Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 10/02/2013 Issue 14745 14745 الأحد 29 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

* تناولت في مقالي ليوم الأحد الفارط هنا فيما تناولت؛ مسألة (الصندوق السيادي) للدولة؛ الذي هو أمل ينتظر ظهوره كافة أبناء هذا البلد الكريم في المملكة العربية السعودية، ورجوت نوابنا من (الشوريين والشوريات) في مجلس الشورى، بحث ودراسة الفكرة، وتقديم المقترح ...

للقيادة العليا، التي هي حريصة كل الحرص على أمن واستقرار ومستقبل مواطنيها، خاصة وبلادنا -حماها الله ورعاها- تتوفر على فائض نقدي هذا العام يصل إلى (700 مليار دولار)، وهو رقم كبير وجيد، يؤهل لتأسيس هذا الصندوق المؤمل، من أجل تدويره واستثماره، وتحصيل عائدات سوف تكون عالية جداً، وفيها بعون الله وحسن إدارة دولتنا الفتية، أمان من فقر.. بل عيش رغيد لا يرتهن لتقلبات أسعار النفط، ولا لنضوبه في المستقبل، وهذا وذاك أمران واردان لا محالة.

* صحيح أننا نحيا حياة رغيدة والحمد لله، ونعيش في يوم أبيض، فلم نعرف بعد اليوم الأسود، ولكن لا اليوم الأبيض باق إلى الأبد، ولا اليوم الأسود ببعيد عنا إلى الأبد؛ حتى نغفل عن اتخاذ الأسباب الناجعة لتوقي مخاطره الاقتصادية، فكما يقول المثل: (القرش الأبيض لليوم الأسود)، وقرشنا الأبيض اليوم، هو في هذا الفائض الكبير الذي يؤسس لقاعدة ريعية مستقبلية؛ تعطينا -بعد الله- الأمان من غوائل الدهر، وتدرأ عنا خطر نضوب النفط، وانخفاض أسعاره، واستهلاكنا المتصاعد منه.

* هناك تقارير اقتصادية خطيرة تنشر بين حين وآخر، يجب أن نوليها مزيد العناية والاهتمام، ومنها ما صدر عن صندوق النقد الدولي الذي قال: (ينبغي لأغلب دول الخليج العربية المصدرة للنفط، التخطيط لخفض نمو الإنفاق الحكومي لدعم استقرار ميزانياتها؛ إذ إن الفائض المجمع الذي تحققه؛ يمكن أن يتحول إلى عجز في حوالي 2017م).

* وأضاف: (في حين أن السياسات المالية التوسعية، تساعد المنطقة في التغلب على آثار الأزمة المالية العالمية؛ نظرًا لسلامة التوسع الاقتصادي حاليًا، إلا أن الحاجة لمواصلة التحفيز المالي تتقلص؛ لذلك ينبغي لأغلب دول مجلس التعاون الخليجي؛ التخطيط لتقليص معدل نمو الإنفاق الحكومي في الفترة القادمة).

* ثم يقول: (في عام 2011م، قفز الإنفاق الحكومي الإجمالي في دول المجلس الست - السعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين - بنحو 20 في المئة، بأسعار مقوَّمة بالدولار، وعلاوة على الزيادة المستمرة في الإنفاق الحكومي، فإنه من المتوقع في ظل السياسات الحالية، أن تنخفض الفوائض المالية والخارجية في 2013م وما بعده، وأن يتحول الفائض المالي المجمع إلى عجز في حوالي 2017م).

* ثم يشير التقرير إلى أن: (أي تدهور سريع للاقتصاد العالمي؛ يمكن أن يحدث تطورات مشابهة لما شهدته المنطقة في 2009م، بما في ذلك الانخفاض الحاد في أسعار النفط، وتعثر تدفقات رأس المال).

* ونلمح في ثنايا تقرير صندوق النقد الدولي؛ صورة سوداء، تبعث على التشاؤم.. بل الخوف مما هو قادم، هذا.. إذا لم نسارع إلى الحيطة والحذر، واتخاذ التدابير التي من أهمها تأسيس (الصندوق السيادي)، الذي يبدد عنا وعن أجيالنا غيوم وسواد اليوم الذي لا نتمنى أن نشهده ونحياه أبداً بمشيئة الله عزَّ وجلَّ، وبهمة قيادتنا المظفرة، وحسن إدارتها لهذه الفوائض المالية الكبيرة.. تقول هذه الصورة السوداوية: (ستدخل اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي إجمالا في عجز بحلول 2014م، وستواجه جميع الاقتصادات عجزًا ماليًا بحلول 2017م. وكانت تقديرات للصندوق أشارت فيما سبق، إلى أن البحرين وعمان ستتصدران القائمة بعجز في الميزانية، نسبته «16%» من الناتج المحلي الإجمالي، وستسجل السعودية عجزًا في خانة العشرات أيضًا).

* التقرير إياه؛ لا يغفل أن دولاً خليجية عربية لم يسمها، استغلت العائدات النفطية الاستثنائية، لتعزيز أصولها الخارجية، وهو ما سيسمح لها بمواصلة الإنفاق حتى في حالة وجود عجز بالميزانية، وكأنه يعني بذلك دولة الكويت، ثم قطر والإمارات اللتان لحقتا بها فيما بعد.

* من المهم جداً أن ندرك؛ أن دوام الحال من المحال، وأن أمامنا فرصة ذهبية لا تعوض بأي حال من الأحوال، وأنه بمقدورنا اليوم، أن نشكل المستقبل الآمن الذي نريد، بما نتوافر عليه من فوائض نقدية كبيرة.

H.salmi@al-jazirah.com.sa
alsalmih@ymail.com

ماذا أعدَدْنا للمستقبل..؟!
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة