Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 07/02/2013 Issue 14742 14742 الخميس 26 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الريـاضيـة

مستقبل شبابنا في عيون نواف بن فيصل
الدكتور/ طلال بن سليمان الحربي

رجوع

تابعت بتمعن الفترة الأخيرة ما يحصل على الساحة الرياضية في المملكة، فأنا من مشجعي ومن محبي كرة القدم، ولا أنكر أنني مولع بمنتخبنا الوطني، ومنذ بضع سنوات نحن الشعب السعودي نبحث عن فرحة كان منتخبنا الأخضر قد عودنا عليها، نعم، هذه حلاوة الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، ولكن ما لفت نظري حقيقة وأثار حفيظة في نفسي هو ذلك التركيز الهائل والشديد على اختزال كافة أنواع الألعاب الرياضية والأنشطة الشبابية في عالم كرة القدم وحده، بل حتى أصبح الغالبية يقيمون أداء أية مؤسسة تعنى بالشباب على ما تنجزه في مجال كرة القدم، تماماً كما يحصل مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وذلك الاكتساح الإعلامي لها مقيمة إياها بإخفاق منتخبنا لكرة القدم، متناسية بقية الإنجازات التي قامت وتقوم بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتلك النقلات النوعية والاهتمام الشديد الذي حدث في عهد الأمير نواف بن فيصل, أمر لا يعد لا من الحداثة ولا من المنطقية بشيء أن تختزل عالم الشباب السعودي بما ينجزه فقط شبابنا في مجال كرة القدم.

الغريب أن الرئاسة العامة وتلك الأنشطة التي تقوم بها والإنجازات في عالم الشباب السعودي بأكمله, وتلك البرامج والمخططات المراد لها التنفيذ والمتابعة, لكن لا نسمع عنها بالتكثيف الإعلامي المعهود مقروءاً مسموعاً أو مرئياً إلا حصراً فيما يتعلق بكرة القدم, وان ذكرت أية أنشطة شبابية أخرى فإنها تذكر من باب المجاملة أو ذكر الحدث لا أكثر ولا أقل, نعم كرة القدم معشوقة الجميع والجماهير, لكنها ليست وحدها ما ننتظر ان يبدع فيها شبابنا, ولا حتى فقط في المجال الرياضي, فالرئاسة العامة لرعاية الشباب تعنى بكل ما يمكن لشبابنا ان يقوموا ويبدعوا ويتألقوا به, كل ما يحتاجه هؤلاء الشباب من رعاية ودعم وتوجيه هو من اهتمام رعاية الشباب, على إعلامنا العزيز ان ينتبه إلى هذه النقطة, عليه أيضاً ان يا يحصر نفسه في زاوية الانتقاد وتسليط الضوء على السلبيات فقط.

نعم وضع منتخبنا لكرة القدم وحتى أنديتنا واجب الوقوف عليه، ومعالجتها، فالمملكة رايتها يجب ان تكون خافقة في كل الميادين والمجالات، واسم السعودية واجب حضوره في كل المحافل، وبالتأكيد الحالة التي تمر بها كرة القدم لدينا تحتاج الى تكاتف الجميع معا والوقوف على الأسباب، لكن أبدا ليس مقبولا ان تكون مبرراً لأن يصب جام الغضب والانتقاد على أي جهة تعنى برعاية الشباب بشكل عام ولا على الجهة المختصة برعاية كرة القدم لدينا، الإعلام السعودي لديه مشكلة في التعاطي مع أي مشكلة، فهو حين ينخرط في ملف معين لا يعرف كيف يخرج منه.

علينا أن ننتقد بنية التحسين، وليس فقط لنكون متواجدين وحاضرين، علينا ان نحاول جاهدين التلاحم والتكاتف لحل أية مشكلة، لست خبيراً رياضياً ولكني وكما اعلم ان المنتخب الفرنسي لكرة القدم صاحب العراقة لم يتأهل فعلياً لكأس العالم لكرة القدم منذ العام 1986 آخر مرة وصل فيها إلى العام 2006، فهو لم يتأهل أعوام 1990 ولا 1994 حين كنا هناك في الولايات المتحدة، وفي العام 1998 لم يتأهل، بل كان البلد المستضيف وفي العام 2002 لم يتأهل وشارك كونه حامل اللقب، إذا من الطبيعي ان يمر منتخب أي دولة مهما كان عريقا ومتميزاً في مراحل يتدنى فيها المستوى وتنعدم فيها النتائج، لكنهم عملوا جميعا ضمن صورة الفريق الواحد هناك في باريس حتى حققوا أحلامهم، ونحن أسياد آسيا ما زال لدينا الكثير لنقدمه.

** الأمير نواف بن فيصل صاحب رؤى ونظرة ثاقبة، فهو يعلم جيداً ان مستقبل شبابنا زاهر وباهر، لكنه أيضاً يعلم ان هذا المستقبل يحتاج إلى المزيد المزيد من العمل والمتابعة والدعم، وكثيراً ما صرح ان كرة القدم على أهميتها إلا أنها ليست المجال الوحيد لإبداع شبابنا، ولا يجب ان تأخذ هذا الحيز الاحتكاري، فكم من رياضي سعودي مبدع في غير كرة القدم، وحتى إبداعات شبابنا في غير الرياضة ككل، أليست هذه أيضا مسؤولية وأمانة كبيرة يتحملها سيدي صاحب السمو.

فمنذ منتصف العام الميلادي الماضي والرئاسة العامة في عمل وتخطيط مستمر، فحركة التغييرات التي أجراها سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، وأعلن عنها سابقا أتت بناءا على دراسات دقيقة تكفل بها فريق من المختصين بذلوا الجهود الكبيرة لوضعها كبرنامج قابل للتطبيق ويحقق الأهداف المنشودة.. حيث جاءت هذه الدراسة بناء على رغبة الأمير نواف بن فيصل بعملية إعادة تنظيم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بما يتواكب مع متطلبات، المرحلة الراهنة التي تؤكد وتفرض نفسها أن التعداد السكاني لدينا غالبيته من فئات الشباب، وان الوطن لا يبنى إلا بشبابه، ففيهم الحماس والاندفاع، ومن الكبار تأتي الحكمة.

** علينا جميعاً أن نقف صفاً واحد لدعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وعلى الإعلام أولا وبالدرجة الأولى ان يقوم بهذا الدور، لا تجعلوا شغفنا بكرة القدم ينسينا كم هناك من شاب سعودي مبدع في مجال آخر، لكنه لم يجد من يأخذ بيده ويرعاه، لا تنجرفوا وراء المبهرجات الإعلامية وأضواء الكاميرات وتغوصوا في بحر كرة القدم وهي كرة الجنون.

** اتقوا الله في أقلامكم واتقوا الله في شباب الوطن ورجالات الوطن، وتذكروا دائما ان الفشل لا يأتي إلا ان كان هناك عمل وسعي، وان الفشل بحد ذاته يمكن تسميته انه طريق تم تحديده على انه لا يؤدي الى النجاح، نعم لنسلط الضوء وننتقد نقدا ايجابيا، لنبحث ونعمل ونسخر طاقات الإعلام السعودي لخدمة الوطن كله، لكن لنعلم كيف نتوقف ومتى نتوقف، فكما قال الحكماء ليست كل حقيقة حقا، وليست كل حقيقة وجب كشفها، فمصالحنا العليا قد تلزم أحيانا ان نقف على صخرة الحكمة أكثر من وقوفنا على صخرة الحماس والاندفاع.

alharbit@gmail.com

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة