** يخطئ من يعتقد أن جميع القطاعات غير قادرة أو غير قابلة للتوطين، هناك قطاعات سعودتها ممكنة ولا تحتاج أكثر من قرار حازم يطبق على أرض الواقع، ومثال ذلك سعودة محلات بيع الجوالات، فهناك من الشباب السعودي من لديه الرغبة في العمل والاستثمار بهذه المحلات، ولا يمكن مقارنة قرار توطينها بقرار سعودة المقاولات مثلا، فهذه المحلات لا تحتاج لأكثر من معرفة ببعض أجهزة الجوال وهذا متوفر لكل الشباب فنحن من أكثر الدول معرفة وملاحقة لموضاته، ولدينا سوق كبيرة لقطاع أجهزة وإكسسوارات الجوال تتجاوز المليار ريال سنويا، فما المانع أن تكون لدينا «نغمة « سعودة حقيقية في هذا القطاع.

** قرار تطبيق السعودة لهذه المحلات والذي نفذ مؤخرا قرار صحيح وسيفتح فرص كثيرة للشباب، لاسيما وأن العمالة التي كانت تحتل هذه المحلات غير متخصصة وغير مؤهلة، إضافة إلى أن معظمها مخالف لنظام العمل ويعملون بغير المهن التي استقدموا لأجلها، بل إن هناك من العاملين من لا يحمل إقامة أصلا، أضف إلى ذلك التستر المنتشر في هذا القطاع.

** ومن غير المنطق أن يطالب البعض بمساواة السعودة في هذه المحلات بمثيلاتها في الذهب والمجوهرات، فالذهب سلعة تحتاج للخبرة والمعرفة وقيمتها عالية جدا، وبالتالي من الصعب المجازفة بتوظيف شاب بدون خبرة في مثل هذه المحلات دون وجود على الأقل خبير واحد متخصص ببيع وشراء الذهب.

** أعتقد لو أن وزارة العمل بدأت في سعودة قطاع التجزئة والخدمات لربما حققت نجاحا أكبر من تعميم السعودة بشكل عشوائي على جميع القطاعات، ولعل من المستغرب أن القطاعات الأكثر قابلية للسعودة هي التي تأخر قرار سعودتها أكثر من غيرها، ونتمنى أن لا يكون مصير توطين مراكز الاتصالات نفس مصير سعودة محلات الخضار الذي طبق في بدايته وانهار في منتصف الطريق حينما تراجع الدور الرقابي الحازم.