ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 26/01/2013 Issue 14730 14730 السبت 14 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

ربما يعتقد الكثيرون أن مصطلح الفوضى الخلاقة مصطلح جديد ظهر بعد التفرد الأمريكي بزعامة العالم بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، والواقع أن المصطلح ظهر لأول مرة عام 1902م على يد مؤرخ أمريكي يدعى تاير ماهان، وقد توسع الأمريكي مايكل ليدين فأسماها «الفوضى البنَّاءة» أو «التدمير البنَّاء»، وذلك بعد أحداث سبتمبر بعامَيْن في 2003، وهذا يعني الهدم، ومن ثم البناء! ويعني هذا إشاعة الفوضى، وتدمير كل ما هو قائم، ومن ثم إعادة البناء حسب المخطط الذي يخدم مصالح القوى المتنفذة، وقد يكون أكثر المفكرين الذين تحدثوا عن هذا الأمر هو اليميني الأمريكي صامويل هانتنقتون.

هانتنقتون صاحب نظرية «صراع الحضارات» بنى نظريته على أساس أن الصراع العالمي القادم سيكون حضارياً، مع التركيز على معاداة الحضارة الإسلامية، التي يرى أنها لا يمكن بحال أن تنسجم مع الحضارات الأخرى، وبخاصة الحضارة الغربية. وقد تلقفت مراكز البحوث والدراسات نظرية الفوضى الخلاقة، وأشبعتها بحثاً ودرساً. والنظرية تعني باختصار أنه عندما يصل المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى المتمثلة في العنف الهائل وإراقة الدماء، وإشاعة أكبر قدر ممكن من الخوف لدى الجماهير، فإنه يصبح من الممكن بناؤه من جديد بهوية جديدة تخدم مصالح الجميع!

وعليك عزيزي القارئ أن تنشط ذاكرتك، وتحاول أن تتذكر ما جرى - وما زال يجري - في العراق منذ عام 2003، ولا بأس من متابعة ما يجري في سوريا حالياً، وبينهما تستطيع المرور على ليبيا ومصر وتونس!

حسناً، دعونا نلتقط المصطلح من فم السيدة كونداليزا رايس، التي تعتبر ضالعة في هذا المجال، والمصطلح ربيبها بامتياز؛ فهي التي بشرتنا بـ»الفوضى الخلاقة»، وقد كانت صريحة إلى أبعد الحدود عندما قالت إن إدارة بوش الابن أوكلت المهمة إلى الصهيوني جاريد كوهين مؤسس منظمة موفمنتس لتدريب وجمع النشطاء حول العالم! والعضو في برنامج جيل جديد التابع لمنظمة فريدوم هاوس! ومدير الأفكار في شركة جوجل!

وهنا سأتوقف، وأسألكم عما إن كنتم قد سمعتم عن شاب مصري اسمه وائل غنيم، وإن لم تتذكروه فلا بأس، لأنكم بالتأكيد ستسمعون عنه كثيراً على المدى القريب والبعيد أيضاً؛ فهو يغيب ويحضر، لكنه دائماً هناك!

أما كيف تخدم الفوضى الخلاقة مصالح القوى المتنفذة فهذا موضوع طويل، ولكن يمكن القول بإيجاز بأنها تساهم في خلق الفتن الطائفية، التي تقود في النهاية إلى تقسيم الدول؛ وبالتالي إضعافها، كما أنها تسهل عملية التدخل العسكري الخارجي للقوى المتنفذة، وغير ذلك مما يحتاج إلى تفصيل في مقال مستقل.

فاصلة: «الإسلام حركة إرهابية لا تهدد إسرائيل فقط وإنما العالم الغربي بأكمله» الصهيوني ناتان شارانسكي.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
الفوضى الخلاقة!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة