ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 25/01/2013 Issue 14729 14729 الجمعة 13 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

خواطر وأحاديث للأبناء

رجوع

تأليف: الأديب عبد الله بن عبد المحسن بن محمد الماضي

قراءة:

حنان بنت عبد العزيز آل سيف

بنت الأعشى

الطبعة الثانية 1433هـ - 2012م

هذا الكتاب فيه الحكمة وفصل الخطاب، فنحن أمام خواطر ولكنها في حقيقة الأمر دروس أدبية، ودرر ثمينة تتسم برؤية اجتماعية فكرية ثقافية، فيها نضوج عقلي، وتأمل وجداني، وإنسانية فاضلة، ما أحوجنا لمجتمع ناهض إلى تأملها وتقليبها على جنباتها والتزام قيم الدين خلقاً وتعاملاً، هذه الخواطر نفثات مصدور نفسية، باحت به إنسانية الأديب عبدالله بن عبدالمحسن بن محمد الماضي -حفظه الله ورعاه- وهو يهديها إلى كل نفس طاهرة زكية تواقة لفعل الخير وممارسة لفضيلة التسامح، ثم إن هذه النفوس تترفع عن ساقط القول وسفاسف الأمور والغل والشحناء، يقول الأديب الأريب عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس -حفظه الله- معرفاً بفارس الكتاب: (إنه السيد الحكيم والمثقف الأديب، تلك صفتان كبيرتان هامتان يجدهما القارئ من صفات المؤلف حين يقرأ الكتاب، أما الأولى السيادة والحكمة فتعج بها صفحات الكتاب بل هي موضوعة ولبه الذي تدور عليه رحاه، فالكتاب في موضوعه كتاب قيم وضحت أخلاق ومبادئ شبت عليها شخصية المؤلف بما قدر له أن يعيشه في يتم طفولته وحرمان صباه وشقاء شبابه ومكابدة كهولته وما توفر لديه من حس وتمييز لأخلاق الرجال، الذين عايشهم خلال تلك العقود من الكرب والشدة).

ثم يشير الأديب عبدالله بن إدريس إلى الصفة الثانية التالية للسابق فيقول: (وأما الثانية من الصفات اكتشفتها مؤخراً في أخي وصديقي المؤلف فهي القدرة الأدبية والثقافة الراقية التي تتبدى للقارئ في ثنايا الدروس، فالكتاب أدبياً محشود بحكم مأثورة، وأشعار منشورة، تجمل الخطاب وتؤنس المخاطب، فكانت تلك الدروس الحكيمة مع جمال اللغة والأدب كالوجبة الشهية في الطبق الأنيق).

هل من عجيب إن دعوت ورائي

ويعي الخطاب وأين مني الواعي

ذهب الرجال وخلفوا أبناءهم

والماء يخلفه سراب القاع

كم ذا أنادي غير مسموع الندا

وأحث للإصلاح غير مطاع

يا أمة ذهب الخمول بمجدها

هل بعد ذا الإخفاق ذكر ساع

وفي تمهيد الكتاب حديث المؤلف مع ذاته ونفسه حيث يقول: (تصور صاحبنا جواباً من شقين: أولهما: حسرة وأسى على حال من التشرذم بعد وحدة، وعلى بعد قرب وعلى شتات بعد اجتماع واتحاد،......، وثانيهما: مساع حثيثة صادقة تجدد الموروث وتبني فوقه وتحافظ على المجد التليد، وهذا أمل يراود الباني الأول، فيدعو الله أن يحققه - سنة الحياة تقضي بأن لكل زمان دولة ورجالاً).

وهدف المؤلف من وراء قصيد هذه الخواطر أن يشير ويبين بعض المواقف المؤسفة والمؤلمة والمخزية التي تطعن سمة وتعزز في اتجاه عكسي للرذيلة، حتى يتجنبها من وهبه الله إخلاصاً ووعياً وحرصاً، كما هدف إلى بيان مواقف أخرى نبيلة شريفة تفعل عكس الأولى بما لها من أثر فعال في طعن الرذيلة، وتعزيز الفضيلة حتى يتمسك بها كل صاحب ضمير مخلص واع، وفي الكلمة التي أفردها المؤلف بين يدي الكتاب سؤال هام وهو هل يستوي من شأنه الشقاق والدعوة إلى الفرقة، وتعميق الجروح ومعارضة مشاريع النفع العام، كتعبيد طريق أو بناء مستشفى أو إنشاء جمعية خيرية، أو...... مع من عادته ودأبه وديدنه الخير والبناء والبقاء، ثم يجيب على تساؤله بنفسه قائلاً: (لا يستويان مثلاً، نعم وألف نعم لا يستويان) ثم يؤكد حقيقة تامة حين يقول: (فالغلبة للساعي إلى الخير والانهزام الداعي للشر بإذن الله).

هذه الدروس في مجملها تبني صنوف الفضائل من كريم الأخلاق، وهي تدعم السلوك السوي الايجابي عند الفرد والمجتمع، كما أن هذه الأخلاق تزرع في النفس حب الخير للآخرين، وذلك حتى تكون الشخصية ناجحة ومتميزة، هذا وقد عرض المؤلف -حفظه الله- هذه الأخلاق بأسلوب جميل، وبيان رائع وتصوير دقيق وتشبيهات بليغة، والكتاب دروس تربوية تحفل بسلوكيات طيبة، وصفات خيرة، وتذكرني هذه الأخلاقيات بقول الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان فينا

على ما كان عوده أبوه

فالتربية المثالية الحقة والفطرة السليمة تبذر الأخلاقيات الحسنة، هذه الأخلاقيات لا نقص فيها ولا تشويه ولا قصور ولا خلل فيها، يقول المؤلف - حماه الله- (أيها الابن المؤمل فيه: نصيحتي أن تقرأ هذه السطور وما بينها وأن تسعى لاضافة كل جديد مفيد، وأنت العارف المدرك لما في نفس والدك، كما أنك المعروف لدى الأقارب والمعارف بما حباك الله من خلق وصلة رحم، وبذل للجهد والنفس لمن عوّل عليك، وأطلب منك مزيد صبر وتضحية وجلد).

حفظ الله المؤلف وبارك فيه حادثاً وحديثاً..

عنوان التواصل:

ص.ب 54753 الرياض 11524

فاكس 2177739

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة