ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 25/01/2013 Issue 14729 14729 الجمعة 13 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الريـاضيـة

(الجزيرة) تضع أهم آراء المتخصص (عاصم حمودي) على طاولة الاتحاد السعودي
قراءة فنية دقيقة للأسباب التي ساهمت منذ سنوات في تدهور أحوال المنتخب السعودي

رجوع

Previous

Next

حائل - فرحان الجارالله:

لا يزال الخروج المبكر والنتائج المخيبة التي قدمها المنتخب السعودي في بطولة الخليج 21 التي اختتمت أمس الأول في المنامة تسيطر على اهتمامات الشارع الرياضي خاصة أن هذه النتائج توقعها الكثيرون لكن دون تعمق مقنع عن أسبابها الحقيقية التي حولت البطل الآسيوي السابق إلى حالة محيرة نظير التراجع الخطير في مستوياته ونتائجه منذ سنوات..!

وفي هذا الإطار برز اسم الأستاذ الدكتور عاصم حمودي البروفيسور في التربية البدنية ومدرب منتخب جامعة حائل كأحد أهم الذين لفتوا نظر متابعيه على صفحات التواصل الاجتماعي (التويتر) خلال بطولة كأس الخليج 21 بقراءاته الفنية الدقيقة التي طرحها وتوقع بعد الجولة الأولى أن يصل المنتخبين العراقي والإماراتي للمباراة النهائية وفق معطيات فنية مثيرة أثبتت صحتها بالإضافة إلى آرائه الفنية وتحليلاته المنطقية حول نكسة المنتخب السعودي في هذه البطولة..!

(الجزيرة) ومساهمة منها في وضع تلك القراءات على طاولة مسئولي الاتحاد السعودي لكرة القدم استضفنا الدكتور عاصم حمودي في قراءة فنية للأسباب المتعددة التي ساهمت في استمرار انحدار نتائج الأخضر السعودي.

تقييم الأداء البدني وتحليل الأداء الفني غير موجود..!

يقول الدكتور حمودي في البداية : يعتبر أداء اللاعبين في المباريات الرسمية ترجمة حقيقية لمستوى ما وصل إليه اللاعبون من تطوير لقدراتهم البدنية وإتقان لمهاراتهم الحركية الأساسية لكرة القدم من خلال الإعداد البدني العام والخاص واستيعاب وفهم لما تم التدريب عليه من الناحية التكنيكية والتكتيكية للاعبين كمجموعة، بالإضافة إلى تكوين الشخصية الرياضية وتطوير القدرة على المنافسة وضبط الحالة الانفعالية والنفسية أثناء المباراة.

ويعتبر تقييم الأداء البدني وتحليل الأداء الفني أثناء المباريات الرسمية أحد أهم واجبات مدرب كرة القدم وجهازه الفني المساعد للوقوف على ما وصل إليه اللاعبون وما حققوه من أهداف تكنيكية وتكتيكية من خلال قياس وتقدير وتحليل حالة اللاعبين في النواحي البدنية والمهارية والخططية والنفسية، وبهذا يستطيع الجهاز الفني للفريق الوقوف على الإيجابيات والسلبيات المصاحبة للأداء أثناء الاشتراك في المباراة والعمل على معالجة القصور والسلبيات ودعم وتطوير الإيجابيات لرفع كفاءة مستوى الفريق في جميع الجوانب المكونة لشخصية لاعب كرة القدم، فكرة القدم لم تعد مجرد أداء مهارات ومراوغة وتحركات بالكرة أو بدون. لذا يجب على المدرب ومساعدوه أن يلموا إلماماً علمياً وفنياً بأسس تقييم وتحليل المباريات التجريبية الودية عن طريق الملاحظة الدائمة والدقيقة أثناء المباراة سواء لفريقهم أو الفريق المنافس قبل خوض المباريات الرسمية في أي بطولة، ولو كان الجهاز الفني للمنتخب السعودي يفعلون ذلك ما كان خروج المنتخب السعودي من كأس الخليج 21 مفاجئة أو الشيء البعيد عن توقعات الجهاز الفني والإداري للمنتخب وللجماهير السعودية لأنهم بالتأكيد كانوا سيقفون على المستوى الحقيقي للمنتخب.

المنتخب السعودي افتقد أهم أسلحته والخطر قادم..!

ويذهب الدكتور حمودي إلى الحديث عن المسببات الحقيقية لظهور الأخضر السعودي بذلك المستوى الباهت خلال مباريات البطولة والتحذير من تداعيات ذلك على مشوار المنتخب القادم خاصة وأن أمامه مباراة هامة جدا أمام الصين في تصفيات كأس آسيا حين يقول : الحقيقة أن صبر الجماهير الرياضية السعودية يسير في الاتجاه نحو النفاد بعد الإخفاقات المتتالية للأخضر السعودي بسبب الخروج المبكر من بطولة الخليج الـ21 إذ أهدر المنتخب السعودي آخر فرصة سانحة لبلوغ المرحلة قبل الختامية إثر خسارته أمام منافسه الكويتي بهدف.. وجاءت هذه النتيجة طبقا لتوقعات مشجعى المنتخب السعودى نظرا للأداء السيئ الذى ظهر به المنتخب بقيادة مدربه الهولندى ريكارد حيث قدم المنتخب السعودي كرة قدم تفتقد إلى الحماس والدافعية وللأداء الذي تميز به من قبل..!

والخروج المبكر من كأس الخليج الــ21 يُعرض المنتخب السعودي إلى انتكاسة لافتة تحتاج إلى علاج خلال الأيام القريبة القادمة خاصة وأن المنتخب السعودي سيخوض مباراة هامة مع الصين يوم الأربعاء 6 فبراير 2013 في تصفيات كأس آسيا للمجموعة الثالثة.

خسائر بطولة الخليج نتيجة تراكمات متتالية..!

ويتحدث عن أمور هامة تسببت في استمرار نتائج الأخضر السعودي السلبية حين يقول: هذه الانتكاسة اللافتة لها جذور خلال الأعوام الماضية فقد فشل الأخضر السعودي في تجاو ز التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في العام 2010 للمرة الأولى بعد 16 عاماً من تخطي تلك المرحلة وزاد الإخفاق خلال نهائيات الأمم الآسيوية 2011 التي ودعها الأخضر مبكراً أيضاً وتحديداً بعد نهاية أدوارها الأولى للمرة الأولى في تاريخه وامتد الاخفاق حتى وصل لتصفيات القارة المؤهلة لمونديال 2014 قبل انطلاق المرحلة الأخيرة من تلك التصفيات..! وهذا ما يجعلنا نؤكد على أهمية التقييم لمعرفة أسباب الإخفاق؛ فمعرفة الأسباب أصعب بكثير من اقتراح الحلول فما أسهل على الطبيب من كتابة الدواء الذي قد يسبب الشفاء وقد لا يسبب الشفاء بل يزيد العـلة وما أصعب على الطبيب من تحديد ومعرفة سبب العلة..! فإذا عرفت العلة سهل تحديد العلاج بكل تأكيد..

والمنتخب السعودي يعاني أكثر من علة ولذا علينا أن نحددها؛ وهذا التحديد لم يأتِ اعتباطاً بل جاء من خلال تحليل للمعطيات البدنية والفنية التي ظهر بها المنتخب السعودي خلال كأس الخليج 21 والمرحلة السابقة لهذه البطولة وكذلك المؤثرات المحيطة من البيئة الخارجية به والتي أثرت سلباً على الأداء خلال المباريات وكانت سبب للخروج المبكر.

ريكارد أهمل أهم معايير الإعداد وعمل بعشوائية..!

ويضيف الدكتور حمودي: التقييم الفني للمنتخب السعودي لكرة القدم يخضع لمعايير عقلانية وبعض العناصر العلمية التي لا ترتبط من قريب ولا من بعيد بالعاطفة؛ والمعياران هما:

المعيار الأول: تقييم فترة الإعداد؛ وفترة الإعداد للمنتخب السعودي إن لم تكن معدومة فهي غير كافية والمدرب رايكارد أستدعى بعض اللاعبين قبل البطولة بأيام قليلة وهذا يعني أن فترة إعداد اللاعبين لم تكن في حساباته واكتفى بإعداد اللاعبين في أنديتهم واستشف مبرراته في ارتباط اللاعبين بالدوري السعودي وعدم قدرة رايكارد على تحديد العناصر التي يحتاجها المنتخب من اللاعبين وبالتالي لم يفكر في عمل تجمع للاعبين قبل البطولة بوقت كاف وأعتقد أنه لو استقر على اللاعبين بشكل نهائي لفكر في عمل تجمع ولو يومين في الأسبوع بعد نهاية المباريات بكل جولة من الدوري السعودي، ففترة الإعداد هامة للوصول لمرحلة التكيف للاعب كفرد وللفريق كمجموعة ليتقن كل لاعب واجبات مركزه الذي يشغله في الفريق سواء كانت واجبات دفاعية أو واجبات هجومية وتكنيك أداؤه للمهارات التي تتطلبها تلك الواجبات وكذلك الواجبات التكتيكية للفريق ككل حتى يتكيف كل منهم على هذه الواجبات وأداؤها بشكل مثالي وعدم حدوث التكيف سبباً من أسباب الإخفاق للأخضر السعودي.

المعيار الثاني: تقييم المباريات التجريبية الودية؛ تأتي المباريات التجريبية الودية بعد فترة الإعداد حيث يكون كل لاعب في طريقه الصحيح للوصول لمستوى الفورمة الرياضية بنهاية المباريات التجريبية وببداية البطولة الرسمية يكون قادرا على أداء الواجبات المطلوبة منه في ظروف تشبه تماماً ظروف المنافسات؛ ولذا كان على المدرب رايكارد أن يختار فرقا تتشابه كثيراً في طرق لعبها مع طرق لعب الفرق التي يتوقع أن يقابلها المنتخب السعودي بالبطولة الرسمية وكذلك يكون مستواها مقاربا لمستوى نفس الفرق؛ وأن يقوم المدرب بتجربة كل اللاعبين الذين حضروا فترة الإعداد كل في مركزه وعليه وعلى مساعديه أن يقوموا بتسجيل الملاحظات الإيجابية والسلبية لكل لاعب لتحليل كل هذه البيانات بعد نهاية فترة المباريات التجريبية وتحديد اللاعب الأساسي لكل مركز واللاعب الاحتياطي له، والمدرب رايكارد لم يختر مباريات ودية مناسبة لمستوى الفرق التي ضمتها مجموعة المنتخب السعودي كالمنتخب العراقي والمنتخب الكويتي ولا مُشابه لِطُرق اللعب الخاصة بكل منهما فالمنتخب العراقي والمنتخب الكويتي يلعبان بطرق لعب دفاعية محكمة وأعتقد أيضاً أنه لم يحدد حتى اللاعب الأساسي لكل مركز واللاعب الاحتياطي له لدرجة أننا في مباريات البطولة اكتشفنا أن هناك مراكز ليس بها لاعب احتياطي للاعب الاساسي وتبديل اللاعبين خلال المباريات كان عشوائيا وغير موفق ولم يكن له تأثير إيجابي.

وقبل التعرض للعناصر العلمية لتقييم المنتخب السعودي لابد أن نوضح بعض المبادئ التي كان يجب أن يختار بها المدرب رايكارد لاعبي المنتخب السعودي وتحديد اللاعب الأساسي والاحتياطي لكل مركز؛ وهذه المبادئ عبارة عن تحليل للملاحظات التي سبق وأن قام بتسجيلها هو ومساعدوه أثناء المباريات التجريبية كعدد الأهداف التي سجلها كل لاعب على مستوى الفريق وعلى مستوى كل مركز من مراكز اللعب، وعدد التمريرات الصحيحة للمهاجمين، والتصويبات مباشرة على المرمي، وإنقاذ المرمى من الأهداف المحققة، وعدد الدقائق التي لعبها كل لاعب، وعدد ضربات الجزاء وعدد الأهداف المسجلة والضائعة، وعدد ارتكاب ضربات جزاء ضد الخصم، وعدد الكروت الصفراء والحمراء لكل لاعب، أما في حالة تساوي الدرجة الكلية للاعبين في مركز واحد فيمكن للمدرب أن يلجأ إلى تكنولوجيا تحليل الأداء للمباريات المسجلة فتحليل الأداء الفني للاعب قد يظهر فروق قد لا تدركها عين المدرب ولا أعين مساعديه، وبهذا يكون الاختيار مقنعا له وللاعبين وللإعلام الرياضي والجماهير السعودية خاصة لو أعلن درجة كل لاعب بعد نهاية فترة الإعداد والمباريات التجريبية وأعلن معايير اختيار اللاعبين والتي تتضمن درجة للانضباط والالتزام وتقدر بـ25% مثلاً، ودرجة تقييم المدرب وتقدر بـ15% مثلاً، ودرجة التحليل الفني للأداء..الخ.

لكن أرى أن المدرب ريكاد اكتفى بما شاهده من مباريات للاعبين بالدوري السعودي وبما سمعه ممن حوله عن اللاعبين وعن تاريخهم وقد تكون هذه الآراء غير مقنعة أو لها أهواء شخصية..! وبالتالي جاء الاختيار غير موفق في الكثير من عناصر الفريق فهناك بالدوري السعودي الكثير من اللاعبين الواعدين من الشباب ولم يضمهم لصفوف المنتخب.

بوسيرو ورايكارد من أهم علل الأخضر..!

ويعدد الأسباب والعناصر المهمة التي تسببت بما وصل اليه حال المنتخب السعودي حين قال: يمكننا أن نذكر بعض العناصر الخاصة بالتقييم لمعرفة أسباب خروج المنتخب السعودي مبكراً؛ وهى عناصر على سبيل المثال وليس الحصر كما أنها اجتهاد شخصي مبني على تحليل العين للمباريات خلال البطولة وقد يكون بها نسبة من الخطأ؛ والعناصر هي:

- الفورمة الرياضية للاعب؛ هى الحالة المثلى لاستعداد اللاعب للوصول إلى أفضل النتائج خلال فترة الإعداد للمنتخب وتتميز بمجموعة من العلامات الفسيولوجية والطبية والنفسية المتكاملة وهي الاتجاه المتناسق بين كافة جوانب الإعداد البدني والمهاري والخططي والنفسي وعندما تصبح هذه الجوانب في أعلى مستوى لها نستطيع القول إن اللاعب قد أصبح في الفورمة الرياضية، وكان يجب على المدرب رايكارد أن يعرف اللاعبين الذين يتميزون بفورمة رياضية عالية من خلال المباريات التجريبية ومباريات كل لاعب بالدوري السعودي وكذلك الاطلاع على سجل اللاعب الرياضي فالأكيد مدربو الأندية يسجلون متى تبدأ الفورمة الرياضية لكل لاعب وكم من الوقت تستمر ومتى تنتهي؟ لكن أعتقد أنه لم يطلب سجلات اللاعبين من أنديتهم أو أن مدربي الأندية يهملون في تسجيل حالات اللاعب والحقيقة ليست لدى إجابة فالإجابة عند رايكارد ومدربي الأندية السعودية، المعمول به في علم تدريب كرة القدم أن يعرف المدرب الفورمة الرياضية للاعبين ويختار الأفضل منهم ومن تستمر فورمته الرياضية حتى نهاية البطولة، وتعتبر فترة الإعداد مع فترة المباريات التجريبية أساس للوصول بجميع اللاعبين إلى الحالة التدريبية الممتازة قبل بداية البطولة بأيام قليلة لتستمر طول أيام البطولة، فكيف يكون المدرب رايكارد قد خطط للوصول للفورمة الرياضية واللاعبين بأنديتهم وتم استدعاء الكثير منهم قبل البطولة بأيام.

- اختيار اللاعبين والاستقرار عليه؛ عدم الاستقرار على اللاعبين بالمنتخب السعودي فترة طويلة قبل البطولة أفقد اللاعبين الانسجام في البطولة فلا تشعر كمتفرج أن هناك تكتيك أداء معين ينفذه اللاعبون سوياً أو حتى هناك جمل حركية بسيطة يتم تنفيذها، ومشكلة عدم الانسجام بدأت مع المدرب السابق للمنتخب السعودي وهو المدرب بوسيرو الذى لم يستقر على تشكيل طوال الفترة التي قضاها مع المنتخب ثم جاء المدرب رايكارد ونهج نفس النهج حتى أنه دخل بطولة كاس الخليج ولم يتعرف بعد على قدرات وإمكانيات اللاعبين ولذلك لم يوظفهم التوظيف السليم ففقدوا الكفاءة والانسجام والتوظيف حتى أن المنتخب السعودي بدأ مباراته الاولى أمام العراق بدون محوري وسط قادرين على تنفيذ مهامهما المعروفة حتى لدى المشاهد العادي من مشاهدي التليفزيون ولم تصل الكرات الفعالة للثلث الأخير من الملعب وافتقد المنتخب السعودي الضغط على المنافس في الثلث الأخير من الملعب وبالتالي خسر المباراة الأولى بهدفين نظيفين، كما أن المنتخب السعودي في مبارياته الثلاث غاب عنه اللاعبان اللذان لديهم القدرة على اللعب في الأطراف بشكل جيد وصحيح في بطولة تميزت فيها المنتخبات الأخرى بإتقان اللعب على الأطراف، وخلا المنتخب السعودي من اللاعب الذي يصنع الفارق، ففي كل الفرق على مستوى العالم لاعبون يصنعون الفارق لصالح فريقهم.

- روح الفريق؛ افتقد المنتخب السعودي للروح القتالية العالية (روح الجنود) التي شاهدناه بها كثيراً قبل سنوات فالروح العالية هي التي كانت تجعل لاعبي الأخضر السعودي يظهرون ما لديهم من قدرات كامنة عند الضرورة كعند الهزيمة مثلاً فتجعلهم قادرين على العودة للمباراة وتحقيق الفوز.

- الإعلام الرياضي السعودي؛ أعتقد أن الإعلام السعودي كان قوة زعزعت الجزء المتبقي من استقرار الجهاز الفني والفريق حتى أنني استشعرت أن المدرب رايكارد كان قلقا على مستقبله أكثر من قلقه وانشغاله بمستوى الفريق ومتطلباته لتحقيق مستوى أفضل، فالمدرب والفريق ثأثروا كثيراً بالإعلام وبما يُكتب أو يُقال لدرجة أننا جميعاً شاهدنا التأثير واضحا على المدرب في تشكيل المنتخب في المباراة الثالثة أمام الكويت وفي التبديلات وكأن رايكارد يقول: ها أنا أفعل ما ترغبون به، بصراحة الإعلام السعودي جعل رايكارد مسلوب الإرادة في هذه البطولة دخل للبطولة بتشكيل وخرج منها بتشكيل آخر.

- غياب المدرب عن المنتخب؛ إقامة المدرب رايكارد في دولة أخرى جعله غير متفرغ لمتابعة اللاعبين ومتابعة مستواهم وتطور أو انخفاض أدائهم البدني والمهاري وقدرتهم على تنفيذ الخطط مما أثر ذلك في قناعة رايكارد بالعناصر التي وقع عليها الاختيار لكنه للأسف كان متأثراً بالإعلام وتارة بالآخرين ممن حولة وثالثة بالمستوى الذي يشاهده عبر التليفزيون وهذا أثر كثيراً في بناء وتشكيل المنتخب السعودي وعلى فترة الإعداد وعلى المباريات التجريبية الودية وعلى نتائج المنتخب بكأس الخليج.

بالرغم من خروج المنتخب السعودي مبكراً إلا أن مستوى اللاعبين تحسن من المباراة الاولى أمام العراق للثانية أمام اليمن وظهر بمستوى أفضل في الثالثة أمام الكويت وهذا يدل على أن اللاعبين لديهم قدرات وإمكانيات لم تستغل ولم يتعرف عليها رايكارد ولو كان رايكارد متفرغا للاعبين وعمل لهم فترة إعداد كما ذكرنا سابقا واختار توقيتا مناسبا ومنتخبات مناسبة للعب أمامها مبارياته التجريبية لكان مستوى الفريق متحسنا كثيراً في هذه البطولة وظهر المنتخب السعودي بالمستوى الذي كنا نتمناه له.

- الحالة النفسية للاعبين؛ تتأثر الحالة النفسية للاعب بالضغوط الداخلية والخارجية الكثيرة التي تقع على عاتقه والتي تفوق قدراته وإمكانياته فالأخضر السعودي مُطالب دائماً بالفوز وتحقيق البطولات وهذا طموح سلبي حيث الأهداف أكبر من الإمكانيات والقدرات ولابد أن يكون طموحنا بالنسبة للمنتخب السعودي إيجابي وهذا لا يتأتى إلا من خلال تقييم موضوعي لكل لاعب من لاعبي الأخضر وتقييم الفريق ككل، لكن على كلِ حال تؤثر هذه الضغوط على أداء اللاعب بالملعب سلباً فيفتقد اللاعب للأداء المثالي بسبب تشتت التركيز والاضطراب النفسي وضعف الثقة بالنفس وكان يجب أن يضم الجهاز الفني أخصائيا نفسيا يرافق اللاعبين ليُعيد لهم الثقة بالنفس ويحجب عنهم هذه الضغوط أو يُخلصهم منها.

المدرب رايكارد؛ ليس لديه القدرة على قراءة الأحداث بالملعب وتشخيص مشكلات المنتخب أثناء سير المباراة وبالتالي تظهر المشكلات بعد دقائق من بداية المباراة وتستمر حتى نهاية المباراة لأن تبديل اللاعبين لا يحل المشكلات الفنية الناتجة عن تكتيك الفريق المنافس، فقراءة الملعب والتعرف على مشكلاته موهبة تصقلها الدراسة الأكاديمية، رايكارد كلاعب لا غبار عليه ولن نتعرض له هنا لأنه موهبة في اللعب وليس كل لاعب موهوب بالضرورة يكون مدربا ناجحا أو موهوبا فالكثير من اللاعبين الموهوبين فشلوا في التدريب رغم خضوعهم للدورات التدريبية لكن رايكارد المدرب عليه علامات استفهام كثيرة ظهرت في العرض السابق للأسباب التي كانت وراء خروج الأخضر السعودي من كأس الخليج في نسخته الـ21.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة