ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 28/01/2013 Issue 14732 14732 الأثنين 16 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

يقول لاعب كرة اليد سابقاً والكاتب حالياً الأستاذ صالح الطريقي:

البداوة لم تغير ثقافتها بل عدلت بالآلية لتناسب العالم الجديد، فبعد أن كانت تعيش على سلب كل قبيلة قبيلة أخرى أصبحت تسلب الوظائف (الواسطة)

ومع ركاكة الأسلوب في التغريدة وفقر المضمون إلا أننا سنسلم بحرية الرأي والتعبير الذي تكفله وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة، شرط ألا تمس أحداً ولا تسيئ لمجموعة بعينها. وكلام أ. صالح الطريقي اتهام يحتاج لما يسنده، فهل البدو يسلبون الوظائف؟ وممن؟ وكيف؟ ومتى؟ وتحت مظلة من؟ ويقول لاعب كرة القدم سابقاً والمحلل الرياضي حالياً في أعقاب فشل مدرب منتخبنا الوطني: «يحسبنا ريكارد بدو يضحك علينا»، فهل البدو الذين اشتهروا بالذكاء وسرعة البديهة والصبر وطولة البال والشجاعة والكرم والنخوة كلهم في رأي الهريفي سذج وقليلو تجربة ودراية فيأتيهم كل من هبَّ ودبَّ ليضحك عليهم ويستغفلهم؟؟ وإنصافاً فإن الطريقي والهريفي ليسا الوحيدين اللذين يتحدثان بعنصرية وتمييز ضد البدو، والمقصود بهم أبناء القبائل في المملكة العربية السعودية.

وثمة من يخرجها إلى أعراب كنوع من التخفيف وهي في كل مواضعها التي تأتي في موضع الازدراء والتحقير والنيل هي تمييز يستحق المجابهة والمحاسبة. وإذا كنا نقول دائماً إننا مجتمع واحد ولابد من المحافظة على وحدتنا الوطنية فعلينا أن نعي أن هذا لن يكون إلا بتوفيق من الله ثم التزام بقوله تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}، وهذا ينسحب على كل الأوصاف والألقاب والتصنيفات التي يقصد بها التحقير، وأنا أدرك أن محاكم المملكة مثلما تستقبل قضايا عدم تكافؤ النسب هي تستقبل أيضاً قضايا الازدراء والتعدي اللفظي، لأن الإسلام رفع من قيمة وكرامة الفرد وأوجب عدم المساس به أو إهانته.

والأعراب ورد ذكرهم في القرآن في حال كفرهم وعدم دخولهم للإسلام أول مرة، أما وقد أسلموا فكيف يكونوا أشد كفراً؟؟؟ ثم أن القبائل البدوية الحالية هي سليلة قبائل معروفة في التاريخ الإسلامي وكانت تسمى بأسمائها كهوازن وغطفان وغيرها كثير ولم يشتهر عنها بأنها تسمى أعراباً!!؟؟ وحتى من كانوا أعراباً هم بعد الإسلام مسلمون فهل نقول اليوم عن من أسلم من قريش كفار مكة أم المهاجرين؟؟ إن التسطيح والتهاون في رمي الكلام على عواهنه من قبل شخصيات يفترض فيها أن تكون موجهة للشباب وداعمة للوحدة الوطنية ولمجتمع واحد يسمي الأشياء بمسمياتها ولا يخلط البيض في سلة واحدة، فالفساد والصلاح ليست جينات وراثية بل هي نتيجة لعوامل ثقافية بحتة قد تشمل مجتمعاً أو أفراداً، ولعل الأستاذين الطريقي والهريفي يقرآن ما قاله المفكر الاجتماعي المسلم ابن خلدون في مقدمته الشهيرة وتحديداً في الفصل الرابع والذي يصف فيه بدو تلك الحقبة التاريخية بعواملها الثقافية المؤثرة عليها: (إن أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر وسببه أن النفس إذا كانت على الفطرة الأولى كانت متهيئة لقبول ما يرد عليها وينطبع فيها من خير أو شر، قال صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، بقدر ما سبق إليها من أحد الخلقين تبعد عن الآخر ويصعب عليها اكتسابه، فصاحب الخير إذا سبقت إلى نفسه عوائد الخير وحصلت لها ملكته بعد عن الشر وصعب عليه).

وبعد وقبل:

* العقول كمظلات الطيارين، لا تنفع حتى تُفتح»

f.f.alotaibi@hotmail.com
Twitter @OFatemah

نهارات أخرى
موقف الطريقي والهريفي من البدو!
فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة