ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 27/01/2013 Issue 14731 14731 الأحد 15 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في الساعات الأولى من آخر أربع وعشرين ساعة.. كان صديقنا وداعينا لهذه المناسبة، يسألني.. بشيء من الفضول والمكر: ومتى سترينا (الإسكندرية) التي عرفتها وعرفتك.. وعشتها وعاشتك في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات.. من أيام الدراسة؟

قلت - دون تردد - : (صباحاً).. فقد أسقطت الأربعون عاماً - التي مضت - تحفظاتي وحذري القديمين من ذكر أولئك الذين عرفتهم وعرفتهن، وأحببتهم وأحببتهن.. إجلالاً لذكرياتي معهم ومعهن، وإن بقيت حالة (تكتمي) على أسمائهم وأسمائهن.. على حالها إلى يومنا هذا، ومن المؤكد أنها ستبقى كذلك وإلى الأبد..!

في الصباح ومع آخر رشفة.. من قهوته، كنت أقول لصديقي - الأكاديمي الاقتصادي - وزميله الدائم - “الزجال” بالموهبة - و”الإعلامي” بالخبرة والوظيفة: لنبدأ رحلتنا لتلك (الإسكندرية) التي تسألون عنها.. من هنا.. من هذا البحر النظيف والشفاف الذي يترامى أمامنا بمزيج زرقته وزبده.. والذي يفصلنا عنه هذا الجدار البلوري الفاخر: فهذا هو شاطئ (سان ستيفانو).. وهذه المصدات الصخرية والرملية التي نراها في عرض البحر وغير بعيدة عن الشاطئ، والتي غدت كأنها جزء من جغرافية المكان وطبيعته.. أظنها أقيمت في زماناتها لتوفير أسباب الراحة والطمأنينة للسابحين والسابحات من نزلاء الفندق (الرسمي) الأشهر في الإسكندرية: (فندق سان ستيفانو).. الذي كانت تتخذه الحكومات المصرية المتعاقبة - أيام الملكين فؤاد و(فاروق) - مقراً صيفياً لها.. ولوزرائها ورؤساء وزاراتها وكبار رجالات الدولة.. في شهري يوليه وأغسطس من كل عام، أما الملكان.. فقد كانا يسكنان في (قصر رأس التين) الأجمل والأفخم - كما قال الأستاذ جعفر ثابت مستشار الملك فاروق الإعلامي - إلى أن تم بناء قصر المنتزه - في الجهة الشرقية المقابلة - وانتقل إليه الملك فاروق هو وأسرته.. كما يقول تاريخه، إلا أن لحظة مغادرته لمصر عن طريق الإسكندرية.. إنما كانت من ميناء (قصر رأس التين)، الذي كان إلى جانب فخامة عمارته، وجمال حدائقه وتنسيق ملاعبه التي تحدث عنها طويلاً وكثيراً الأستاذ “جعفر ثابت” - في كتابيه عن الملك فاروق (فاروق كما عرفته) و(عشر سنوات مع فاروق) - كان.. وكأنه قلعة وحصن. به (مطار) لهبوط الطائرات.. و(رصيف) لاستقبال وإقلاع السفن، وهو الذي أقلع منه (يخت المحروسة) لآخر مرة.. حاملاً الملك فاروق وعائلته إلى (إيطاليا)، ليبقى القصران شاهدين على عهد مضى وانقضى، ويبقى (فندق سان ستيفانو).. شاهد تاريخ على تلك الوزارات ورجالاتها الذين تعاقبوا على سكناه من السعديين والأحرار الدستوريين بـ(التزوير) نكالاً في (الوفد) صاحب الأغلبية، وتحالف (الهلال) مع (الصليب).. المعبر عن الأمة المصرية كلها.

عندما رأيت (سان ستيفانو) لأول مرة في الستينات - من باب التعرف عليه - هالتني بساطته المعمارية الشديدة، فقد كان خلواً.. من أية زخارف معمارية.. فلا شرفات أو تراسات، ولا بوابات أو مظلات مترفة.. لكن كان للمكان (جلاله) وهيبته اللتان صنعهما تاريخه دون شك، فقد شهد ألمع وجوه مصر - قبل ثورة يوليو - من النحاس إلى مكرم إلى السيد إلى فهمي إلى غالي إلى النقراشي وإلى إسماعيل صدقي.. الذي بنى (كورنيش الإسكندرية) هذا، وتقاضى عنه - كما قيل - عمولات بلغت نصف مليون جنيه إسترليني في ذلك الزمان من منتصف ثلاثينات القرن الماضي، إلا أنه حافظ على (الإسكندرية)، وحفظها.. وجعل منها لؤلؤة المدائن الساحلية العربية الساحرة على البحر الأبيض منذ النصف الأول من القرن الماضي.. وهو ما جعلني أغمض عيني عن ذلك الذي قيل.. عن (صدقي باشا) بل وأباركه (!!)، أما تاريخ وجودها.. فيعود إلى زمن (الإسكندر الأكبر) الذي سميت باسمه قبل ثلاثمائة وثلاثين عاماً من ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام. لقد كان جديراً أن يسمى فندقنا هذا.. باسم (سان ستيفانو الجديد).. تواصلاً مع (تاريخ) ما كان يستحق أن يُهمل أو يُلقى به في غياهب النسيان، لا أن يسمى بـ(الفور سيزون).

* * *

انتهى إفطار الصباح.. وانطلقنا غرباً إلى (الكورنيش) صوب (محطة الرمل)، وميدان سعد زغلول.. على أمل أن ننتهي فيما بعد عند (مطعم فرج) الشعبي الشهير للأسماك في (حي بحري) أو (الأنفوشي)، الذي عدلنا عنه في آخر لحظة بسبب صعوبة الطريق وازدحامه.. إلى أحد المطاعم المحيطة بقلعة (قايتباي).. حتى أريهم الإسكندرية التي عشتها وأحببتها، بادئاً بـ(فندق ومطعم ومقهى: سان جيوفاني) وهو الأول على طريق الكورنيش.. وإن كنت لا أذهب إليه إلا نادراً لبعده وغلاء أسعاره، لكن موقعه الأعجوبة ومطعمه بمستوييه في الدور الأرضي.. الأكثر عجباً، ومقهاه.. في الدور ما تحت الأرضي الذي يقيم بينك وبين موجات بحره المتكسرة عند أطراف يديك لو مددتها.. كان يحفزني على أن أبدأ به، لأكتشف أنهما يعرفانه.. بل ويعرفان صاحبه.. رجل الأعمال: الإيطالي الأصل والمصري الجنسية (سنيور جيوفاني)، الذي أحب (الإسكندرية) وأقام بها واستثمر فيها بهذا (الفندق) الجميل: الغريب بناء، والفريد موقعاً.. والذي طالب نجم نجوم محافظي الإسكندرية (اللواء محجوب) بـ(إزالته) - فيما بعد - تسهيلاً لحركة مرور السيارات، في محاولة إنقاذه الفروسية الناجحة للكورنيش.. بـ(إخلائه) من كتل الكبائن المتراصة على الشاطئ مباشرة، التي يملكها (عمك)، و(خالك) من محسوبي (مبارك)، والمتنفذين من الحزب الوطني وحواشيه، لكن (السنيور جيوفاني).. قدم اقتراحاً حضارياً بديلاً رائعاً: هو أن يمد (الكورنيش) عبر جسر فوق مياه البحر - على نفقته - ليتفادى به انعطافة (بلاج استانلي) التي تربك المرور.. ورحب (المحافظ) وهلل، وأقيم الجسر البحري أمام كبائن (استانلي).. دون أن يعيق مرتادي شاطئه، على النمط المعماري الذي بُني به (قصر المنتزه).. لتفرح الإسكندرية (كلها) بتلك الإضافة العملية الجمالية على كورنيشها - في استانلي - وليبقى الفندق والمطعم والمقهى، الذي وجدنا أنفسنا في قلبه.. في ذلك الصباح: نتأمل أخشابه (الخيزرانية) البنية اللامعة على جداره، ونطالع صور رواده وعشاقه من الممثلين والممثلات والفنانين والفنانات، ونستمع لعشرات الحكايات والقفشات من (نادلتنا)، ونحن نتلفت بين الحين والآخر صوب أمواج المقهى المتكسرة.. وكأنها بتكسرها الهادئ الناعم: تخاطبنا.. تحدثنا.. تذكرنا، لتنتهي جلستنا.. بقفشة ذلك العاشق للفضائيات - في أيامها الأولى - الذي انسدت (أذنه).. فأخذ (يُنَكِّش) و(يدور) فيها.. حتى جاءته إحدى القنوت الفضائية (!) لنواصل سيرنا.. متخطين شاطئ (كليوباترة) فالإبراهيمية فـ(الشاطبي)، الذي كان يغني في ملهاه الليلي الوحيد (كازينو وملهى الشاطبي).. زميلنا الكبير - طالب الطب - الدكتور سمير الإسكندراني.. والذي ما يزال تحت الترميم، لتصبح على يسارنا (مكتبة الإسكندرية) بمبناها الجديد المعجز وحرمها الهادئ الوقور التي نعرفها جميعاً، والتي لصديقي - الاقتصادي الأكاديمي - أوثق العلاقات معها. لقد كانت مكتبة الإسكندرية القديمة إحدى عجائب الدنيا (السبع) إلى جانب (أهرامات الجيزة) و(سور الصين العظيم)، و(تاج محل) في الهند و(برج إيفيل) في باريس و(فنار الإسكندرية) و(حدائق بابل المعلقة) في العراق، إلا أن المكتبة تآكلت قدماً.. وتراجع دورها التاريخي المعرفي العالمي.. وأصبحت أثراً بعد عين إلى أن بُعثت من جديد بعد أن تكفل بإعادة بنائها الشيخ زايد آل نهيان، لتصبح على يميننا (حدائق السلسلة) المدهشة المنعشة والباردة في عز أيام الصيف.. بلسانها الممتد بمئات الأمتار إلى داخل البحر، وبنادي الصيد الذي مازالت ترن في أذني أصوات طلقات أعضائه.. وهم يتسابقون في صيد (الأطباق) البلاستيكية، وليس (الحمام) حفاظاً على (حقوق الحيوان) من عبث الصيد ومراهناته، لتأتي بعده - وعلى يسارنا - (ملاهي الإسكندرية) الصيفية..التي كانت تعمل في تلك الأيام من أواخر شهر يونيه إلى أوائل شهر سبتمبر.. فقط، حتى لا تزعج سكان (الأظاريطا) وتشغل أبناءهم وبناتهم من الطلبة والطالبات.. عن الالتفات لموسمهم الدراسي!

* * *

على أي حال انتقلت (الملاهي) فيما بعد إلى موقع آخر لم أعد أدري أين هو.. ليحل محلها مسرحان: (مسرح صيفي) صغير.. للمواهب (الاسكندرانية) في الموسيقى والغناء، وآخر صيفي كبير.. لاستضافة الفرق المسرحية القاهرية عند قدومها في الصيف لتقديم أعمالها الكوميدية أو التراجيدية لجماهير الإسكندرية والمصطافين فيها. لقد أشرت ونحن نتأمل واجهتي المسرحين.. إلى أول بيت كنت اسكنه خلف (الملاهي) مع صحبة من الزملاء والأصدقاء الأعزاء.. إلا أنني سرعان ما تذكرت.. ما هو أهم من ذلك، فالشارع المحاذي شرقاً لـ (الملاهي) أو (المسرحين).. كان ينتهي إلى حي (باب شرق).. حيث مبنى (أتيليه الفنانين) أو (صومعتهم)، لأرى - وقد صحبني إليه في تلك الأيام الأستاذ والنحات الكبير محمود مرسي - أولئك الفنانين الكبار عن قرب.. من أمثال الشقيقين والفنانين الكبيرين الأستاذين سيف وأدهم وانلي، والاستاذ محمود سعيد - أشهر فناني الإسكندرية بلوحته (بنات بحري)، والأستاذة الرائدة تحية حليم.. صاحبة أول معرض تشكيلي تقيمه فنانة منفردة.. ولأتعرف على عالمهم الأخاذ الذي لم أكن قد سمعت به من قبل: عالم الألوان والأحزان.. والأفراح والهموم.. عالم الفنان!

* * *

قبل أن نصل إلى (محطة الرمل) وميدان (سعد زغلول) في قلب الإسكندرية أو وسطها.. كان فندق (الميرامار) الذي سكنته لشهر، وجاورته لأربع سنوات.. يذكرنا بنفسه، وهو فندق (فريد) يقوم في الدورين العلويين - فقط - من عمارة ذات خمس طوابق.. أما (مقهاه) الشهير، فهو يقوم في الدور الأرضي.. مستخدماً جزءاً من رصيف (الكورنيش) خلال أيام الصيف من كل عام. عندما سكنته.. لم أكن أتصور أنه سيكون بعد سنوات (1967م) مادة لواحدة من أجمل روايات، الروائي المصري الكبير.. الأستاذ نجيب محفوظ، وقد روى فيها بعطف وعذوبة.. جانباً من حياة أولئك السياسيين من الوزراء ووكلاء الوزارات الذين جنبهم العهد الناصري.. فكانوا يتنادمون في بهوه على ما فات، وربما على ما فرطوا فيه. لقد كانوا بلغة اليوم.. (فلول) الماضي!! لكن الرواية.. أضافت للفندق شهرة لم يكن يحلم بها، بل وربما منحته.. هذه القدرة على البقاء والاستمرارية.. إلى يومنا هذا، ليأتي بعدها.. ونحن في سيرنا إلى (محطة الرمل)، قنصليتنا السعودية.. ونجمها المرحوم الأستاذ طلعت ناظر، فدار البعثات.. ومربيها الفاضل المرحوم الأستاذ طاهر كردي.. فـ(حديقة الخالدين) بأعلام الفن والأدب والشعر والفلسفة وقد جسدتهم (تماثيل) رائعة أزاميل كبار النحاتين المصريين والإسكندرانيين، وأمامها في الجهة المقابلة.. مسجد السلطان حسين - أو السلطان إبراهيم... كما يسمونه اليوم ولا أدري (كيف) و(لماذا) - وشيخه الثائر (الشيخ المحلاوي) - أمد الله في عمره - الذي اكتسب أكبر تعاطف عربي وإسلامي معه.. منذ أن عرَّض به الرئيس السادات في إحدى خطبه الشهيرة، ليغتال السادات فيما بعد ويظل (الشيخ) على ثوريته.. منذ ذلك العهد.. وإلى عهد (مبارك) وإلى الخامس والعشرين من يناير، لنصل أخيراً إلى ميدان (سعد زغلول).. بتمثاله المنتصب بطوله في وسطه، وهو ينظر إلى البحر.. وخلفه (حلويات ديليسيس) وإلى جوارها مقهى (البيتي تريانو) الذي يجري ترميمه مجدداً الآن.. دونما حاجة لذلك - من وجهة نظري - إلا أن يكون خوف أصحابه عليه من الزوال.. كما زال من قبل (الجراند تريانو) وحديقته الصغيرة الرائعة، هو السبب وراء هذه الترميمات المتلاحقة.. بينما بقي مقهى (أتينيوس): أشهر مقاهي الإسكندرية وأفخمها وأكبرها.. بدوريه وشرفته الأرضية الصيفية محافظاً على ألق الستينات القديم وكبريائها، ليبقى خلف تمثال (سعد زغلول) فندق الإسكندرية التاريخي الأشهر (سيسل).. بمارته المتميزة وبوابته الدائرية، والأعلام الكبيرة على كتفيها ترفرف مع هواء الإسكندرية الجميل طوال الوقت بينما ظل (بهوه) مفتوحاً يستقبل النزلاء وضيوفهم وكل قاصدي الفندق التاريخي المهيب. لقد ارتأى (صديقي الاقتصادي الأكاديمي) أن يبقى في بهو الفندق.. تاركاً لنا فرصة التجول إن في شارع (سعد) أو (صفية) المتعامدين بحثاً عن (مكتبة دار المعارف) أو (الأنجلو) في (الأول).. أو بحثاً عن محل أشهر بائع عصير في الإسكندرية في (الثاني)، ولكن.. وقبل أن يغادرنا، كنت أقول لهما: إننا لو مضينا حتى النهاية في شارع (صفية).. فإننا سنجد على يميننا مطعم (سانتا لوتشيا) اليوناني الأجمل والأمتع طعاماً.. وأمامه سينما مترو، فإذا قطعنا شارع ستة وعشرين يوليه.. ستصبح دار الأوبرا على يميننا، وبعدها يأتي حي (كوم الشقافة).. حيث خرج منه عميد الموسيقى العربية الشيخ (سيد درويش)، الذي حول الموسيقى والغناء.. من التطريب والآهات والليالي الملاح.. إلى لغة تعبر بها جماهير العمال والفلاحين والبسطاء عن نفسها وأحلامها. لقد كانت الإسكندرية عبر تاريخها.. أم الفن والفنانين، فكما خرج منها (سيد درويش).. عميد الموسيقى، خرج منها.. (يوسف شاهين) عميد السينما المصرية الأول، ولم تغب عن (عبد الحليم حافظ).. فهي التي اكتشفته عن طريق الأستاذ (حافظ عبد الوهاب) - مدير إذاعة الإسكندرية المحلية - واحتضنت بداياته، بل وأعطته لقبه (حافظ) بدلاً عن (شبانة).. على اسم مكتشفه الأول: الأستاذ (حافظ عبد الوهاب).

* * *

عندما التأم شملنا مجدداً في بهو الفندق.. كنت أعتذر لهما، لعدم تمكني من أن أريهم (كل) إسكندرية التي أعرفها. إذ إن بعضها كان قد اختفى، والبعض الآخر لم تسعفني هذه الصباحية.. بالمرور عليه أو حتى بتذكره، لكن الذي يبقى متجاوزاً (الأمكنة) وما فوقها هو هذا (الحب) الدائم والمتغلغل في قلوب الإسكندرانيين.. نحو مدينتهم (الإسكندرية).. والذي قد لا يجد جواباً، فعندما أهداني أستاذي المرحوم الدكتور محمود الحضري - مدير جامعة الإسكندرية.. في عهد السادات - كتابه (رحلة في مراحل التعليم).. كانت مفاجأتي أن (غلافه) كان الواجهة البحرية لقلب مدينة الإسكندرية.

dar.almarsaa@hotmail.com
جدة

في “الإسكندرية”.. (ع الطائر) لاثنتين وسبعين ساعة..؟ 2/2
د.عبدالله مناع

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة