Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 07/02/2013 Issue 14742 14742 الخميس 26 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

قرأت عن دراسة بريطانية جديدة، تشير إلى أن مضغ “العلكة” تزيد من سرعة التفكير وقوة الانتباه، وردة الفعل أثناء مضغها تزيد بنسبة 10%، وأن ثماني مناطق بالدماغ تتأثر بذلك. كما أن مضغ العلكة يرفع من معدل اليقظة ويؤدي إلى تحسن مؤقت في انسياب الدم إلى الدماغ.

جميلة جدًا هذه الدراسة، والأجمل أنها فتحت لي المجال للكتابة عن موضوع مهم نظراً لانتشاره بكثرة، ومنذ سنوات وأنا أفكر بطريقة أتناول بها معكم هذا الموضوع وأتراجع.. فما إن نذهب إلى أماكن عامة إلا ونرى من يمضغ العلكة، ولا مناسبات اجتماعية أو أفراح إلا ونجد من يمضغن العلكة، حتى أثناء الرقص، مما يفسد شكل وجمال المرأة! دائماً كنت أشاهد أشكال الناس على اختلافاتهم أثناء مضغ العلكة وأفكر بآدابها، تمامًا كآداب تناول الطعام والشراب وغيره من الأمور الأخلاقية التي نتعلم عليها من ولادتنا، وخلال المراحل الأولى من نشأتنا.

أنا شخصياً، أعاني من رؤية بعض المشاهد لأشخاص وهم يمضغون العلكة بطريقة تثير اشمئزازي، أحيانًا أضطر لمغادرة المكان، مما تسبب لي بالعزوف عن مضغ العلكة على الرغم من نصيحة طبيب الفكين والأسنان لي بمزاولة هذه العملية على الأقل لمدة ربع ساعة في اليوم. أنا لا أمثل سوى حالة بسيطة، بل إن هناك من رأيتهم لديهم “فوبيا” من العلكة، وهذه الفوبيا حالة تطرف أتت نتيجة لرؤية بعض الأفواه التي تمضغ دون أن تتذكر أبسط آداب المضغ، وهي عدم إظهار صوت، مع عدم فتح الفم، وأن لا يكون الحديث مصاحبًا للمضغ، فإن أراد من في فمه “علكة” أن يتكلم فليتوقف عن مضغها، على الأقل احتراماً للشخص الذي يتحدث معه!

إن هناك بعض الأمور البسيطة، والتي يرى البعض أنه من السذاجة الحديث عنها أو تناولها، إلا أنني أرى من الضرورة أن ننبه بعضنا بعضاً، خصوصاً مع استفحال وسرعة انتشار بعض العادات السلبية التي تضايق الناس بينهم وبين بعض، بل إن عادة المضغ بلا احترام أو الأكل بصوت أو فتح الفم أثناء تناول الطعام، هو من الأمور والعادات التي تنتقل تلقائياً من الكبار إلى الصغار، لذا التنبيه لها ضرورة، ولا ينبغي أن يكون هذا جارحًا، إن كان التنبيه بصوت منخفض ودون إحراج للشخص أمام الناس. لأن هذه العادات السلبية البسيطة قد تكون منفرّة أو تؤدي إلى قطع العلاقة، كما حدث مع صديقة لي قبل سنوات طلبت الطلاق بعد زواجها بأشهر قليلة لأن عريسها كان يأكل بطريقة تثير بداخلها القرف، لم يتقبل أهلها هذا العذر ولا كل من هم حواليها، واعتبروا أن هذا السبب مجرد حجة لأمور أخرى قد تخفيها الزوجة، إلا أنها في الواقع ومن معرفتي بها، لم يكن لديها أسباب أخرى سوى هذا السبب، حتى أن وزنها نزل كثيراً وخلال أشهر قليلة من الزواج لأنها لم تعد تتقبل الطعام بعد أن رأته يأكل ويتحدث ويفتح فمه أثناء المضغ. ولو كان هذا الزوج قد لقي التوجيه المناسب منذ طفولته، لما نفرت منه زوجته وطلبت الطلاق من الشهور الأولى!

مضغ العلكة حتى قبل هذه الدراسة، معروف أن له فوائد كثيرة، إلا أن الالتزام بآداب هذه الممارسة فوائدها الاجتماعية أكبر!

www.salmogren.net

مطر الكلمات
أمضغوا العلكة بأدب!
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة