Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 10/02/2013 Issue 14745 14745 الأحد 29 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

أكتب من الظهران

أضع أناملي على مفاتيح جهاز الكمبيوتر استعدادا للكتابة.. ثم عبر النافذة تستوقفني مجريات الفضاء المفتوح , وتتقاطع أفكاري مع متعة مراقبة حركات الطيور المهاجرة وهي تتوقف عند اخضرار العشب لترتوي أو تتزود القوت في خارطة طريقها الطويل.

أعرف أنها تعبرأجواء أوطان بشرية عدة تحليقا وسفراً مضنياً من صقيع أوطانها الشمالية في أوروبا إلى دفء نصف الكرة الجنوبي. وستتجه عائدة إليها صيفا وتعبر أجواءنا من جديد.

هي تفعل ذلك مدفوعة ومبرمجة بعفوية فطرية.أما الإنسان فهجراته تأتي بناء على تفكير منطقي وقرار يتخذه بنفسه, تطلعا إلى موقع أفضل, أو يدفع إلى اتخاذه لظروف خارجية ضاغطة.

تتداعى أفكاري؛

أفكر في طيورنا الغالية المهاجرة :تصاعد أعداد شبابنا المؤهلين الذين تجتذبهم أحلام العمل والنجاح وفرص الرزق إلى خيار البحث في مدن أخرى قريبة وبعيدة. أفكر في معايشتهم الغربة والبعد عن الأهل والشوق والحنين والقرارات الصعبة. أفكر في شبابنا من الجنسين يمتصهم اليأس من الحصول على وظيفة مرضية في احتشاد الوافدين. أفكر في الشابات اللاتي يعانين رحلة الوصول إلى مقار أعمالهن في مدارس نائية وصعوبة تأمين المواصلات السليمة. أتذكر شباب العائلة وآلاف غيرهم من الجنسين الذين تركوا الوطن إلى دول الخليج.. والآخرين الذين استقروا في أرامكو مبتعدين عن مساقط رؤوسهم في جبال الغربية والجنوب ونجاد الشمال والوسطى. كم لي من الأحباب هنا في الظهران جاءوا ليس فقط من مدن الشرقية الأخرى, بل من الطائف ومكة والمدينة والرياض والقصيم والباحة وغامد ونجران!!

و كم لنا من المعارف من مواطني بلاد الله الأخرى شرقا وغربا! تعودنا على سحنهم الخاصة.. وتعودوا على مشتركاتنا واختلافاتنا معتقدا وممارسات مجتمعية.

تناقصت أعدادهم اليوم مقارنة بما كان في أيامي الأولى بالظهران حين كان المواطنون نسبة قليلة والمواطنات ندرة.

لي مع الظهران علاقة حب؛ مثل حب ابنة تحمل شهادة تأهيل عالية ولا تنسى واجبها بالبر بأمها وتفهم مواقفها وتغيراتها.

حوار حضاري
الطيور المهاجرة
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة