Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 13/02/2013 Issue 14748 14748 الاربعاء 03 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

دخل الفيلم الإسرائيلي الوثائقي «حارسو البوابة» The Gatekeepers مؤخراً ضمن ترشيحات جائزة الأوسكار الشهيرة، وأتمنى أن يفوز لأنه يفضح ممارسات الاستخبارات الإسرائيلية المحلية أو جهاز الأمن الداخلي المعروف باسم «الشين بيت» أو «الشاباك» وهو غير جهاز الاستخبارات الخارجية «الموساد».

يستضيف الفيلم ستة من المديرين السابقين لهذا الجهاز المتخصص في ملاحقة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة واعتقالهم وتعذيبهم. وقد تضمَّن اعترافات مذهلة جلبت انتباه الصحافة العالمية، بما في ذلك صحيفة «نيويورك تايمز» التي نشرت أكثر من مقال وتقرير عن الفيلم المثير.

الفيلم من إخراج المخرج الإسرائيلي «درور موريه»، وهو متخصص في الوثائقيات، وتبلغ مدة الفيلم 97 دقيقة، وهو باللغة العبرية ولكنه مترجم أيضا إلى اللغة الإنجليزية (كتابةً من غير دبلجة).

مثل هذا الفيلم هو ما يحتاج إليه الفلسطينيون لتوضيح المأساة التي يعيشونها تحت الاحتلال. وبالتأكيد، لا هذا الفيلم ولا أي فيلم آخر سيحرر فلسطين، لكن الحرب الإعلامية هي جزء مهم من أي حرب. ولطالما وَعَتْ إسرائيل وأنصارها أهمية هذه الحرب الإعلامية ولَعِبَتْها بمهارة فائقة بدءاً من المتاجرة بالمآسي التاريخية لليهود ومروراً بـ «هولوكوست» المحرقة النازية وانتهاءً بترويج تهمة «الإرهاب» بحق العرب والمسلمين.

الميزة الرئيسة لهذا الفيلم أنه وثائقي من الحياة اليومية للفلسطينيين ويسجل جوانب إنسانية صارخة من المحنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. والميزة الأهم أنه يروي كل شيء على لسان ستة من مديري هذا الجهاز الاستخباراتي الدموي. وفوق ذلك ميزة ثالثة نستشفها من تعليق الناقد السينمائي الرئيس لصحيفة نيويورك تايمز «أ. و. سكوت» الذي ينبه القراء إلى أن هؤلاء المديرين الستة «ليسوا حمائم وليسوا قلوباً تتفطر من الألم» بالرغم من كل الانتقادات التي سجلوها في الفيلم ضد سياسة الاستيطان للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وهو ما يدل على أن هؤلاء الناس يشهدون ضد أنفسهم ولا يسجلون أكثر من الحقيقة المتجردة بالرغم من أنهم من رجالات إسرائيل المهمومين بأمنها.

أما المحررة «جودي رادورين» التي تعمل في صحيفة نيويورك تايمز كمديرة لمكتب الصحيفة في القدس فقد كتبت في عددٍ آخر من الصحيفة تقول إن الرسالة التي يحملها الفيلم تشكلت من الخبرة والحكمة المتراكمة لهؤلاء المديرين الستة والتي تتلخص - حسب تعبيرها - بأن «الاحتلال غير أخلاقي، وربما - وهذا هو الأهم - غير فعَّال، وأن على إسرائيل أن تنسحب من الضفة الغربية مثلما فعلت في قطاع غزة عام 2005».

لهذه الأسباب أتمنى أن يفوز الفيلم بجائزة الأوسكار، وليت جهود الإعلاميين العرب وكل المهتمين بالقضية الفلسطينية تتضافر لتشجيع إنتاج وثائقيات تخاطب العقل والعاطفة باللغات التي تفهمها شعوب وحكومات الدول المؤثرة في السياسة العالمية.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
وشهد شاهدٌ من أهلها
د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة