Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 11/02/2013 Issue 14746 14746 الأثنين 01 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الأزهر، هذا الكيان الشامخ ومنارة أهل السنة والجماعة في طول العالم الإسلامي وعرضه على مدى أكثر من ألف عام، هل يظن من أعيته الحيلة وأعمته الأحقاد أنه سيكون معبرا سهلا وبوابة مشرعة له لاختراقه واستخدامه لأغراضه التخريبية وأطماعه الشعبوية.

لقد كانت وقفة شيخ الأزهر الطيب في وجه أحمدي نجاد وتحذيره له من محاولات نشر التشيع في الدول الإسلامية، كانت وقفة تاقت لها نفوس المسلمين مما وجدوا من الغيظ والحنق لهذا الاستخدام المفضوح للطائفية لخدمة مصالح فارسية على حساب وحدة وتنمية واستقرار المسلمين في المنطقة والعالم. شجاعة لا تستغرب على هذا الكيان الذي أنجب علماء أفذاذا وكان ومازال منارة علم وفقه وتصد لكل من يحاول النيل من هذا الدين وكتاب الله الكريم ونبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام عليهم رضوان الله. ولم تقف صدمة الرئيس الإيراني عند هذا الحد بل إن الشيخ أحمد الطيب طالبه بوقف التدخل في شئون دول الخليج خصوصا البحرين، وفي هذا تأكيد للامتداد الطبيعي وصلات القربى ووحدة العقيدة بين مصر والخليج وباقي الدول العربية والإسلامية، عدا عن تأكيد أن الأزهر الشريف ليس كيانا علمياً محضاً لا صلة له بمحيطه المحلي والإسلامي وما يجري له من تقدم أو تأخر ومكاسب وخسائر، بل هو شعلة حضارية وتاريخية عريقة، وكيان يلجأ إليه المسلمون في مصر والعالم الإسلامي، وما الدعوة إلى التهدئة والحوار بين التيارات السياسية في مصر مؤخرا والتي أطلقها الأزهر وموقفه الوسطي إلا أحد الشواهد على ذلك. إن مصر درع العرب وكنانتهم، استقرارها استقرار لهم، وقوتها قوة لهم، هي مأوى فكرهم وثقافتهم وآدابهم وفنونهم، وما يجري لها يقلق كل عربي ومسلم مخلص لأمته ووطنه. هذه الأمة التي لو التفتت إلى بناء نفسها والاتفاق على أساسيات التعاون والتنمية فيما بين دولها لما تجرأ عليها الحاقدون والمتربصون بها. أما زيارة نجاد إلى مصر وما كان يأمل منها من اختراق وتأييد للمشروع الفارسي فقد فشلت فشلاً ذريعاً بعد موقف الأزهر المشرف، بل إن الناطق باسم الأزهر أعلن مطالب شيخ الأزهر في المؤتمر الصحافي مما ضايق الرئيس الإيراني وحدا بالمرافق له أو مترجمه إلى الاعتراض وأن هذه المطالب مكانها في المحادثات الخاصة وليس في المؤتمر الصحافي، لكن متحدث الأزهر لم يرد عليه وأكمل حديثه عنها، فكان أن تحدث أحمدي نجاد باللغة العربية قائلاً: (نحن إخوة) ثم غادر المؤتمر!. وما محاولة مواطن سوري كان متواجدا في مسجد الحسين الاعتداء على الرئيس الإيراني بالحذاء إلا إشارة لما عاناه ويعانيه الشعب السوري الشقيق من دعم الإيرانيين لنظام بشار لقتل شعبه وتدمير سوريا عن آخرها. لقد عاش المسلمون في الدول الإسلامية والعربيةسنتهم وشيعتهم، بل مسلموهم ونصاراهم ويهودهم مواطنين في بلادهم، لا تفرقهم طائفة أو يباعد بينهم دين، كل على ملته والله تعالى أولى بعباده المؤمنين، حتى انبعثت الأطماع التوسعية والشعبوية فاستغلت الطائفية لخدمة أهدافها، ولكن كيد الحاقدين في تباب والله من ورائهم محيط.

omar800@hotmail.com

وقفة
صفعة الأزهر
عمر إبراهيم الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة