ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 25/01/2013 Issue 14729 14729 الجمعة 13 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

جدد حياتك

لمسات تربوية:
أعداء الطمأنينة في حياة الطفل

رجوع

تعتبر الطمأنينة حاجة ماسة من حاجات الإنسان النفسية، التي لا تستقيم حياة الإنسان وشخصيته إلاّ بها، فعندما يفتقدها الإنسان تظهر عليه علامات سلبية كالسرقة والخوف والرهاب الاجتماعي وضعف الشخصية وانطوائها على الذات، ولذا على الوالدين أن يوفرا جواً من الطمأنينة لأبنائهم منذ الصغر، وهاهنا نوضح الأسباب التي تفقد الطفل الشعور بالطمأنينة لكي يسهم الوالدان بتجنُّبها وينشأ الأبناء في جو تربوي ناضج وصحِّي:

1- الخصومات والنزاعات بين الوالدين:

إنّ الجو المشحون بالنزاعات والكثير من الجدل والتوتر بين الوالدين أمام أبنائهم منذ سنوات عمرهم الأولى يحول بين الطفل وتحقيق الطمأنينة في حياته، وتبذر في الطفل بذور الانحراف التي تنبت في الكبر، فالطفل يعتمد بالأساس في تحقيق طمأنينته على والديه بدرجة أساسية، فكلّما أحسّ أنهما غير مطمئنين افتقد الثقة بنفسه وابتعد وتقوقع على ذاته، ولاشك أن الخلاف بين الزوجين لابد أن يقع، ولكن على الزوجين أن يتعلّما فن إدارة الخلافات بينهما، ليتعلم بالتالي الأبناء أصول التعامل.

2- قلة الحدود والقواعد والضوابط:

الكثير من الآباء أو الأمهات، قد يتساهل مع أبنائه في عدم القيام بواجب البيان للحق والباطل، وحدود الحرية والسلوكيات المطلوبة وغير المطلوبة، والتربية على العبادات والعادات الاجتماعية الطيبة بدعوى صغر عمر الطفل، إلاّ أنّ هذا الفعل بعيد تماماً عن أسلوب التربية القويمة لأنه يجعل الطفل يضيع في عالم لا يعرف الحدود ولا المعايير، فيفقد الأمن والطمأنينة وبالتالي ينشأ الطفل في الغد شاباً قلقاً لا يحترم ما حوله ولا يجيد التصرف واتكالياً بالدرجة الأولى.

3- غياب الوالدين بالرغم من وجودهما:

عندما ينسحب أحد الوالدين عن دوره التربوي، بدعوى أن الطرف الآخر موكل بعملية التربية لانشغاله بظروف الحياة وأعمالها، فإن الأبناء يشعرون بقلة الطمأنينة، فالأم قد توكل التربية والعناية بالطفل للخادمة، والأب يوكلها على الأم، أو قد يلجأ الوالدان لتوفير وسائل الترفيه لأبنائهم بدون أن يشاركوهم، وفي ذلك أيضا غياب لهم ويصبح دور الوالدين فقط رعاية بصرف الأموال وتوفيرها، ويفقد الأهم وهو التربية.

4- غياب التعبير عن المشاعر:

كل الأبناء بحاجة للشعور بالطمأنينة والدفء الأسري وخاصة من الوالدين، ولضرورة ذلك كان لابد من الأب والأم أن يعبّرا عن مشاعر الحب والعطف والاهتمام والاشتياق والمشاركة الحسية، وأن يفرحا لفرحهم ويحزنا لما يحزنهم، وان كان لا يهمهم من أهم الاحتياجات التي تنشئ الطفل نشأة سليمة.

5- قلق الوالدين:

إن أول وأكبر مصدر للبرمجة الشعورية للطفل يأتي من الوالدين، فالشعور الداخلي للوالدين ينتقل مع الاحتكاك اليومي مع الأبناء، ولذلك قد يتوارث الأبناء صفات الخوف من بعض الحيوانات أو المستقبل أو الموت أو القلق من والديهم، لذا على الوالدين أن لا يساهما في تكرار معاناتهما ويكونا واعيين لسلوكياتهما أمام أبنائهما منذ الصغر.

6- عدم اتباع أسلوب تربوي مناسب:

من الأخطاء التربوية الشائعة أن يلجأ أحد الوالدين لأسلوب تربوي على جميع أبنائه، بلا مراعاة لفروقهم واحتياجاتهم وشخصياتهم، أو يلجأ لأسلوب تربوي معيّن كاتباعه لنوع معيّن من العقاب ومن الغد يلجأ لأسلوب آخر، وفي ذلك نزع للطمأنينة والأمن لدى الطفل.

وإليك الوسائل التي تساهم في طمأنة الطفل وتمتّن روابط الأبوّة والأمومة، منها الحوار الدائم معه واستشارة الطفل في بعض قضايا الأسرة وفتح المجال لديه للاختيار، وتكليفه ببعض المسؤوليات التي تراعي قدراته، وأيضا اللعب الجماعي والألعاب العائلية وتشجيعه على الاختلاط بالأطفال، وعلى الوالدين أن يدركا أن الطفل مهما توفرت لديه الأمور المادية، قد يكون أكثر جوعاً إذا حُرم الطمأنينة، فهذا هو الأهم في بناء شخصية إيجابية تتمتع مستقبلاً بكل الصفات الحسنة والميزات الفاضلة.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة