Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 07/02/2013 Issue 14742 14742 الخميس 26 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أبارك لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز الثقة الملكية الغالية، والمتمثلة في صدور الأمر السامي الكريم القاضي بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وأدعو الله عزّ وجلّ له ولقيادتنا المباركة بالتوفيق والسداد.. والذي يقرأ في سيرة سموه الكريم يلحظ أنه جاء بخلفيات متنوّعة،، ولديه صورة شاملة ومتكاملة عن الوطن والمواطن (العسكري والمدني.. المثقف والعامي.. المتعلِّم والأُمِّي.. الحاضرة والبادية.. المدينة والقرية والهجرة والصحراء).

إنّ عشرين عاماً أو يزيد قضاها مقرن بن عبد العزيز في “حائل” المنطقة ذات التكوين الطبيعي والنفسي والاجتماعي الخاص - في نظري -، ولما يتمتع به سموه الكريم من سمات قيادية وصفات شخصية وأخلاقيات راقية ومتميّزة.. إن هذا وذاك جعل تفاصيل الوجع اليومي للمواطن السعودي مستقراً بين حنايا هذا الرجل الإنسان الذي كان يشارك المواطن البسيط - فضلاً عن غيره - أحزانه.. ويقاسمه أتراحه.. وتؤنسه أفراحه.. قرأ خارطة الوجوه.. وسبر أغوار النفوس الفقيرة في هجر وقرى المنطقة، بعد أن عاش قريباً منهم وعرف إيقاع حياتهم اليومية بكل منعطفاته وجميع ملابساته.. مشت سيارته في شوارعهم الضيقة ووسط أحيائهم القديمة.. وولجت قدميه بيوتهم المتواضعة معزياً أو مباركاً أو زائراً، أو أن مجيئه لهم كان حرصاً منه على معرفة ما هم فيه من حال.. قرأ في ذواتهم ما أبت نفوسهم العزيزة البوح به.. وعلم من حالهم ما عجزت مفردات لغتهم البسيطة والصادقة التعبير عنه.. خبر عنهم صفاء السريرة ونقاء السيرة وعظم الهمة وقوة الولاء وعمق المحبة وخصلة الوفاء.. ولذا كان منه - حفظه الله ورعاه - أن سابقهم عشقاً بحب.. وإخلاصاً بوفاء،، واتصالاً بوصال.. وحين رحل عن دارهم بقيت صورهم محفورة في الفؤاد مستقرة بين الحنايا تتجدّد وتعود حين يكون حديث الذكريات.. وتتراقص فرحاً وطرباً عندما تحل ساعة اللقاء،، ولهذا قال عنهم وعن علاقته بهم “ إنها علاقة استثنائية بامتياز “.. ليس هذا فحسب بل حفظ تضاريس منطقتهم بجبالها وهضابها،، بنفودها وتلالها،، بسهلها و وعرها فعرف الحياة من خلالها، وأدرك بثقاب بصيرته وعمق نظرته كم هي التحديات أمام الطامحين للوصول إلى القمم.

عشق الزراعة فعاش حياة المزارع بشغف، كانت لجلسته في ظل شجرة غرسها متعة خاصة وأنس فريد، فهي نتاج عرق جبينه وله معها تاريخ وحكاية.. يعرف اسمها، وعمرها، ويقيس نتاجها وعطاءها، ويُخبرك عن حالها ومستقبلها وكم ستعيش،، ذاق لذّة الحرث والزّرع في الأرض.. عرف دلالة حب الأرض بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ سامية وقيم عالية،، وعن قرب أدرك كم هي معاناة المزارعين.. كان يمضي وقت راحته في مزرعته متأملاً في الكون الفسيح عبر مرصده الفلكي الخاص فكانت رؤيته للحياة متسعة،، وأفقه الفذ خلاقاً.. ونظرته للأمور فيها من الدقة والتروِّي والبحث والتحرّي، كما هو حال رصده للنجم في تنقُّله بين المجرّات منذ ميلادها وحتى لحظة المغيب والأفول.

إنّ كثيراً من الملفات الوطنية الساخنة التي يدور حولها حديث الساعة اليوم في شارعنا السعودي كـ “ الصحة والتعليم والأمن والزراعة والفقر والبطالة والسكن وتعثُّر المشاريع و...” كانت تقض مضجع مقرن بن عبد العزيز إذ كان يعايشها يومياً ويراها واقعاً حياً في دنيا الناس.. ولذلك.. وإن اختلف الزمان أو اتسع المكان فإنّ “أبا فهد” كما هو منذ عرفناه نحن الحائليون يحمل الهم،، ويعين بعد الله على نوائب الدهر،، وينصف صاحب الحق.. ويمد جسور التواصل مع طبقات المجتمع المختلفة،، ويتابع ويحاسب،، ويسأل ويُسأل ويسائل بنزاهة ومصداقية وشفافية.. ولذا فالآمال عريضة.. والتطلُّعات كبيرة.. والثقة الملكية الغالية بمقرن بن عبد العزيز جاءت ملبية لما كانت تنتظره شرائح المجتمع التي تسابقت للتهنئة والمباركة والشكر للقيادة، والتعبير عن الفرحة بهذا الأمر السامي الكريم .

لك من القلب يابن عبد العزيز الفذ دعاء صادق نرسله في هزيع الليل الآخر، نسأل الله فيه أن يعينك ويوفّقك،، ويسدّد على الخير خطاك.. وأن يبارك بجهودك.. ويرزقك البطانة الصالحة الناصحة،، وأن يحفظ ويمد بعمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ووليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز.. وأن تبقي هذه الدوحة المباركة “ آل سعود “ موطن عزٍّ وأرض فخر ومجد ومنبت خير وعطاء.. كما أسأله عزّ وجلّ أن يقي بلادنا المملكة العربية السعودية شرّ الفتن ما ظهر منها وما بطن، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.

الحبر الأخضر
مقرن بن عبد العزيز و«تفاصيل وجعنا اليومي!!»
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة