Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 10/02/2013 Issue 14745 14745 الأحد 29 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

مدارات شعبية

لا بد أن ثمة من الأسباب الجوهرية والقوية جداً ما يجعل المادة الإبداعية أكثر تداولاً بين الناس وبالتالي أطول عمراً زمنياً.. أهم تلك الأسباب (الجودة) بكل تأكيد، وإلاّ كيف عمّرت أعمال (بيتهوفن) مثلاً على صعيد الإبداع الموسيقي، وكذا (بيكاسو) حينما يأتي الحديث عن فن الرسم عبر كل تلك العصور والأزمنة.. إلى أن تحولت فيما بعد إلى كنوز؟!.

هذا الكلام ينسحب تماماً على العديد من المجالات الأخرى كالأدب الشعبي في الجزيرة العربية والخليج التي تعتبر موطناً أصلياً لهذا النوع من الآداب ذات التأثير القوي في حياة الناس.

فعلى الرغم من قساوة الحياة، ومحدودية الإمكانيات خلال العصورالتي سبقت عصرنا الحاضر.. إلاّ أن الكثير من الأعمال الإبداعية ظلت محافظة على كينونتها وقيمتها العالية رغم تعاقب الأزمنة، ورغم اختلاف الأمزجة، ولست هنا في وارد الاستدلال بأي من رموز هذا الفن السابقين خشية الوقوع في مغبة اختلاف الأذواق والقناعات.. ثم لكثرة أولئك الرموز مما قد يؤدي بالتالي إلى صعوبة التفضيل.. ويبقى الوثوق في فطنة المتذوق هو الفيصل في هذا الأمر.

وعندما نتساءل لماذا عمّرت تلك الأعمال واكتسبت ما يشبه الخلود، وظلت تفرض وجودها كنماذج للإبداع.. يكون الجواب بـ: لأنها فائقة الجودة، هذا أولاً.. وثانياً لأن أدعياء الإبداع والدخلاء عليه كانوا قِلّة، وكانوا أكثر احتراماً لذواتهم، لذلك عندما يشعر الواحد منهم بأنه في واد والإبداع في واد آخر، ينسحب بهدوء ويترك المجال للأجدر.. بعكس اليوم تماماً.

فالإمكانيات الهائلة متاحة اليوم بشكل خيالي، ووسائل النقل والنشر متوافرة بدرجة خرافية.. مما أدى إلى غزارة في الإنتاج، اختلط معه الحابل بالنابل، والغث بالسمين، وتكاثرت أعداد الأدعياء والدخلاء.. فكان أن تمخض الوضع عن ابتكار سوق رائجة لبيع وشراء الشعر، و(المشاعر) مع شديد الأسف، حتى الأعمال الجيدة أضحت لا تعمّر كثيراً نتيجة الزحمة، وافتقاد الهوية ؟!!.

ترنيمة-

عساك ياجرحي اللي بالحشى آكنّه

يجيك يومٍ تطيب ولا حدٍ يدري

خايف من احسان ناسٍ تِلحقه مِنّه

ولاّ يخيب الرجا وآطيح من بدري

fm3456@hotmail.com

نافذة شاعر
الإبداع بين الماضي والحاضر ؟!
محمد الشهري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة