Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 06/02/2013 Issue 14741 14741 الاربعاء 25 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

هل تصدق أن (شاباً سعودياً) في أواخر العشرينيات من عمره، رغم أنه (عاطل عن العمل) ويجاهد ليصرف على زوجته، تبرع بكليته (بشكل سري) لوجه الله تعالى ودون مقابل مادي لمريض لا يعرفه؟!.

إنه (إبراهيم ) الذي رفض الكشف عن قصته للإعلام طلباً للأجر من الله، وأتحفظ على (بقية اسمه) احتراماً لرغبته، فلا أحد من أسرته أو محيطه يعلم بالأمر شيئاً غير لجنة (التبرع بالأعضاء) بالمركز السعودي، كإجراء (روتيني) متبع، وزوجته التي أخبرها قبل دخوله غرفة (العمليات)!.

القصة لم تنته هنا؟!.

فبعد خروج (إبراهيم) من المستشفى وهو لا يعلم من الشخص الذي استفاد من كليته بعد أن تم ذلك عبر مطابقة (تحاليله) مع أول مريض على (قائمة الانتظار) بالمركز السعودي لزراعة الأعضاء، رزقه الله بمولود بعد سنوات من الانتظار..!.

لم تمر أشهر من العملية الأولى وبعد تحسن حالته الصحية وبقناعة تامة، حتى قرر إبراهيم (التبرع) مرة أخرى (بجزء من كبده) لزراعتها لمريض آخر على قائمة الانتظار وبذات الطريقة السابقة!.

أي نبل وعطاء هذا؟ إنها صورة مشرفة نفتخر بها تبدو مغايرة تماماً عما ينقل ويُروى في المجالس حول التذمر والحالة النفسية التي يعيشها (بعض العاطلين) ممن نرى همومهم على صفحات الانترنت وكأن الحياة توقفت في عيونهم لمجرد عدم وجود وظيفة!.

إن الأمل (زرعة) بيد الكرماء، يغرسونها في حقول المحتاجين، ويسقونها بغذاء لم يرتبط يوماً بكثرة مال أو شحه، هناك ممن لا يملكون عملاً أو مالاً من يجبرونك على رفع القبعة لهم (احتراماً وإجلالاً) لنبل أخلاقهم وإحسانهم وعلو همتهم ونقاء سريرتهم!.

كم من مليء وصاحب منصب وجاه لا يعطي سائلاً ريالا؟! وكم من جائع قسم (رغيف خبزه) ليسد به رمق محتاج؟! يحق لكل العاطلين الذين لم تتح لهم فرصة العمل (حتى الآن) أن يفخروا بمثل هذه الصور النبيلة من البذل والعطاء لأقرانهم!.

حقاً إنكم (كرماء بيننا)!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net
fj.sa@hotmail.com

حبر الشاشة
كرماء بيننا؟!
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة