Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 11/02/2013 Issue 14746 14746 الأثنين 01 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الغزو الإعلامي:

كُتِبَ وقِيلَ الكَثيرُ عن ظَاهِرة “الغَزْو الثَّقافي” عَبْر الأقمْار الصَّنَاعية وما في حكمها، وكلّ يَومٍ وليْلَة، نَسْمعُ أوْ نَقْرأُ (مَلحْمةً) جَديدة حَوْل الموْضُوع، بعْضُ هَذه الملاَحِم يَقْطرُ قُنُوطاً يُسَيَّرهُ شَيْءٌ من هَلَعٍ.. وشَيْءٌ من قُصُور في الرُّؤْية وفي المعْلوُمات.

* * *

أقولُ لأولئك وهؤلاء لا تقْنَطوُا ولا تخَافوُا من ظَاهِرة الاخْتِراقِ الثَّقَافيّ لبيُوتنا قبل أذْهَانِنا، فلديْنا عَقيدةٌ سَوَّية إنْ الْتَزْمنَا بعُرْوَتِها الوُثْقى التَزَامَاً عَقْلانّياً مُنَزَّهَاً من الغُلوَّ والبدْعَة والخُرافَة، فَلنْ ينَالَنَا شَيْءٌ بإذن الله.

* * *

والِمهُمّ قبل ذلك وبعده، أنْ نُوجِدَ لأَنفُسِنَا (البَديلَ السَوّيَ) لمَا هُو ضَارّ فيه، وأنْ نَسْتفيد بمَا هُو نَافِعُ منْه، وأنْ نجْتهِدَ مَا اسْتَطعْنَا بَحْثاً عن الحِكْمة فيَما نقُولُ أو نَفْعَلُ، لأنَّ الحكمةَ ضَالّةُ المُؤْمن العَاقِل، ودينُنَا الحنيفُ.. بيتُ الحكْمة ومعْقُلهَا!

* * *

أخيراً: أقول إن الغَزْوَ أو الاختراق الإعلاميّ، سَمُّوه مَا شِئْتمُ - شَرُّ إن كان يحضُّ على الشَّر.. وخيرٌ إنْ كانَ خِلافَ ذلك.. وليسَ من الحكْمةِ - في تَقْديري المتَواضِع- رفضُه كلّه، أو قبُوُله كلّه، فهَذه أحَادّيةٌ يُنْكرُها كل ذَي لبّ حصيف، و(الحل)، إن كان لا بُدَّ من حل، أنْ نحُكّمَ العَقْلَ انْطلاَقاً من معَادَلة النَّفْع وضِدَّه! الهُروبُ منه ليسَ حَلاًّ.. لكن، الاجْتهاد بحثاً عن البَديل الأفْضَل هو الصَّراطُ القَوِيمُ!

* * *

العملية التربوية:

التَّربيَة رافِدٌ من رَوَافد تشْكِيل الذَّات الإنسانية، به تنْمُو ومن خلاَله تسْمُو إلى مَا ترُيد، والتَّربيَة عَمليّة (تَحْويليّة) تُصَاغُ بواسِطتِها قُدُراتُ المرْءُ طمَعاً فيما هو أفْضَل، كيَاناً وأداءً!

* * *

كَمْ أتَمنّى أنْ نَسْمُو بمفاهيمنا وآلياتنا للعَمليّة التَّربويّة، فلاَ نتَصَوّرها (حَقْناً) للمَعلومُات دَاخِل (أنَابيبَ) بشَريَّة.. تفْقدُ (صَلاَحيَّتهَا)، بعْد حِين لعدة أسباب من بينها أن المعْرفةَ لا تبْقى عَلى حَال واحد، بل تَتَغيّرُ تأَثُّراً باجْتهَاداتِ العقْل واكتشَافَاته.

* * *

قول في الرشوة:

سُئِلتُ مرةً عَن الرَّشْوة مَا قَوْلُكَ فيهَا، فقُلتُ: هيَ شَرَّ كُلُّه.. لا خَيَر فيه، وإنْ تَعَدّدتِ الأسْبَابُ وتَبَايَنْتِ الغَاياتُ! أوَّلهُا فتْنةٌ مِعَ النَّاس، وأوْسَطُهَا شَقَاءٌ مع النَّفْس، وآخِرُهَا وأخطرها سَخَطُ ربَّ العالمين!

* * *

من أنت؟

سألني سائلٌ ذات مرَّة: من أنت؟ فقلت ما أصعب هذا السؤال، وما أشقاني به! ماذا أقول عن نفسي تعريفاً، بعد رحلة ستة عقود من العمر، سوى أنني نبتة إنسانية نشأت وأمضت شطراً من العمر في رحم المعاناة، قبل أن تخرج إلى العالم، تبحث عن (أناها) المؤمنة بربها وبما قدّر لها، والراضية بما آلت إليه.

* * *

هل يصدّق السائلُ الكريم أنني رغم أطياف الأماني والإنجازات ما برحت أبحث عن هذه (الأنا) في بيادر الزمان والمكان والحدث؟! وسأظل رغم كل شيء، أحمد الله من قبل ومن بعد، راضياً ومسلّماً بما قسم لي وما ألت إليه! لأن ذاك ما قدره لي رب العالمين.

ثم ختمت ردي بما يلي:

أتمنى أن أسلك درباً من الحياة يقيني مذلة الحاجة، ومهانة النفس وإشفاق الآخرين. تلك هي (الأنا) التي كنت وما برحت أحلم بها حتى ألقى ربّي!

الرئة الثالثة
الغزو الإعلامي وهواجس أخرى!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة