Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 10/02/2013 Issue 14745 14745 الأحد 29 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

من عوامل نجاح أهداف العمل أن يكون هناك تكيُّف, وتكاتف بين أعضاء فريقه..

مثل هذه الحقيقة تتردّد في كل يوم، يقولها المدرّبون، والرؤساء, والمخطِّطون، والمنفِّذون في أعمالهم وبيئات يتشاركون فيها جزئيات العمل..

ومع أنها حقيقة بدهية .., لكن الذي يتصدّى لها هو المرء ذاته، حين تعلو فيه الذاتية، ويتحلّق حول نفسه.. فلا يرى إلاّ من ثقب عينها هذه النفس..!

فالنفس إنْ لم تدرِّبها على القناعة بشراكة الأعضاء في فريق عملك.., وإنْ لم تعوِّدها على أنّ لهم من الحق والدور ما هو لك.. وإنْ كان الدور صغيراً لكنه غير هامشي، يبتدئ، وينتهي بمن يرتب مكان عملك، ولمن ينظفه، ولمن يساعدك فيه، ولمن يهيئ لك أدواته، بما فيها كوب الشاي.., والقهوة، ومتابعة اتصالاتك، وأداء مواصلاتك..! فكيف بمن هو صنو لك في أدوار العمل..؟

النجاح ليس فقط لك ..

إنه لفريقك..

إنه ثمرة عقل يعي لصاحبه حدوده..

ورضاء نفس تحب لغيرها أن يتمتع بحقوقه..

وهبات روح لا تأبى الآخرين أبداً..

فلست وحدك العارف, ولا عقلك وحده المفكِّر، ولا قدرتك وحدها الفاعلة، ولا دورك دون غيرك المنتج..!

النجاح في العمل، هو نتاج المشاركين فيه، المنتمين لبيئته، الفاعلين في مداراته، القائمين على جزيئاته..

أما ما يخص المرء الفرد، فكل ما هو عائد منه إليه، فإنه يتعلّق بعمل قلبه، وفكره, وحسِّه..

ما هو فيه لله فهو لله وحده.., وما منه للنفس فهو للنفس بكل مؤناته، ومنوطاته...!

أما ما هو منه للجماعة, وللمجتمع، وللوطن، وللأمة, فإنها أعمال لا يتحقق لها النجاح الموصول, والإنجاز المقصود، والنتائج المهدَفة عالية الإتقان، مثمرة الحصاد، إلاّ بالتكاتف، والتآزر بين أفراد الفريق.., إذ لا يتم بلوغها إلاّ بنبذ الأحقاد، والإيمان المطلق بحقِّ, وحدِّ الآخر، .. والعمل بإيمان مطلق بحدود الواجب عند الدور المحدّد.., وما زاد من إضافات تكون وحدها محور تميُّز الفرد الواحد في الفريق، وإلاّ فإنّ النُّبلاء يجيرون في مجموعة العمل, وفريقه أيَّ وكلَّ نجاح للجميع..

صغر فريق العمل المنبثق من الدائرة الكبرى للمؤسسات، أو كثر أفرادها في مجمل فريقها الأكبر, في كل أقسام تدب قدما إنسان فوق مواقعها..!

تلك الأثرة التي نتوق لوجودها بين كل العاملين في المؤسسات المختلفة في المجتمع..

ذلك لأنّ المثالية ليست حلماً، كما أعتقد وأرى..

إنها خلق.., وإنها دُربة.., وإنها فعل...، وإنها جهاد في أمراض النفس...,

إنها قبول بالآخر، ورضاء للتكاتف به.., وللتكيف الدومي معه.

وإنها مباركة لجهوده.. ونجاحه..

المثالية ليست صعبة.. لكنها جهاد في النفس..!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

لما هو آت
إنها ليست حلماً..!!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة