Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 06/02/2013 Issue 14741 14741 الاربعاء 25 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

في مثل هذه الأيام

من العام الماضي

كنت مثل غريق

في منتصف البحر

أصارع الموج العاتي

أواصل الليل بالنهار

بحثا عن الشاطئ

كان علي أن أكون الأم الرؤوم

التي تبتسم

ليطمئن قلب ابنتي

وتخف رجفة الهلع في جسدها الصغير

وكان علي أن أكون بحدة عيني صقرا ينظر ويراقب ويتابع ويقرأ الأرقام ويفسر التغيرات!!

كانت رحمة الله هي يقيني

وكانت عظمة قدرته هي سلاحي

حاربت

طالبت بنقل ابنتي إلى مستشفى أفضل

دار أبوها بتقريرها

كل المستشفيات

ناقش كل الأطباء واللجان

وظللت أنا صامدة

أحارب

الإهمال

والقسوة والتهاون

أطرد الممرضات اللامباليات

وأمنعهن من العودة مجددا

إلى ابنتي

ظللت أقف وأدون اسم كل دواء وأرصد كل تغير

تحسن كان أو تدهور

أنام وانا مفتوحة العينين

كل شيء بوسعي فعلته

كل العائلة صليت الليل

دعوت في الأسحار

تصدقت جهرا وخفاء

نحرت الذبائح ووهبتها

سافرت وترحلت!

لست وحدي

كل العائلة والأهل والأقارب والأصدقاء

لكأنما لم يمرض غيرها

كل يحاول

أن ينزع شوكة ألم من جسد الصغيرة الجميلة!

طلب المشرف على حالتها

أن يساعدني أحد ويناوبني المرافقة

لأنني معرضة في أي لحظة للانهيار

فقد مر شهر وأنا لا أنام إلا غفوات

لكن هيهات أن أقبل وابنتي تمسك يدي

لاتأخذ ابرة إلا وأنا أقرأ عليها آية الكرسي

ولاتأكل إلا إذا أطعمتها بيدي

ولاتنام إلا على صوت ترتيلي للقرآن العظيم

أصرت شقيقتي أن تشاركني البقاء مع ابنتي وقبل الطبيب رفقاً بي وسندت جسدي المتعب وقلبي المذهول!!؟؟

قالت لي صغيرتي قبل

فقدانها الوعي ثم رحيلها الأبدي

ماما أريد أن أنام في حضنك

دخلت بين تمديدات الأبر والأدوية وشاركتها السرير احتضنتها

كانت تلتصق بي

تتشبث

تحاول أن تقاوم رحلة المغادرة !

لكن أمر الله نافذ

فرطت من بيننا

غادرتنا في لحظة

رحلت إلى الجنة إن شاءالله تعالى

اليوم أمر من طريق مدرستها

وأتأمل مكانها الفارغ في المقعد المجاور لي

في السيارة ومكان كوب قهوتها المفضلة

ورنة ضحكتها الجميلة

وأقول

صباحك أجمل ياوردة حياتي

هناك أنت أفضل

حتما سنلتقي

وسأضمك إلى حضني ثانية

لأن الله عظيم

وعادل ورحيم

ولأننا رضينا وسلمنا

وفعلنا كل مافي وسع بشر

وبقي اختيار الله سبحانه

وحكمه الذي ليس لنا منه مفر!!

f.f.alotaibi@hotmail.com
Twitter @OFatemah

نهارات أخرى
وردة الصباح التي ذبلت..
فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة