ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 23/01/2013 Issue 14727 14727 الاربعاء 11 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

قال عباس محمود العقاد: (يوم عرف الإنسان الشيطان كان فاتحة خير).. حيث إنّ غواية الشيطان للإنسان، في البدء لآدم وحواء وتجاوبهما مع تلك الغواية قاده إلى الحياة الدنيوية، الحياة البشرية، إلى الكذب وإلى التلاعب، متخطيّاً بذلك التلاعب الأسوار البشرية إلى الأسوار النباتية وأسوار الكائنات الحيّة الأخرى وربما الجمادات مستقبلاً.. أعني بالتلاعب، التلاعب الجيني!!

يوماً ما ستشتم زهرة فلّ فتجد رائحة ياسمين، أو تشتم زهرة لوتس فتجد رائحة زهرة التوليب، كل ذلك من خلال التلاعب بجينات النبتة، حيث اكتشف فريق من العلماء قبل سنوات في معهد الأطعمة والعلوم الزراعية في جامعة فلوريدا جينات التركيبات الكيماوية التي تحدد أريج الزهر، مما يفتح أمامهم آفاقاً جديدة في مجال إبدال وتعزيز مركبات عطر معيّن، بعد أن كان تركيز العلماء والمزارعين لسنوات مديدة على شكل الزهرة وحجمها ولونها في حين أهمل عطرها، إلاّ أنّ أستاذ البستنة في تلك الجامعة «ديفيد كلارك» مع باحثين آخرين، اكتشف أنّ جينة عطر زيت الورد هي نفسها المسئولة عن منح حب الطماطم المذاق الطيب، وبتلاعب بسيط بجيناتها توصلوا إلى ابتكار طماطم أشهى هم في صدد تسويقها!!

فهل حقوق النباتات تسمح بذلك التلاعب؟ وإلى أي حد يسمح لهم به؟ ونحن عرضة لأن نستطعم نباتات بطعم آخر لا ينتمي إليها أو يدلل عليها، ولنا أن نتخيّل تفاحاً بطعم البرتقال، وموزاً بطعم الكيوي!!

مرّ بي أنّ حملة ضخمة شنّت بسبب انتشار خضراوات وفاكهة تحمل صفات مغايرة لطبيعتها البيولوجية، وأعدّت الحكومة التركية مشروع قانون للحفاظ على صحة البشر والحيوانات من أخطار مثل هذه الأصناف، ولحماية السلالات الزراعية من التلاعب الجيني‏.‏

يقضي القانون بالسجن لمدة تتراوح من خمس سنوات إلى عشر سنوات، مع غرامات مالية تصل إلى ‏200‏ ألف ليرة‏ (40‏ ألف دولار‏)‏ لكل مزارع أو منتج أو مشارك في تغيير البنية والتركيبة الجينية للمزروعات وطرحها في الأسواق‏.‏

كما ركّز القانون أيضاً على تعزيز هيئة الرقابة البيولوجية على المنتجات الزراعية من خلال تزويد طاقمها الأكاديمي والفني بأعداد أكثر وخبرات أفضل‏.

وقبل عدة سنوات أو تقريباً في عام 2004م اكتشف علماء أميركيون طريقة للتلاعب بواحد من الجينات لدى القرود، وتحويلها إلى نوع من العبيد ينفذ أعمال السخرة، بعد أن أصبحت مخلوقات تؤدي أعمالاً رتيبة من دون أن يصيبها الضجر. وتحوّلت نتائج البحث إلى موضع للتساؤلات حول احتمال توظيف الطريقة، في استعباد البشر. وأظهرت الأبحاث على قرود الريص، وهي قرود هندية قصيرة الذيل، أنه يمكن ولأول مرة تغيير سلوك المخلوقات بشكل لا رجعة فيه، وتحويلها من مخلوقات عدائية إلى مخلوقات «طائعة». ويتشابه الجين الذي أخضع للتغيير مع جين يوجد لدى الإنسان. وكان العلماء قد شرعوا في بحثهم أصلاً لعلاج حالات الأمراض العصبية لدى الإنسان، ونجح العلماء أثناء تلاعبهم الجيني في قطع الصلة بين عمل المخلوقات وبين حاجتها إلى نوع من المكافأة مقابل ذلك العمل.

وفي شأن هذا التلاعب قال الدكتور «روبن لوفيل» أحد الذين كتبوا تقريرا مع علماء بريطانيون هم أعضاء أكاديمية العلوم الطبية حذروا فيه من تحول سيناريو فيلم هوليوود الرائج «صعود كوكب القردة» إلى واقع.

قال الدكتور: إن تعديل الحيوانات القريبة جينيا من الإنسان يشتمل على مخاطر ولا يمكن التنبؤ بنتائجه. ويضيف لوفيل: «شعرنا بأن ثمة ثغرة في أنظمة أبحاث الحيوانات التي تحتوي على مادة إنسانية، بشأن ما إذا كان هناك أي تجاوز للحدود التنظيمية أو الحدود الأخلاقية. والسبب هو، طبعا، أننا كلما زدنا عدد الجينات الإنسانية التي نضعها في حيوان ما، فإن هذا قد يبدأ في تغيير خصائصه ومميزاته بطريقة ما. بالتالي فإن رحلة التلاعب بالجينات ستقودنا إلى ما لا نتمناه، ومن يريد معرفة إلى أني يمكن أن تقودنا عليه وضع هذه العبارة: «رحلة التلاعب بالجينات.. إلى أين ستقودنا» في محرك البحث جوجل ثم يقرأ مدى خطورة تلك الرحلة، إذا ما عرفنا أن العلماء حذروا من التلاعب الجيني بالأطعمة والحيوانات أو الأسماك ذلك لأنها، حسب إشارتهم، تسبب الحساسية من بعض نوعيات الغذاء أو الأسماك، وكذلك احتمالات تزايد درجات السموم أو المواد المسرطنة في هذه المنتجات المعدلة وراثياً. علماً بأن التحذير وحده غير كاف ما لم يسن قانونا ضد التلاعب الجيني أسوة بالذي عملت به تركيا أواخر 2009م بعد الحملة الضخمة التي شنتها وسائل الإعلام بسبب انتشار خضراوات وفاكهة تحمل صفات مغايرة لطبيعتها البيولوجية، حيث أعدت الحكومة التركية مشروع قانون للحفاظ على صحة البشر والحيوانات من أخطار مثل هذه الأصناف ولحماية السلالات الزراعية من التلاعب الجيني.

ويقضي القانون بالسجن لمدة تتراوح بين خمس سنوات وعشر سنوات مع غرامات مالية تصل إلى 200 ألف ليرة (40 ألف دولار) لكل مزارع أو منتج أو مشارك في تغيير البنية والتركيبة الجينية للمزروعات وطرحها في الأسواق. فهل هناك قوانين سابقة لتركيا أو لاحقة، حقيقة لا أدري!!

bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443
Twitter: @HudALMoajil

بلا تردد
يوم عرف الإنسان الشيطان كان فاتحة خير
هدى بنت فهد المعجل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة