ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 24/01/2013 Issue 14728 14728 الخميس 12 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لا تستغرب إذا سمعت في أحد مجالسك فتىً أو شاباً أو حتى طفلاً يحاور الآخرين بحدة وشراسة وإصرار على الرأي الشخصي وفرض رؤيته على السامعين وتسفيه كل رأي مغاير لطرحه، من معايشتي لمراحل عمرية متتابعة لم ألحظ هذه الحالات سوى في السنوات الأخيرة، وعند البحث عن الأسباب ستجد من بينها حتماً ما يستمده الفتيان سلبياً من حوارات فضائية لا سيما عبر (بعض) القنوات الرياضية، وأكرر كلمة (بعض) لأهميتها هنا، مع أن هذا البعض فيه من المشاركين من تلمس في حواراتهم سمات منطقية عقلانية وإن انجذبوا أحياناً إلى مواقف حادة في تحليل وقفات ومنافسات رياضية، ما يعني أننا أمام قلة وليس غالبية، ومع هذه النسبة الأقل فإن الأثر السلبي بات واضحاً جلياً، فاللوم موجّه لمن يطلق لسانه بعبارات غير موزونة وينسى نفسه وهو يتحدث ويغفل عن أنه أمام شرائح اجتماعية متعددة المشارب والأذواق، متنوِّعة الأفكار والرؤى، البعض يتجاوز حدود اللباقة والذوق العام إلى التشاتم الثنائية بينه وبين من يختلف معه في الرأي حول جزئية لا تستحق في الأصل مزيداً من النقاش، لدرجة يظن معها المشاهد أن ثمة خلافات سابقة يراد التشفي منها أو بها من الخصم المخالف، على حساب وقت وذوق المشاهد المتابع وعلى حساب عقول وأنفس الصغار وهم أكثر نسبة مشاهدة لهذه الحلقات الحوارية الكروية، فيتشبعون بتلك الطريقة والأسلوب الفج من الحوار والمجادلة العنيفة وترسخ في أذهانهم تدرجاً على أنها أسلوب مقبول يتخذونه منهجاً في محاورة الوالدين والإخوة والمعلمين والزملاء في موجات متتابعة تعكّر وتفسد الذوق العام للأجيال القادمة.

من المحلّلين الكرويين من لم يركل كرة ولو مرة واحدة في حياته ومع ذلك يتنقل بين الاستديوهات محللاً ومنظّراً ومفتياً في فن الكرة وطرق التعامل مع اللاعبين ويقيّم المدير الفني ومدير المنتخب وأعضاء الاتحاد، كما أنه لا يعرف في الغالب حتى موقع النادي الذي يميل له ولم يساهم ولو بالبسيط لدعم ناديه المفضّل ولم يمارس الرياضة حتى في فناء منزله، ثم يطلق لسانه عبر الفضاء يذم هذا ويعترض على ذاك ويقترح ضم هذا للفريق أو المنتخب دون ذاك، ويحلّل نفسيات الفرق ويقيّم قدرات المدربين واللاعبين إلى آخر ما يمكن أن يقوله أمام الكاميرا دون أن يلتفت لنفسه ويحدد هويته في مجال الرياضة عموماً، فيسيء للسامعين وللمحاورين إن خالفوه، ويلقّن الصغار جملاً وعبارات وكلمات هم في غنى عنها في محصّلتهم الثقافية والأخلاقية، ومع ذلك (يترزّز) على الشاشات كواحد من النجوم وينال الشهرة ويقبض المكافآت، واللافت أن عدد القنوات التحليلية الرياضية من هذا النوع يزداد كلما زاد عدد (المهايطين) دون وعي كامل بالرسالة الرياضية الهادفة لتنمية الأخلاق والروح التنافسية الشريفة والرقي بالذوق العام لدى الناشئة رجال المستقبل، وهو ما تتحمّل الجزء الأكبر من مسؤوليته القنوات الفضائية إيّاها ممثلة بالقائمين عليها، فهم مؤتمنون على الحفاظ على نقاء ورقي الخطاب لدى الشباب ونشر ثقافة وفن الحوار مع الآخر واحترام كل رأي مخالف وصولاً إلى رؤية ناضجة تخدم الهدف المراد.

t:@alialkhuzaim

حوار كروي
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة