ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 27/01/2013 Issue 14731 14731 الأحد 15 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

“حين تفقد كل شيء.. لا تيأس، فما زال لديك المستقبل..”

كانت هذه تغريدة أطلقتها قبل أن اكتشف أنها للاعب كرة إيطالي من الخمسينات، لكن تفاعلها وإعادة تدويرها وبعض التعليقات جعلتني أتساءل:

هل انقرض الإنسان المتفائل...؟

سؤال مشروع في ظل الضوضاء السياسية، وتحديات الحياة الاقتصادية, وحتى تورطاتها الاجتماعية.

الصورة تبدو قاتمة بعض الشيء في في المحيط الجغرافي، لكن تطلعات المستقبل قد تمنح بصيص أمل، أمل يمنح التفاؤل..

فالمتفائل يظل دائماً ينظر إلى المستقبل نظرة أمل وارتياح ورغبة، عكس المتشائم الذي ينظر إلى المستقبل بخوف وقلق وشك وارتياب. وكأنه ينتظر سلسلة من المصائب التالية. وهو ما ينعكس على الشخصية والثبات والثقة للفرد بشكل يمكن ملاحظاته وفرزه.

وحتى في التفاعلات النفسية يبقى الأمثل هو الإنسان الذي يستطيع أن يتعامل مع المشاعر المختلفة بذكاء أكبر وعقلانية أوسع..

وذلك ليستثمر لحظات الفرح والسرور نحو تحويلها إلى دافع للتفكير بشكل إيجابي، وبالتالي إرادة إيجابية، تؤدي إلى مبادرة وعمل إيجابي، هذا الإنسان هو من نطلق عليه المتفائل، وهو من نسأل عنه في العنوان، هل انقرض..؟!

فكرة المقال هي تغريدة خارج سرب السياسي وتفاعلات ما يسمى الربيع العربي.. ونتائجه المحبطة حتى تاريخه.

“حين تفقد كل شيء.. لا تيأس، فما زال لديك المستقبل..”

ولتوسيع دائرة الأمل على مستوى المجتمع، سنجد أن المجتمع الذي يسود فيه التفكير الإيجابي، والبحث المتواصل سعياً نحو الأفضل والتقدم، وعدم الوقوف عند السلبيات أو العودة للوراء، للخلف، بل القفز لتجاوزها للوصول لما هو مثمر ومفيد، لا بد وأن يكون مجتمعاً معافىً متطوراً، حيث أفراده وقادته المفكرون والروحيون والتنفيذيون يعملون معاً لخيره وإصلاحه واستقلاله وتنوعه، نحو بناء مجتمع منتج ومتزن مهما كانت الصعوبات والتحديات، فالهدف عام وليس خاصاً هنا.. إنه الرغبة في رؤية النور وهم في منتصف النفق، حيث العبور للتفوق لا نهاية له.

في المقابل تأتي كارثة أن يتحول التشائم بالمجتمع إلى تفكير سلبي عام، حيث يسود الذم والقدح وحتى تبادل أنواع رديئة من الشتائم، عندها ستجدهم يشكون كثيراً، يتذمرون من أبسط الأشياء، لا يريدون التغير ولا يسمحون للآخرين بالمضي فيه، وبحثهم الدائم للسلبيات هو تعبير عن يأسهم، التشاؤم الذي يمرون فيه، وبالتالي يريدون تكريسه كجزء أساس من المجتمع وسلوكه..!

أو كما قرأت ذات مرة “اشباع رغباتهم القنوطة”.

وهم من يقودون الإنسان المتفائل للانقراض أو القنوط، لكن تلك مهمة مستحيلة، فالإنسان خلق بالأمل وبحث عنه.

هل انقرض الإنسان المتفائل...؟
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة