ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 04/02/2013 Issue 14739 14739 الأثنين 23 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

بعض من خواطر عربي كان في أمريكا!

* أمريكا «قارة» من الأُمم.. جَمَعها شتاتُ الخوف والفَقر والفَزع.. فهاجرتْ إليهِا أفواجاً.. لتصنعَ من فزعها أمْناً.. ومن غربتها ألفة، ومن فقرها ترفاً!

* * *

* أمريكاً.. عجينةٌ عَجيبة من الخَلْق والعَادات والقيم والتاريخ تأتي إليها.. فتحسبُ أنك لن تغادرها أبداً! وترحَلُ عنها فتظنّ أنك لن تعودَ إليها أزَلاً!

* * *

* أمريكا.. مزيج غريب من الأديان والثّقافات.. يُبهُرك إنجازُها الحضَاريّ.. واحترامُ إنسَانها لإرادة الجماعة.. وسُلطة القانون! لكن.. تقهرُكَ في آن.. (أمُيّة) شارعها السياسي.. الذي بات مطيةً هينةً.. لهُواة السّياسَة.. وحُواة المصَالح! وصَار مَرتعاً لفكرْ ومَكرْ جماعات الهوى السياسي.. والغايات (المسيسة)!

* * *

* أمّا العَربُ.. في أمريكا.. ومثْلهُم المسْلمُون هناك فَوَا حسرتاه عليهم!! (يفْترشُون) رصيف الشارع السياسي، وغيرُهم يركض في مساراته آناء النهار وأطراف الليل، تحسَبُهم جميعاً.. وقلوبُهم شَتّى! يتقاسمُهم الخُلْفُ من بين أيديهم ومن وَراء ظُهُورهم، حتى ليكادوا أن يكونوا شعوباً وقبائل!

* * *

* يخْتصمُون كلَّ يوم ألفَ مرة! ويتصالحون كلَّ يوم ألفَ مرة! ثم لا يلبثون أن يعودوا إلى خُلفهم أو يعود الخلف إليهم! ولذا.. فشلتْ ريحُهم في (مزاد) السياسة الأمريكية!

* * *

* الكلّ يتذكّر.. كيف تعامل كثيرون منهم مع محنة الخليج الثانية قبل أكثر من عقدين من الزمان.. فآزرُوا الظالم ضد المظلوم! وانقسموا في الفكر والهوى.. و(تقاسموا) قناعات يضاد بعضها بعضاً! نسُوا أن التاريخ.. لا يُمهلُ ولا ينسَى، لكن بعض الشعوب يهملون التاريخَ وينسُون أنفسهم ومصالحهم!

* * *

وبعد..،

* فتلك هي أمريكا.. بلاد تحبها مُكْرهاً.. حيناً! وتكرهُها رغم الحب لها أحياناً! تحبّ فيها عزمَ المستحيل وإرادةَ الممكن! وتكْره فيها صَلفَ بعض السَّاسة، حين يتَعَاملُون مع حقوق بعض شعوب الأرض بـ(شريعة) رُعاة البقر! ينسُون أن هذه الشعوب ليسُوا هنوداً حمراً.. ولا رعاة بقر، وأن أولئك وهؤلاء قد خرجوا من بوابة التاريخ منذ زمن بعيد!

* * *

قبل الوداع:

* إن (صناعة) الكلمة موقف ومسؤولية، وليست جرساً يقرع به صاحبه الأسماع أو قبساً يستنفر عبره الأبصار! والشهرة المترتبة عليها ليست غاية تشد إليها الرحال، بل محصلة تلقائية لموهبة الإبداع في فن من الفنون، هنا، تسعى الشهرة إلى صاحب العطاء الفذ سعياً، وحين قال المتنبي رائعته: (أنام ملء جفوني عن شواردها)، لم يكن يبتغي الشهرة، لأنها كانت تسابق الريح إليه، ولأن قصيدة كهذه وغيرها جعلت السلف والخلف، قرّاءً ونقاداً، يلوون الأعناق إليه إعجاباً، فصار (مشهوراً رغم أنفه)، ورغم كل الظروف التي كيفت القصيدة، مناسبةً ومضموناً، وحين صاغ (بيتهوفن) سيمفونياته التسع وغيرها، لم يكن يسعى إلى الشهرة، بل سعت إليه الشهرة بعد أن غزا نغمه الآفاق!

* * *

* وأذهب إلى أبعد من ذلك، فأقول، لو أدرك الناس بأس الكلمة، مقروءة أو مسموعة، لترددوا كثيراً في كتابتها، لأن نتيجتها لا تخلو أن تكون واحداً من أمور ثلاثة:

* فإما أدانت صاحبها إدانة تنزله درك الحضيض!

* وإما سمت به سموا يرقى به إلى ذروة الخلود!

* وإما انصرف الناس عنه، لا حباً ولا كرهاً، وكان كالزَّبَد يذهب جفاء!

الرئة الثالثة
بعض من خواطر عربي كان في أمريكا!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة