ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 05/02/2013 Issue 14740 14740 الثلاثاء 24 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

في أحد المزادات في أمريكا اشترى أحدهم بمبلغ 10 دولارات مجموعة من الكتب الدراسية المستعملة وأخذها لبيته. أخذ يتصفح الكتب، ولما فتح أحدها سقطت وُريقة مستطيلة، فالتقطها وتأملها فإذا بها عملة أمريكية، ولكنها لم تكن عملة عادية، كانت عملة أصدرتها جمهورية تكساس. قد يتساءل القارئ ويقول: «لحظة! الذي أعرفه أن تكساس ليست إلا ولاية أمريكية، لماذا وصفتها بأنها جمهورية؟»، وهذا تساؤل وجيه، فلفترة وجيزة امتدت من عام 1836م إلى 1846م استقل المستعمرون في تكساس عن المكسيك ونشبت معارك بين الاثنين انتهت بانتصار المستعمرين وإعلان الدولة الجديدة التي سموها «جمهورية تكساس». عاشت هذه الجمهورية الصغيرة فترة عصيبة على الرغم من انتصارها، فظلت المكسيك تُغير على حدودها، والمستعمرون لم ينتهوا من معاركهم الدائمة مع الهنود الحمر، وكانت الجمهورية لا حكومة فعلية لديها ولا مال، بل حتى جارتها الولايات المتحدة لم تعترف بها كدولة! لكن على الرغم من ذلك حاولوا الصمود، وزاد عدد المستوطنين تدريجياً وبدأت الولايات المتحدة تتعاطف مع هذه الدويلة الجديدة التي بجانبها، وكانت الولايات المتحدة آنذاك تتكون من 27 ولاية فقط، ووافقت أمريكا في عام 1845م على ضم هذه الجمهورية التي على حدودها وذلك بعد مناقشة المسألة في مجلس الشيوخ، ووقّع الرئيس الأمريكي جون تايلر على مشروع القانون هذا، وهكذا صارت تكساس الولاية الثامنة والعشرين من الولايات المتحدة الأمريكية.

عودة إلى تلك الوريقة المستطيلة، هذه العملة التي وجدها الرجل تعود لتلك الفترة، والقيمة المكتوبة عليها 25 سنتاً أي ربع دولار، ولكن لم تُصدر الجمهورية الكثير منها - خاصة مع قِصَر عمر الجمهورية - وهي اليوم نادرة جداً عكس الكثير من العملات القديمة الأخرى، ولا يوجد منها حالياً إلا قرابة 20 فقط، ولكن الرجل لم يعرف هذا، وأخذها للمختصّين لتقييمها وأفادوه بأن قيمتها اليوم ستكون عالية جداً، وعرضها الرجل في مزاد وأخذ الناس يتزايدون في السعر عليها، وصُعِق الرجل لما وصل سعر البيع لأقصاه وهو 63 ألف و250 دولارا!

هذه الأشياء ليست نادرة، ومن يتصفح الأخبار سيجد مثل هذه الحوادث دائماً، منهم الأقل حظاً مثل الكَنَدي جون ويلسون، فقد اشترى بأربعمائة دولار حاوية فارغة كبيرة من النوع الذي يُستَخدم في شحن بعض البضائع ووضعها في فناء داره ولم يكن لها دور إلا أن تكون جسراً بين منطقتين ليمشي عليها، ولم يفتحها أبداً منذ أن ابتاعها، وبعد عدة سنين فتحها ذات يوم وإذا به يفاجأ أنها ليست فارغة. ماذا كان داخلها يا ترى؟ محرِّك. ليس محرِّك سيارة بل محرِّك سفينة حربية ضخمة - مما يُسمّى المدمِّرات - تتْبع الجيش الكندي الذي تخلص منها قبل سنين لأنها قديمة ولم يعُد يحتاج إليها الجيش. حاول ويلسون بيع المحرك ولم يفلح ولا زال يجد صعوبة في بيعها لأن الطراز قديم، ولسوء حظه فلو أنه فتح الحاوية في وقتٍ أبكر لأتته ثروة، فقد كان سعر المحرّك مليوني دولار سابقاً! ويبدو أن سوق العملات القديمة أضمنُ قليلاً من سوق الأسلحة القديمة.

الحديقة
عُملة أم ماكينة سفينة؟ الخيار لك!
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة