Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 11/02/2013 Issue 14746 14746 الأثنين 01 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

من أخطر ما نواجهه في العصر الحديث هو ندرة مياه الشرب وشحها، وهذا أمر لا لبس فيه، فقد عُنيت الكثير من الدراسات والأبحاث بقضية ندرة الماء وتوقعات الجفاف وتواريه عن الكثير من الأراضي والسدود، ومع ذلك فإنك تستشعر في الأمر تهويلاً ما في أمر التعاطي مع هذه المسألة لأسباب ربما فيها من التكهن والتوقع الشيء الكثير، فالأجدى أن لا نهول في الأمر، فالله سبحانه وتعالى متكفل في الأمور ظاهرها وباطنها بما فيه الماء.

وطرقاً للأسباب لا بد لنا أن نبحث عن مزيد من مصادر مياه الشرب (غير الجوفية) من خلال تكثيف وإنشاء محطات تحلية مياه البحر، فالطفرة الصناعية والتطور التقني خلقت فرصاً مذهلة للقضاء على العجز في المياه العذبة، إضافة إلى توفير الطاقة الكهربائية من خلال محطات التحلية.

إلا أن ما يلاحظ على مشاريع التحلية القائمة أنها لا تزال محدودة، وتذهب أمور تطويرها إلى أبعاد نظرية رغم أن مشاريع التحلية باتت ميسرة وسهلة في ظل وجود نظام الطاقة المتجدد على نحو النظام النووي السلمي الذي يعد فتحاً علمياً مدهشاً في مجال تحلية المياه، حتى أنك تستطيع تحلية كميات هائلة من مياه البحر بلحظات دون حاجة إلى طاقة كهربائية، ودون هدر للثروة النفطية، فالأمر علمياً لا يعدو كونه صعقاً نووياً محدوداً وآمناً للماء يرفع درجة حرارته، ليتبخر ومن ثم يرتفع هذا البخار ليتم تكثيفه متحولاً إلى ماء عذب ونقي، فيما تترسب الملوحة في قعر هذه الصهاريج، وقد ثبتت نجاعة هذه الوسائل عملياً، إلا أنه لم يؤخذ بها لدينا حتى الآن.

- فالهواجس الحالية باتت للأسف تطارد التجارة والتربح في شركات تقليدية تقوم بعضها بمزاعم تنقية الماء وبيعه وهو للأسف غير نقي، بل يُعبث فيه، وكثيراً ما فتحت ملفات التجاوزات الفنية وغياب معاير الجودة والنوعية لهذه المؤسسات والمعامل التي يكون أكثرها وهمياً، وفي أماكن ملوثة، ويقال عنها للأسف: أنها مياه عذبة.. وما يعزز الذهاب للفرضية المادية هو ما تسعى إليه بعض الجهات من أجل الدفع بفرضيات استيراد الماء وبيعه، وهذا في اليقين هاجس مفزع، لا يبتعد كثيراً عن جو الإشاعات والبحث عن سبل إقناع جديدة من أجل السعي إلى المتاجرة بهذا العنصر المهم في حياتنا؟!

- نذكر على سبيل المثال أمراً قريباً من هذا وهو شحناء وصراع شركات الألبان والمستهلكين، أو فيما بينهم.. فمنذ أعوام وإلى يومنا هذا يظل هنا من يروج لفكرة إيقاف إنتاج مشتقات الحليب والاستعاضة عنه بمستورد، وهناك من ظل يقول وبدعاء: أن لتر حليب يكلف لترين ونصف ماء، بل يزعم أن الزراعة وتربية الماشية يجب أن تتوقف، وأن يكف الناس من استخراج الماء من الآبار!!

ويعني في نهاية التوصية، وهو ما يريد أن يصل إليه هو التأكيد خطلاً على أهمية استيراد الحليب والألبان واللحوم والخضار والفاكهة والحبوب، بل وصلت فيه الجرأة أن يزعم إمكانية أن نستورد الماء، في وقت باتت الدراسات تؤكد على أن تحلية المياه المالحة باتت أبسط مما يتوقعه البعض، إلا أن هناك من يعترض سبيل هذه المشاريع لغاية أو حاجة في نفس يعقوب - كما يُقال!!

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
أبالماء تجارة؟!
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة