ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 30/01/2013 Issue 14734 14734 الاربعاء 18 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ليس أمراً جديداً أو مفاجئاً أن أقول بأن أمورنا تسير هكذا، أوجدنا مساراً للعمل يخصنا وحدنا ونظاماً خاصاً لا يعترف بالنظام.. ربما يكون من الأفضل منطقياً أن أقول بعضنا، لكنني قصدت التعميم، إذ إن عدم النظام حين يكون ثقافة سائدة معتمدة في الكثير من القطاعات الحكومية (أو الخاصة) سوف يشمل داؤه الجميع غالباً، وحين يأتي فرد أو أكثر يرغب الإصلاح من خلال اتباع النظام يصبح مثل (صالح في ثمود) وعليه لابد له من شيء من المرونة والتأني عملاً بالمثل القائل “لا تكن ليناً فتُعصر ولا صلباً فتُكسر” وفي خضم هذا الانفلات لابد له من اتباع المرونة والليونة طوال الوقت حتى يفقد مساره، رغماً عنه لا بإرادته!

شتان بين الإدارة لدينا وبين الإدارة كما ينبغي أن تكون أو كما هي في بلدان أخرى..

على سبيل المثال: منذ زمن وحتى الآن أتمنى حجز رحلة عبر الطائرة أو القطار السعودي الشهير (ما بين الرياض والشرقية) وأن تتم عملية الحجز كاملة وبشكل منظم باستخدام الإنترنت، لكن للأسف هذا ما لم يحدث معي بعد..! وعليه فقد قمت بحجز خمسة مقاعد إلى جدة، عن طريق أحد مكاتب السفريات كان الموظف الشاب مبتسماً مرحباً، تفاءلت خيراً، قال لي مؤكداً: عليك شراء التذاكر بعد يومين كحد أقصى كي لا تفقدي الحجز.. لكن يمكنني بطريقتي الخاصة (إضاءة كاملة على هذه العبارة) تمديده قليلاً لكم، فقط اتصلي بي عبر الجوال قبل الوقت المحدد.. في الموعد المحدد اتصلت به لتذكيره للوفاء بوعده، فاجأني قائلاً بأنه تم تغيير موعد الحجز نظراً لعدم شرائي التذاكر!! قلت وأنا أحاول التحكم في غضبي: كنت أظنك متأكداً، حين قلت لي بأنك تستطيع التمديد! أجابني بعصبية: تقصدين أنني لابد أن أكون عند كلمتي! ضحكت في داخلي وقلت: لا ليس تحديداً! أيقنت من خلال حديثه معي بأنني لم أكن الوحيدة وأنه التزم بوعد أمام أكثر من شخص. كان ذلك أحد المواقف التي واجهتني التي تُظهر لنا إلى أي مدى يخرج الموظفون عن النظام متبعين أسلوب الفزعة والواسطة والصعود والهبوط والالتفاف هنا وهناك لإدارة دفة الأمور وفي النهاية نفاجأ بالفوضى والتأخير وارتباك المواعيد..

“الفزعة” يبدو هذا المصطلح من بقايا تأثيرحياة الصحراء، المفترض في هذا الزمن أننا تجاوزناه وتركناه خلف ظهورنا وسلكنا الطريق صعوداً إلى حياة أكثر رقياً، لكن بعضنا لازال يتمسك بها (أقصد الفزعة)، وهي قد تبدو مفيدة وناجحة في إطار الحياة الاجتماعية العادية، لكن إطلاقاً ليس في مجال العمل، قد تساعدك (الفزعة) مرتين أو ثلاثاً وتبهج قلبك بشيء من التميز لكنها هي ذاتها قد تورّطك في متاهات يصعب عليك الخروج منها، حين نعي هذه الحقيقة جيداً سيكون ذلك خطوة فاعلة رائدة في طريق التقدم والرقي في أداء أعمالنا.

فجرٌ آخر
الإدارة “بالفزعة”!
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة