ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 26/01/2013 Issue 14730 14730 السبت 14 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

الجنين في أحشاء أمه يتغذى منها، فإن لم تضخ أوردتها, وشرايينها ما يكفيه هزُل، وخرج للحياة قرينَ المصحات..

يمكن أن يُداوىَ، ويمكن أن يتهاوى..!!

الصغير يدبُّ على الأرض، ما يقدَّم له من الغذاء ليس يقف على الطعام من الشجر، أو القِدْرِ.., بل يُضاف إليه أغذية الروح ِوالقلب, والعقل, والخُلق.. فالسلوك بأكمله قيمة, وأداء..

والكبير حين يشبُّ واقفا، يدبُّ على الأرض، تمتد يدُه للعمل، وللأخذ، للعطاء..

وتمضي قدمُه للوصول، والبلوغ، والسعي، للذات, وللآخر، مع فرد، وجماعة..

هذا الكبير عمراً من المسؤول عنه..؟

من غذاه، وما كان غذاؤه..؟

ثمَّ ما الذي يُغذي به ذاته من تهذيب نقصٍ في سابق عناية، ورعاية زمن الأحشاء، وزمن المَحضن, فزمن التعثر.. والحاجة لغيره..؟؟

وكيف هو مع ذاته من إمداد شحٍّ كان فيهما حين وعيه، وإدراكه، وقدرته، ومسؤوليته عن ذاته، بعد أن انفصل عن الأحشاء, واستقام بعيداً عن المحضن؟!..

الإنسان الذي لا يغذَّى في الصغر، ولا يعوِّض النقصَ في الكبر.. تتضاغف مسؤوليته عن نفسه بعد أن يستوي فيه الإدراك نضجا, وتسع نفسه أمارتها غاياتٍ، ورغباتٍ، ما شاءت نواياه، وما طال سيره في الحياة..

الإنسان عليل الجسم يجدُ الطبيب, والدواء.. وفرتها له الحياة والأحياء فيها..

أما عليل المكنون من باطنه نفسه الآمرة, وعقله الفاعل, وخلقه السالك، وإيمانه المتمثِّل، فهو في كمينه يتصفَّد, وهو عن سلوكه يُسأل.. !!

والسادرون في الحياة مرضى تتفشى فيهم العللُ, كثروا.......... كثروا....!!!

منهم من يشدُّ على أدوائه ليبرأ منها، تغذية نافعة، وعلاجا ناجعا, وإن صعب حد الجهاد فيها.. فينجو من علله, أو يكاد..!

ومنهم من يقوىَ بها، فتعيث أمراضُه فيه عللا، فيصبح داءً على نفسه، وتتعدى علله ليغدو وباءً على غيره..!

الإنسان ما وهبه الله تعالى العقلَ, وميزه به عن الحيوان لكي يكون مريضا فلا يتداوى, أويصبح داءً لا يعتزل براح الناس فلا يوبئه..

ولئن سُئلت المحاضنُ عن أدواء الصغار، وقصورها في تغذيتهم بنوعيها..

فإنهم في كبرهم، هم المسؤولون عن عللهم مسؤولية مباشرة, المكبلون بنتائج أدوائهم، المقيدون بقوانين, وحدود آثار أوبئتهم...

الإنسان العاقل ُمجاهدٌ في أمراضه إن هو أدرك مسؤوليته عن نفسه، ووعى مسؤوليته عنها فيما يحيط به.

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

لما هو آت
رهينُها..!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة