ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 05/02/2013 Issue 14740 14740 الثلاثاء 24 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الماضي والمستقبل ليسا سوى أفكار، أما الحاضر فهو الشيء الذي تشعر به الآن، الماضي والمستقبل لا تملكهما، ولا تستطيع التحكم فيهما، أما الحاضر فأهميته أنك تملكه، أفكار الماضي عندما تسيطر عليك، فإنها تعيدك إليه، ويصبح جسدك في الحاضر وتفكيرك في الماضي، فلا أخذت هذا ولا ذاك.

الآن، هو اللحظة التي يمكن أن تشعر بها حقيقة، أما التفكير في الماضي أو أحداث الماضي أو مشكلات الماضي، فليست سوى وهم، استعادتها لا تفيد، والخوف من المستقبل هو الآخر وهم، الحاضر هو كل ما يمكن أن تفعله.

الانتقال من الماضي ثم إلى الحاضر ثم إلى المستقبل أمر متعذر، ولكن الانتقال من الحاضر إلى الحاضر (الآن إلى الآن) أمر ممكن، بل مرغوب، هذه النقلات تجعلك تعيش في اللحظة الحالية كما هي، فعلى سبيل المثال: يمكنك أن تذهب في رحلة برية، ثم تعود لتقوم بفحص سيارتك، ثم تستقبل أصدقاءك.. هذه كلها نقلات في الزمن (الآن) تمارس هذا السلوك وأنت تعي الآن، ليس المهم محتوى الآن، ولكن الوعي بالآن ذاته.

الوقت (ماض، ومستقبل) اجعلهما أمرا ثانويا في حياتك، تمارسهما بحسب ما تقتضيه الحاجة، أما (الآن) فاجعله أمرا أساسيا: تعيه، تدركه، تغوص فيه، فالماضي كان يوما (الآن) والمستقبل سيكون يوما ما (الآن) فعلام القلق؟؟!!!.

إذا عشت في (الآن) حضورك الجسدي يكون في أفضل حال، طاقتك تكون أكبر، يشعر بك من حولك جسدا مملوءا بالفرح، وجهك مشرق، وتفاعلك مع الآخرين والأشياء في قمة الإيجابية، تكون شخصا مرغوبا، أما لو سيطرت عليك أفكار الماضي، أو أفكار المستقبل، فإن حضورك يضعف أمام الآخرين، تكون في حالة (سرحان) و(توهان) و(تشتت ذهني).

الطفل حضوره رائع لأنه يعيش (الآن) بكل تفاصيله، يعيش (الحاضر) بكل ملامحه، يدرك اللحظة الحالية بكل معانيها، لا يفكر في الماضي ولا في المستقبل، لذلك يصبح شخصية مثيرة للفرح، محبوبة من الجميع.

أما الذي يعيش الوقت، وينشغل بالتفكير فحسب ويقلق من كل شيء، وتسيطر عليه: أفكار الحسد، والانتقام، والأنانية، فإنه ينفصل من (الآن) ويصبح أسير أفكار غير مجدية، يصبح مشمئزا لا يقبله أحد ولا يثير أي طاقة إيحابية.

عش (الآن) كطفل، أدرك (الآن) وانشغل به، واقرأ لـ(إيكار تول) لتعرف المزيد.

nlp1975@gmail.com

الحقيقة شمس
عيش الحاضر
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة