ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 20/01/2013 Issue 14724 14724 الأحد 08 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

حينما استقرت الحضارة الرومانية وعمّها الثراء وأخذ مواطنوها يرفلون بنعيم الدنيا وقاموا بالتفنن في بناء القصور والحدائق ومارسوا أبهى متع الدنيا وملوا تماما من الرفاه لدرجة أن أخذوا بالبحث عن المتع الشاذة والابتهاج بالفنون (الموسيقى والنحت والمسرح) وما إليها من نتاجات الحضارة الرومانية. أقول حينما ملوا من ذلك كله وجنحوا إلى (جنوح) الفن كما فعل نيرون حينما أحرق روما ليكتب قصيدته السخيفة تلك على ضوء الحريق وبالطبع آنذاك تغطرس الرومان على شعوب الأرض المستضعفة التي كانت تحت سيطرتهم وبالطبع طفح الكيل بالمستضعفين وثاروا على الرومان في كل الأقاليم، وأخذت حضارات نبيلة جديدة تطل برأسها الشامخ على شمس الكرة الأرضية كالحضارة الإسلامية، آنذاك نهضت الأمم وأخذت تنتقم من الاستعباد الروماني البغيض وكانت النتيجة بالطبع أن تقزمت تلك الحضارة وتضاءلت وانكفأت في دولة واحدة من دول الكرة الأرضية لا أكثر، لم تزل تحتفي (بحجارة) تلك الحضارة وآثارها، وكان ذلك بالطبع نتيجة العسف والاستكبار والتسلط.

وكذلك حل هذا الأمر قبلهم بقوم عاد {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} كما تقول الآية الكريمة.. ومثل قوم عاد وثمود والرومان كذلك جرى للحضارة الإغريقية والفارسية واكتفت كل حضارة ببلد واحد فقط بعد أن كانت حضارات لا تغيب عنها الشمس، وكذلك الأمر بالنسبة (للمغول والتتار) الذين اجتاحوا العالم حينما بلغ بهم الاستكبار مبلغه إلى أن أصبحوا اليوم أثراً بعد عين، بل لا أحد يكاد يتذكر بلدهم اليوم هل هي (تتاريا) أو منغوليا التي تتبع إحداها للصين والأخرى للروس.

وكذلك غابت الشمس عن المملكة التي لا تغيب عنها الشمس في عصرنا الحديث، وأعني بذلك بريطانيا وكذلك جرى لفرنسا، ولعل آخر تلك الدروس والعبر هو ما حدث للاتحاد السوفياتي قبل سنوات عدة حينما تمزق شر ممزق وأصبح وارثوه يبحثون عمن يشتري (سكراب) آلتهم العسكرية.

نقول هذا بل يحدث هذا للحضارات العظيمة حينما تأخذها العزة والاستكبار والغطرسة على شعوب الأرض الأخرى باعتبار أن الاستكبار والغطرسة هما أخطر علائم سقوط الحضارات، فهل تتعظ (إمبراطورة القرن الحادي والعشرين)؟

هذرلوجيا
الحضارات
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة