Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 11/02/2013 Issue 14746 14746 الأثنين 01 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أصبح التسول مهنة يديرها متعهدون محترفون تدر عليهم أرباحاً طائلة من غير خسارة ويستخدم متعهدو شبكات التسول مجاميع مختارة من النساء وكبار السن والأطفال، خصوصاً المعاقين منهم لاستمالة عطف الآخرين، ووصل حد التنافس بين أولئك المتعهدين إلى إجراء مزايدة بينهم للفوز بالأماكن السكانية المزدحمة..

.. أو عند تقاطع الإشارات الضوئية أو بالقرب من المراكز التجارية أو دور العبادة أو المستشفيات وحتى حفلات الأعراس والمناسبات، إن متعهدي التسول في أغلب حالاتهم يعتمدون على التحايل والتظاهر بالفاقة والحاجة بصور وأشكال ومظاهر درامية شتى، إن الرغبة المادية المبنية على الطمع والنهم والجشع هي المحرك الأساسي عندهم وهي التي تدفع بهم إلى الحركة داخل الناس وبينهم بحثا عن هذه الغاية بأي صورة وشكل ولون، إن متعهدي التسول لديهم أعمال قصدية واعية ذات حرفية مهنية دقيقة، ولهم ذهنيات وأفكار متعددة وأساليب تأثير قوية وسلوكيات تمثيلية شاملة غاية في الدقة والأداء، إنني لا أشك مطلقا بأن وراء التسول عصابات كبيرة وخطيرة ومنظمات متشعبة لها خططها وإستراتيجياتها وأهدافها وتطلعاتها وموظفوها وإداريوها وأمناء صناديقها ومحاسبوها، لهم سياسة واحدة هي سياسة التكسب من خلال التسول والشحذة لتحقيق أكبر قدر من الأرباح والمدخرات والعوائد المادية البحتة، يعملون بعيدا عن معاني الرحمة والشفقة والإنسانية، إن لهؤلاء المتعهدين والعصابات لغة صوتية خاصة، وحركات خاصة، وشفرات خاصة، تكفل لهم الحفاظ على طقوسهم وعاداتهم خلف جدار سميك من السرية والتكتم تكفل لهم استمرارية أعمالهم التسولية لأمد طويل وزمن مديد، إن عملية التسول مهنة من لا مهنة له، وهي مهنة عديمة الجدوى، وعمل مثقوب غير نزيه، وغير محترم، ولا يخضع للمعايير الآدمية، والتسول مظهر اجتماعي كسيح وغير مرموق، وممارسة بائسة، وتبديد للقدرات والعقل، ونافذة للهواء المؤكسد، والتسول عملية انكسار هيبة وقامة وظل، وغلق لموارد الحلم والتطلع، وضعف باهظ، وخطوات مبعثرة، إن المتسولين ومن ورائهم المتعهدون المحترفون لهم نزوات وتصرفات وأعمال ماكرة وأدبيات عفنة، يملكون خاصية السرد والتأويل بشكل فائق، يعيشون مثل نبات الفطر حول الخرائب والأنقاض، لا هم سنابل قمح ولا موسم حصاد ولا غيمة عطاء ولا حقل بهي، بقية البياض عندهم تلاشى، وتحول إلى سواد معتم حالك، لديهم طابع يغلب عليه الالتباس والغموض، ولهذا يجب أن يتنامى الوعي لدينا تجاه هؤلاء المزيفين الذين استباحوا الأمكنة والساحات والشوارع دون خجل ولا حياء ولا رادع، وأن لا نجعل العاطفة الجياشة تغرقهم بدفء العطاء حتى لا يتمادوا، وأن نعلم علم اليقين بأن وراء هؤلاء المتسولين على مختلف هيئاتهم وأشكالهم وألوانهم، عصابات منظمة ومجموعات تدير شؤونهم وحياهم اليومية بشكل منظم ومرتب بعيدا عن العين المجردة والرقيب، إن مع الوعي المجتمعي، على الجهات المعنية وضع حد لهذه الظاهرة اللا حضارية والمزعجة بشكل فوري من غير انتظار ولا تأن ولا تسويف.

ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready @

احذروا .. التسول مهنة يديرها متعهدون محترفون!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة