Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 10/02/2013 Issue 14745 14745 الأحد 29 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

مدارات شعبية

في ليلة الوفاء قالها الأوفياء
(كلنا أحمد)

رجوع

كتب - سليمان الفايز:

أعترف بأنني منذ زمن ليس بالقصير انتهت علاقتي بالكتابة لانتهاء محرضاتها في نفسي أو على أقل تقدير لتغيّر ما حولي بحكم ما يحدث من تسارع على مستوى كليات وتفاصيل الحياة.. وبانتهاء تلك المحرضات وبعيداً عن الصحافة الورقية التي كانت في فترة ماضية هي اللذيذ الوحيد الذي نتساقاه مع زملائنا الشعراء والكتاب.. ولما انفتحت بفعل الوثبات والقفزات الكبيرة في عالم التواصل والاتصال.. وتعدد واتساع الوسائل أصبحت الملاحقة متعذرة.. وربما أنا واحد من الذين أصابهم الاسترخاء لصعوبة الملاحقة ولاتساع الدائرة ولتشعب الاهتمامات.

ليلة واحدة فقط حرّضتني وأعادتني لعقد من سنوات ورممت لي ما افتقدته من خلال فترة الابتعاد والاسترخاء عبر ما شاهدته من نماذج شعرية لمجموعة من الشباب في تلك الليلة التي فردت يديها محتضنة شاعراً مخضرماً غاب ليس كغيابي.. غاب لأكثر من خمس سنوات بعد أن اعتصرته ظروف قاسيات أثرت فيه وحزت حتى بلغت العظم.. وهو الطويل الشامخ يقف مقاوماً كقصيدته الجبل أو كالجبل ذاته بالدعاء والتضرع وسح الدموع في عزلة مع رب الناس ورب الفلق يلين تارة وتخر قواه وهو يضع (عمود الأسرة) ويودعه في دموع غاليات إلى المثوى الآخر ثم بعده بأيام قليلات يودع (حلوة اللبن) فيستوحش البيت وتضيق جنباته وتطوى سجادتا صلاة..

وينسى الليل من ذات المكان عطر المناجاة والدعوات السابحات.. وأحمد الشاعر الرقيق تستفزه الذكريات فهو الابن الوحيد وعلى عاتقه وكتفه تئن البنات.. ويزداد المرض برفيقة الدرب.. يا رب رحماك بأبناء صغار يا رب رحماك يا رب رحماك. غاب أحمد فلم يعد يرد على الاتصالات ولم نستطع أن نصل إليه عبر الزيارات.. اختفى أحمد! الكل يسأل وليس ثمة إجابة.. سنوات مرت وتمر. فرحت كثيراً حين رأيته في مواقع التواصل الاجتماعي وصار بينه وبين محبيه تواصل عبر تلك المواقع.. أحمد لذيذ في كل حالاته كان ينشر الجمال ويعيشه في داخله ويبثه لمن حوله.. ويبث القيم كما كان في رباعياته الشعرية الاجتماعية.. وهو الشاعر الذي ترك في هذا المضمار الكثير والجميل.. عاد أحمد للركض في الفيس بوك وللتغريد في التويتر.. وهو الذي سبق كل المغردين من سنوات حين قال: غرد على كل الغصون واقطف بقايا السنبلة خل الفرح يجلس معك بس انتبه تجلس معه!

عاد أحمد في ليلة جمعت الأحبة القريبين بدعوة من الشاعر القدير محمد المويعزي وعاد لكل أحبابه الغالين عاد لنفسه قبل أن يعود إلينا.. عادت روح أحمد تتلألأ تاركة خلفها: ليالي نازفة تبكي على أيام بدون شموس وتنعي صيغة استفهام توارت خلف سبورة عاد أحمد والعود أحمد.. وما زال القلب يقلب في الذكريات.. ويرقص احتفاءً بك أيها الطويل. وكان للشعر حضوره البهي من عدد من الشعراء ومنه هذا النص الجميل للشاعر إبراهيم السمحان بعنوان (زعفران الروح) كإهداء واحتفاء بالشاعر أحمد الناصر الأحمد:

اليوم يا قلب الوله للقا غن

خل اغنياتك ترتدي ثوب ثاني

ارقص بكل اعضاك واهتف وهيجن

واطو الشراع اليوم يوم المواني

هناك تلقى منبع الذوق والفن

تلقى القصيد اشكالها والمعاني

احمد رفيق الدرب فضل بلا من

يبعد ولكنه من الروح داني

حبيب قلبي ذيك الايام هن هن

عجزت تغيرهن عوادي زماني

يا زعفران الروح يا هيل يابن

دارت فناجيلك وصحصح لساني

وين انت ابوعادل ذلول الرجا حن

لفياض ودك والحنين احتواني

يا قاهر الميلات يا ضاحك السن

يا دافنٍ جرحك برمل المحاني

تصبر وترضى بالقدر.. تحسن الظن

ومن قابلك ما يحسب انك تعاني

لو الرياح بكل الاشجار هاجن

وقفت عالي راس ثابت جناني

واسلم لاخوك, وليتك تقول شل عن

بعض الهموم, وترقد الليل هاني

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة