراه وهي محاور أساسية في دراستها الميدانية، بل إنها تفاقمت في السرقة وعادت إلى رسالة الماجستير للدكتورة هالة وسطت على أحد المتغيرات (الأساليب العلمية المطبقة في الدراسة) وأخذت كل ما له علاقة بهذا الأسلوب من المراجعات الأدبية إلى التطبيقات والمنهج والشروحات التفسيرية للنتائج مع الجداول طبعا..

ومن أطرف الأمور في هذه السرقة أن صفحة الإهداء وصفحة الشكر قد تم السطو عليها، كما أنها سطت على قائمة المراجع والتي وصلت إلى 174 مرجعاً، كما أن من أغرب السرقات أن قائمة المحكمين للاستبانات العلمية قد تم السطو عليها كذلك. وللتوضيح فقد اعتدت الدكتورة (!!) دعاء أحمد حمزة التي حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة طنطا على رسالة الدكتوراه للدكتورة هالة خير إسماعيل من جامعة بنها الأستاذة بجامعة الملك سعود حالياً وبفارق زمني خمس سنوات بينهما، كما أن السيدة دعاء قد سطت كذلك على رسالة الماجستير للدكتورة هالة.. وفيما يلي نماذج مما كتبته الدكتورة هالة مبينة حجم السرقات التي اكتشفتها في رسالتها للدكتوراه:

(الإهداء، الشكر والتقدير، الفصل الأول: من ص 2 - 5, أدوات الدراسة, ص 7 بند ج، د, و, ز. الفصل الثاني: من ص 11 إلى ص 17، من ص 19 إلى ص 30، من منتصف ص 33 إلى منتصف ص 35، من ص 39 إلى ص 42. الفصل الثالث: قامت بسرقته كاملاً. الفصل الرابع: وسرقت منه: مقدمة الفصل, أسباب اختيار مدرسة التربية الفكرية بقنا بند ب, ج، د، شروط اختيار العينة, منهج الدراسة, كما سرقت أربع من الأدوات التي قمت بإعدادها وهي: استطلاع رأى بعض المعلمين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين عن سلوكيات إيذاء الذات لدى الطفل ذوى التخلف العقلي البسيط, استطلاع رأى بعض المعلمين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين عن أفضل المعززات لدى الطفل ذوي التخلف العقلي البسيط, استمارة ملاحظة سلوك إيذاء الذات لدى الطفل المتخلف عقليا, والعديد من أجزاء البرنامج السلوكي لخفض حدة سلوك إيذاء الذات. الفصل الخامس: سرقت مقدمة الفصل, والعديد من الفقرات المذكورة في تفسير نتائج الدراسة, كما سرقت تفسير نتائج الفرض السابع كاملة, كما سرقت توصيات الدراسة كاملة, كما سرقت البحوث المقترحة كاملة. المراجع: سرقت من مراجع الدراسة 174 مرجعاً.......))).

والسبب الذي جعلني أكتب عن هذا الموضوع أن كلا الأستاذتين هما في رحاب جامعات سعودية. فالدكتورة هالة (المعتدى على رسالتها) في جامعة الملك سعود والدكتورة!! دعاء التي سطت على رسالتي الدكتوراه والماجستير هي في جامعة القصيم. بمعني أن جامعة القصيم لا تزال - على ما أظن - تحتضن السيدة دعاء أحمد حمزة الساطية على الرسالتين العلميتين.

ومما يضاعف المشكلة أن الرابط الذي جمع بينهما وأدى إلى اكتشاف السرقة هو شخص ثالث (الدكتور إسماعيل إبراهيم بدر) الذي سطا هو كذلك على حوالي 15 صفحة ومعها قوائم واستبانات من تلميذته التي تخرجت على يديه المدعوة دعاء أحمد حمزة ونشرها في كتاب يدرس في أقسام التربية الخاصة بالجامعات السعودية (مهارات السلوك التكيفي لذوي الإعاقة العقلية).. وقد اكتشفت الدكتورة هالة هذا السطو وعندما سألته وقد كان أستاذاً بجامعة القصيم لماذا سطا على أجزاء من رسالتها للدكتوراه ذكر لها أنه قد استأذن السيدة دعاء في أخذ هذه الصفحات من رسالتها، ولم يشر إلى أي من المرجعيتين..

وأخيراً، وكما تبدو الرسالة التي وصلتني من الدكتورة هالة بأنها تعيش ألماً كبيراً داخلها فقد تم السطو على رسالتيها للماجستير والدكتوراه. وبموجب هذا السطو حصلت دعاء على شهادة الدكتوراه من جامعة طنطا، وبموجب هذا السطو نالت دعاء شهادة الدكتوراه، ومن ثم تمكنت من الحصول على عقد عمل بجامعة القصيم.. وهي ربما لا تزال إلى اليوم تدرس طالبات التربية الخاصة بالجامعة. والمؤلم كما أراه هنا أن الدكتورة هالة قد خاطبت المسؤولين بجامعة القصيم منذ فترة، ولكن لم يتواصل معها أي شخص رغم أنها وضعت إيميلها ورقم جوالها في ذلك الخطاب الذي أحتفظ بصورة منه. وكان من المتوقع أن تبادر جامعة القصيم من الجهات ذات العلاقة فيها بالاتصال بالدكتور هالة لتطمينها أن موضوعها هو تحت الإجراء والدراسة بعد أن يكونوا قد جمعوا المعلومات المطلوبة التي تثبت هذه السرقة، وما يليها من إجراءات إدارية أخرى.

alkarni@ksu.edu.sa
رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال - المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود

«هالة» و«دعاء» سرقات أكاديمية جديدة
د.علي بن شويل القرني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة