ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 02/02/2013 Issue 14737 14737 السبت 21 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

العاصفة المطرية التي ضربت منطقة تبوك وألحقت خسائر بالبنية التحتية لبعض مدن ومحافظات المنطقة هي، بحسب الباحث الفلكي عبد العزيز الشمري، مجرد «عاصوف» سهل وإنذار أولي لبقية مناطق ومدن المملكة التي لم تجرب الأمطار منذ العام 1395هـ، وفق تصريحه لجريدة «الشرق».

كل هذا الذي حدث مجرد «عاصوف»! علينا - إذن - أن نتوقع الأسوأ في الفترة القادمة، فكارثة غرق جدة لازالت حاضرة وطازجة في ذاكرة الشعب السعودي. ولم يكن الشمري هو الوحيد الذي تحدث عن الاحتمالات المناخية القادمة خلال الأشهر القريبة لأسباب تتعلق بالتغيرات التي تشهدها حرارة الأرض والمحيطات الثلاثة الكبرى: الأطلسي والهادي والهندي.

يقول الخبراء الفلكيون، باختصار، إن من المتوقع أن تشهد بعض مناطق المملكة موجات من الأمطار الغزيرة في الفترة القادمة. وهذا الكلام لا علاقة له بالإشاعات التي تم نفيها مؤخراً، ونتمنى - مبدئياً - ان يرزقنا الله الغيث، فهذا هو دعاؤنا الذي نرفعه للمولى في كل صلاة جمعة، لكن ذكرى غرق جدة تفرض الكثير من الأسئلة قبل أن نتسرع ونعلن الفرح مبكراً بقدوم الأمطار.

إن السؤال الأهم الذي يتبادر إلى الذهن هو: هل تعلمنا من دروس غرق جدة أي شيء غير أن المحاكمات يمكن أن تطول وتطول حتى تصبح غير جالبة للانتباه، من فرط ما تلوك الألسنة وتنشر الصحف من أقوال وأقوال مضادة في جلسات تبدو أبدية وبلا نهاية؟

هل استفدنا من دروس غرق جدة في أساليب بناء الطرق وتصريف السيول وتصميم المخططات الجديدة وأماكن بنائها؟ هل أفرزت مأساة جدة ثقافة جديدة في كيفية التعامل مع الأزمات والطوارئ وإدارتها؟ وهل أوقدت المأساة الضوء الأحمر في وجه بعض تجار العقار وبعض المتنفذين والنافذين الذين عبثوا بسلامة الناس من أجل تحقيق ثروات طائلة من خلال الكسب الحرام؟!

أعتقد أن الإجابة واضحة بدلالة ما حدث في تبوك. فطبقاً لما نشرته الصحف ووسائل الإعلام من تقارير عما حدث هناك يبدو أن الإجابة على الأسئلة السابقة لا تسر!

من المؤلم جداً أن تتكرر الأخطاء الفادحة. وإذا كان من الطبيعي أن تقع الأخطاء فإن من غير الطبيعي أن تحدث نفس الأخطاء مرةً إثر مرة دون أن نتعلم منها. وقديماً قيل العاقل من اتعظ بغيره فما بالنا لا نتعظ بمصائبنا ولا نتعلم من أخطائنا؟!

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
تبوك.. مجرد «عاصوف»
د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة