ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 29/01/2013 Issue 14733 14733 الثلاثاء 17 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

على المستوى الشخصي.. جودة التكوين هي خيار كل مواطن سعودي يريد أن يكون له موطئ قدم في مستقبل حياته، ويحصل على أفضل الفرص الوظيفية في غده، وأعتقد أن من أهم ركائز الجودة في عالمنا اليوم:

• إجادة لغتك الأم «اللغة العربية» التي بها تعبد الله سواء حين تقرأ كتاب الله أو تقف بين يدي أرحم الراحمين، وبها ستنمي معارفك الدينية، إضافة إلى أن الإنسان كما يقول أهل الاختصاص يفكر جيداً حين يفكر بلغته الأم، ولذا عزز ثروتك اللغوية بالقراءة المتكررة في القرآن الكريم، والاطلاع على الكتابات الأدبية بفنونها المختلفة خاصة الرواية، ونمِ ملكة الكتابة عندك باللغة العربية فأنت في بلد لغته الرسمية «اللغة العربية».

• إتقان التعامل مع التقنية، فهي وسيلة التواصل الفعلي اليوم فضلاً عن الغد، ولذا لا مكان لمن يعد أمياً في سوق العمل العالمي والمحلي.

• إجادة اللغة الإنجليزية، فهذه اللغة شئنا أم أبينا هي لغة التواصل العالمية، والواجب على كل منا مربي أن يعد أبناء الجيل لزمن جديد، جزماً ستكون فيه الأبواب والنوافذ والطرقات والمسالك مشرعة أكثر مما هي عليه الآن.

• اختيار التخصص العلمي المطلوب عالمياً، والتعمق فيه، ومتابعة جديده، والتواصل مع أساتذته ورواده، وحضور مؤتمراته، حتى وأنت على مقاعد الدراسة الجامعية.

• توسيع دائرة المعارف والمعلومات العامة بشكل مستمر.

• الاعتماد على الذات في سبر أغوار الحياة من حولنا، وعدم أخذ ما يصلك من قناعات الآخرين على أنها مسلمات، فهي غالباً ما تكون مجرد انطباعات جراء مواقف شخصية قابلة للنقض وأنت من سيضعها على المحك، ومن حقك مخالفتها متى ما ملكت الدليل، وتسلحت بالمعرفة والعلم، هذا -طبعاً- خلاف المبادئ والقيم التي الأصل فيها الثبات، والواجب اليقين فيها لا الظن أو الشك.

• البحث عن الحق، وتقبل كلمته من أي شخص صدر وعلى أية حال كنت، وهذا يعني وجوب تحليك بالمرونة، وإيمانك بمبدأ الحوار القائم على احترام الغير بعيداً عن التقوقع داخل دائرة المكان وفي حدود الزمن الحاضر دون الماضي والمستقبل، ودون التضخيم للخصوصية التي يجب بقاؤها في باب المقدس المنصوص عليه صراحة وبكل وضوح، وبلا تصفيد للذات المكرمة عند الله بصنمية القبيلة التي صارت منذ حجة الوداع زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت قدميه الشريفتين فداسها معلنا طيَ صفحتها النشاز إلى الأبد، ومعتبراً بقوله وفعله وتقريره عليه الصلاة والسلام حمية القبلية من أدران الجاهلية الأولى.

• التفكير العميق بالمسئولية الشخصية عن مستقبل الوطن والأمة التي تشرف بالانتماء إليها، وهذا يعني وجوب الانخراط بالبرامج التطوعية من حولك منذ هذه اللحظة وبلا تأخير.

• تدريب الذات وتطوير المهارات الحياتية بشكل دائم ومستمر، والحديث في هذا طويل وله مقال خاص في القادم من الأيام بإذن الله.

• تعلم كيف تكون اجتماعياً، وفي ذات الوقت درب نفسك على العزلة والتفكير.. كن متأملاً بكل ما يحيط بك وتقع عينك عليه، فحياة التفكر هي أنس المبتكرين، وسلوة المبدعين، وعنوان الرواد والمخترعين، وسجية وسمة العباد الزاهدين، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة، ويكفي التفكر مزية أنه عبادة لله.

• لا تنس الله أبداً فمن كان مع الله كان الله معه.

• تعود على فن الاعتذار، ومارس في حياتك التغذية الراجعة ومحاسبة النفس، واكتسب صديقاً صادقاً نصوحاً وناصحًا.

• تعلم كيف تتعامل مع القضاء والقدر جيداً، فالناجح هو ليس من يفرح حين تحقق المطلوب فحسب، بل من يقبل ويرضى بالمقدور بعد بذله للأسباب وقناعته بالنتائج، وفوق هذا وذاك يمتلك مهارة التخطيط للمستقبل جيداً وباستطاعته تحويل الخسائر والملمات إلى سلم للوصول إلى القمة وتخطي العقبات.

• اجعل التحدي مع نفسك، ولا تلتفت كثيراً لما يفعل الآخرون أو يقولون، وإياك وجعل التحديات والسلبيات ذات المساحة الأكبر في تفكيرك.

• سافر ما استطعت في أرض الله الواسعة، وكن سفيراً مثالياً لنفسك ولبلدك الذي أنت منه، وقبل هذا وذاك رسول خير وعنوان صدق لدينك التي تدين الله به.

اعلم أن هذه المطالب غالية ونفيسة وربما هي في قاموس البعض منا في دائرة المستحيل، ولكن ما أردته منك أن تكون رقماً صعبا في المستقبل، وأن تبين إستراتيجية حياتك على أسس قوية ومتينة.. هذا - طبعاً - على المستوى الشخصي، أما خيارنا نحن الإستراتيجي في المملكة العربية السعودية - كما هو شعار المؤتمر الرابع للجودة - فأترك الحديث عنه لمقال الخميس، ألقاكم بإذن الله على خير، وتقبلوا صادق الود والسلام.

الحبر الأخضر
الجودة خيارك، خيارنا.. الإستراتيجي (1 - 2)
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة