Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 16/02/2013 Issue 14751 14751 السبت 06 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

* يتماهى الواقع بالمتخيّل في ذهنيْ ساردٍ وشاعر، ونقرؤُهما فنعلم أن الحقيقة مختبئةٌ في مساحاتٍ مظَللة تنعُم بالدفء بعيدًا عن فرضيةٍ تُحاول إكمال الخطوط المتقاطعة فيما قالاه وما لم يقولاه على حدٍ سواء، وعشنا زمنًا كَثفت فيه المسلسلاتُ رؤىً خارجةً على السياق فاجتذبَنا إيقاعُها الدراميُّ، وتلونّا بشخوص أبطالها المفترضين، وربما قادتنا الحماسة لاتخاذ مواقف مَعوية أو ضدية تصطف إلى جانب شخوصٍ وتجابه شخوصًا وننقسم فيها إلى فريقين يأتلفان سريعًا وينسيان الحكاية أسرع.

* ذاك مقاسٌ للمختلف الهادئ وللتحليق القريب؛ فالإيمانُ بخيالية المبدع والمخرج تجعل الواقع متجسدًا حال القراءة والمشاهدة والتجاذبات، لكن زمنًا أطلّ فأضلّ وباعد الشقة بين متفرجي الوسائط الرقمية فأوشكت الحِرابُ أن تصبح الناقلَ الأحرى بالتوصيف وكأنها توحي بحربٍ كلاميةٍ قد توقد الضرام.

* الجميل وسط هذا الإعتام وجود حوارات علمية هادئة نائية عن الإعلام تعتني بالحقيقة بحثًا وتباحثًا، لا يعنيها التخوين ولا التخويف ولا تتوارث الاستعداء والاستعلاء، وأرقامها الفاعلة مجموعة من الأجيال المختلطة تتبادل الرؤى وتتداول الكتب وتناقش المنقول والمعقول، ومن مكوناتها عارفون عازفون عن الساحات الاحترابية يستبدلون بظُهور الشكل طَهور العقل ونورَ القلب يملؤهم التهذيب ويسكنهم الأدب.

* قرأ أحدهم - وهو نابهٌ طُلَعةٌ- بعضَ مؤلفات صاحبكم فأبدى رأيه المختلف عبر إهدائه عددًا من كتب الضفة المقابلة حول (ثقافة التلبيس ومعركة النص والتطرف المسكوت عنه ومفاهيم الدولة المدنية وضوابط تيسير الفتوى ومنهج التيسير المعاصر والفتيا المعاصرة والتعددية العقدية) وفي بعض مؤلفيها من لم يكن في جدول قراءاته وجودٌ لهم.

* بين الضفتين يتحرك الماء، وهنا جاء الاختلافُ رسالةً ثريةً معبرةً ملأى باللطف والإفادة وإعمال الذهن، وهو ما دعاه إلى الانقطاع لقراءتها وتأمل الجديد فيها ورصد نطاقات التقاطع مع ما طرحه في كتبه، ووجد محاورالتئامٍ كما منابر استفهام، ولو توافرت للمفترقين أسبابُ الحوار الرصين البعيد عن سوء النوايا وجاهزية الأحكام لاجتزنا العواصف ولم تقدنا العواطف.

* نحن مقبلون على الموسم الثقافي الأهم وفيه “معرض الكتاب ومهرجان الجنادرية”، وقد اعتدنا تزامنهما مع غبارٍ يثيره الفريقان الصداميان فتتحول المناسبتان “وملحقاتُهما” إلى ساحات صراعٍ يزيدها الإعلام الرقمي حدةً حتى نظنَّ أننا في معركةٍ مع أعداء خارجيين لا داخل بيت واحد يضمُّ طيفين، ولو تهاديا الرأي بكتاب ومقال وإحالات ونقاش والتزم كلاهما بقراءة الآخر بانفتاح لأضفنا فعلًا ووفرنا انفعالا، ومَنْ هجيراه الإصلاح لا يلجلج ولا يبهرج ولا يلتفت لأرقام الأكف المصفقة.

* يبدو أن اللغة الصاخبة الغاضبة “موضةُ” هذه الأيام؛ فالصوت الهادئ دون حضور وبلا جمهور، والشاتمون يغلبون المُشمّتين، والسباق بين المُوْتِرين والمًوَتِّرين محسومٌ للأخيرين.

* الانفعال لا مكان له في قضايا الفكر، ومن يخاف الله من “الطرفين المتطرفين” لا يزيد العناء ولا يزايد على انتماءٍ أو ارتماء.

* للصديق المضيء الشيخ “الشاب” إبراهيم المديهش امتنانٌ لما حمله وحمَّله؛ فقد قال ولو لم يقل.

* من يؤجج لا يمنهج.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon

وبينهما كتاب..
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة