ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 26/01/2013 Issue 14730 14730 السبت 14 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

من يقرأ هذا العنوان لن يجد فيه ما يدعو للاستغراب، إذ بإمكان أي مواطن سعودي السفر إلى أي بلد والإقامة فيه، ولا يقتصر الأمر على شيخ أو داعية أو واعظ فعلى مدى تاريخ العلاقة الأزلية بين البلدين ظل السفر والترحال بينهما متاحا لمواطني القطرين الشقيقين, بل إن علماء كبار وشخصيات مرموقة ووفودا سعودية عالية المستوى قصدت مصر قبل وبعد الثورة ومرت تلك الزيارات بسلام وضمن المعتاد ولم تحدث أي ردود فعل غير عادية أكثر من التغطيات الإعلامية المعتادة وفي حدود أهداف كل زيارة.

يعني بالمختصر لماذا اهتم الإعلام بزيارة الشيخ المذكور وفي هذا التوقيت بالذات، هل لأن هذا الشيخ لا يحظى بقبول لدى الإعلام لمواقفه السابقة وبالتالي حاول ترصد زلاته وتضخيمها، أم لأن الإعلام يرى في هذه الزيارة أهدافا خطيرة غير معلنة ليس أقلها التدخل السافر في شؤون بلد مستقل، ومنها إقناع المعارضين بالحكومة الحالية وأنها الأصلح لقيادة مصر؟ أم أن هناك مبالغات من الشيخ وأعلام البلدين أدى إلى تضخيم زيارة شخصية لفرد كان بالإمكان أن تمر مرور الكرام وخاصة أن الشيخ يمثل نفسه ولا يمثل دولة في وفد رسمي حافل؟

شيخ سعودي في مصر كان من الممكن أن يمر هذا العنوان دون أن يقف عنده أحد لولا أن الإعلام بكافة وسائله في البلدين قد سلط أضواءه بكثافة على زيارة الشيخ؛ إذ استضافته قنوات عريقة في مصر عانق خلالها قس مصري في مظهر جميل اعتبر من مظاهر التسامح والتقارب مع المخالفين في العقيدة والذي ندبت إليه كل الشرائع السماوية بينما رأى الإعلام السعودي أن هذه الصورة وإن كانت تبدو زاهية نقية تعبر عن خلق المسلم لكن أين هذا الشيخ من صنع صور جميلة مع مخالفيه في وطنه ولماذا يحشد كل قواه لمهاجمتهم ووصفهم بأقذع الألفاظ، وأخذ الإعلام على الشيخ أنه قد أغرق خلال زيارته الميمونة في إظهار محاسن مصر وهي وإن كانت تستحق الكثير ولم يذكر عنها شيئا جديدا ولم يبتدع أوصافا مبتكرة إلا أن البعض عاب عليه تغاضيه عن مزايا بلاده المملكة العربية السعودية صاحبة الفضل عليه بعد الله وعلى غيره وهي محاسن ومزايا لا تعد ولا تحصى، ورأى البعض أن من ضخم هذه الزيارة هو الشيخ نفسه إذ حشد كل ما أتيح له من إمكانات لتضخيم نفسه ليتجاوز المحلية إلى العربية في طريقه للعالمية مع ذكرهم لمواقف سابقة من الشيخ تؤكد ولعه الشديد بالأضواء والتماهي مع الإعلام وصنع مواقف تجذب الأضواء إليه دون غيره مثل موقفه بتصويره باللباس العسكري مع الجنود في الجبهة، وتصريحه الشهير بالوعد بالذهاب إلى المسجد الأقصى واحتفاله ببلوغ عدد متابعيه في تويتر ثلاثة ملايين، ويرون أن هذه الأفعال ليست من سمات وصفات علماء الأمة الذين لم يعرف عنهم إلا التفرغ للعلم والإفتاء والهروب من الفلاشات والأضواء.

في هذه الزيارة ومن وجهة نظري نجح الشيخ كعادته في جذب الأضواء إليه وترك لغيره مراجعة أنفسهم. تجاهل هذه الزيارات والفرقعات مستقبلا هو الحل وإلا فإن فضيلته سيحقق رقما فلكيا في عدد أتباعه وكذلك متابعيه في تويتر وسيقول الله يعين اللي ما يحبني.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
شيخ سعودي في مصر!
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة