Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 09/02/2013 Issue 14744 14744 السبت 28 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

رحم الله العم الشيخ عبدالرحمن بن ناصر الخريف
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف

رجوع

يا غائباً في الثرى تبلى محاسنه

الله يوليك غفرانا وإحسانا

بينما كنت مغتبطا في صباح يوم الأحد 22-3-1434هـ مستعرضا عناوين بعض الصحف المحلية التي كثيرا ما تحمل في ثناياها بشائر الخير والغبطة لهذه البلاد، فإذا بهاتفي يرن حاملاً نبأ وفاة العم عميد الأسرة الشيخ الفاضل الزاهد عبدالرحمن بن ناصر الخريف (أبو عبدالله) فلم أملك في تلك اللحظة المحزنة جدا إلا الدعاء له - بواسع رحمته -، وتلاوة الآية الكريمة {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ولقد ولد وترعرع في أكناف مدينة حريملاء، وقد باكره اليتم برحيل والديه، وعند بلوغه السنة السابعة من عمره درس بإحدى الكتاب حتى ختم القرآن الكريم، وكان يحضر دروس أئمة المساجد ومشايخ البلد، مع مزاولته العمل في نخلهم المسمى (السعدوني) ليعتاش ويسد حاجته، هو وشقيقه عبدالعزيز الذي سبقه إلى مضاجع الراحلين بحوالي تسع سنوات، وقد حزن (أبو عبدالله) حزنا شديدا على رحيل شقيقه ولسان حاله يردد هذا البيت:

أُخيين كنا فرق الدهر بيننا

إلى الأمد الأقصى ومن يأمن الدهر..!

فكان عصامياً معتمداً على الله ثم على نفسه يعمل ويكدح في طلب المعيشة بعزة نفس منذ صغره، وكأنه قد استشعر قول الشاعر:

وإنما رجل الدنيا وواحدها

من لا يعول في الدنيا على أحد

بعد ذلك شمّر عن ساعديه فاتجه صوب الرياض فأخذ يعمل مؤبراً في كثير من نخيل أصحاب الفلاحة هناك، وفي بعض نخيل الأمراء الكرام، واستمر في تعديل القنوان وتركيبها على متون العسب حتى يتم استواء ثمرها، ثم يقوم بجذاذها وإنزالها من قممها بطريقة فنية خاصة، ويسمى الذي يزاول ويعتني بهذه المهنة الشريفة (شمّال النخيل) ومعظم الأسر - آنذاك - تتوارث هذه المهنة التي تدر على أصحابها الخير والبركة - رغم ما قد يحصل فيها من مشقة ومخاطر - فقد يسقط العامل من رأس النخلة فتكون نهايته أو إعاقته إلا ما شاء الله في سلامته، وبعد فترة من الزمن ترك هذه المهنة المحفوفة بالمخاطر حينما تقدم به العمر، فعمل عضوا بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض، وفي آخر أيام حياته أخلد للراحة وتفرغ للعبادة، وتلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، وكان منزله عامراً وملتقى لأسرته وجيرانه ومعارفه، وفي مواسم الأعياد والمناسبات الأخرى تجتمع أسرته وأبناءه وبناته وأطفالهم بمنزله في جو عائلي أبوي.

ولكن سرور الدنيا لا يدوم أبدا ولابد أن يعقبه كدر:

طبعت على كدر وأنت تريدها

صفوا من الأقذاء والأكدار..!

فأبو عبدالله يتصف بالكرم ورحابة الصدر والتسامح، وحسن التعامل مع من يعرف ومن لا يعرفه، كما أنه بارٌ بشقيقه الوحيد عبدالعزيز منذ رحيل والديهما ليخفف عنه وطأة اليتم والحزن حيث احتضنه وأخذه معه ليزاول بعض الأعمال الخفيفة لتساعده على كسب الرزق ولقمة العيش بدون الحاجة إلى الآخرين حتى كبر واشتد ساعده على تحمل المسؤولية، وقبل وفاة أخيه عبدالعزيز اعتنى به عناية فائقة في منزله حيث لم يرزق بذرية. فعمله مع أخيه بر وصلة رحم - تغمدهما الله بواسع رحمته- وقد وهبه الله زوجة صالحة قامت بخدمته ورعايته خير قيام، حيث رزقهم الله ذرية صالحة من بنين وبنات بررة أكبرهم ابنه عبدالله ثم محمد وكانا ملاصقين لوالدهما في خدمته ليلا ونهارا رغم المشاغل التجارية، وهذا شيء لا يستغرب من الأبناء البررة (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم).

ولئن بات - أبو عبدالله- تحت طيات الثرى وتوارى عن نواظر أسرته ومحبيه فإن ذكره الحسن باقٍ في نفوسهم مدى العمر، - تغمده المولى بواسع رحمته - وألهم ذويه وأبناءه وبناته وعقيلته - أم عبدالله- وجميع محبيه الصبر والسلوان.

- فاكس 015260802 حريملاء 24-3-1434هـ

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة