Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 17/02/2013 Issue 14752 14752 الأحد 07 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

التخطيط الاستراتيجي يُعنى بتحديد الوجهة المنشودة خلال إطار زمني: خمس أو عشر سنوات أو يزيد على عشرين سنة قادمة، ويتضمن وسيلة التوصيل إلى تلك الوجهة والعلامات الدالة على سلامة الوصول، بينما الانتظار حتى وقوع الحدث يدفعنا إلى اتخاذ رد فعل غير محسوب،

هنا تكمن الضرورة إلى التخطيط الاستراتيجي الطويل الأجل. شاهدنا نموذجاً له خلال عام 1426هـ عندما انطلق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، يشمل ابتعاث المرأة مع محرمها لإعدادها إعداداً يليق بمكانتها والدور المنتظر أن تقوم به في مسيرة التنمية، ثم جاء بعده القرار الاستراتيجي الثاني في منتصف عام 1429 هـ المتصل أيضاً بإعداد المرأة، ويتمثل في افتتاح جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات. النظرة الثاقبة في عمق المستقبل إحدى السمات الكريمة لدى خادم الحرمين الشريفين، اتضحت أبعادها مع الإعلان الملكي بتعيين المرأة عضواً في مجلس الشورى مع بداية عام 1434 هـ. الابتعاث يحقق للمرأة الفوائد ذاتها التي يحققها للرجل. كثير من رجالات الوطن المشهود لهم بالنجاح والإنجاز سبق أن حصلت لهم فرصة الابتعاث إلى الخارج، وتسمع منهم خلال مناسبات اللقاء معهم ما يدل على مدى غبطتهم بالدراسة في الخارج، وأنها كانت تجربة ثرية ومحطة مفصلية في حياتهم، تركت محاسنها أبلغ الأثر في نفوسهم، ليس فقط في مسيرتهم التعليمية وإنما أيضاً في تصحيح تصورهم النمطي عن الحضارات وانطباعهم الابتدائي عن أتباعها، سواء كانت حضارة بلد الدراسة أو حضارات أخرى تم المرور عليها خلال رحلاتهم الدراسية. مسيرة الابتعاث السعودي طويلة؛ انطلقت منذ سنوات عديدة ومستمرة، يتضح حجمها من الإحصاءات المنشورة في صفحة الابتعاث على البوابة الإلكترونية لوزارة التعليم العالي على هيئة خلاصة إحصائية تعكس الكميات الرقمية من واقع سجلات الوزارة، وهو مجهود تشكر عليه الوزارة. المنحنيات البيانية مؤشرات سهلة الفهم للباحث عن المعرفة؛ تفسر الكميات ومختلف المعلومات بوضوح مثل المحقق الفعلي إلى المخطط له في إطار زمني محدد. بواسطة المسح الميداني والاستبيان يمكن أيضاً قياس المردود الحضاري للابتعاث الخارجي أو القيمة المضافة للدراسة في الخارج ونشره على هيئة رسوم وخطوط بيانية..

الخلاصة:

الابتعاث قد يلعب دوراً مهماً في إعادة اختيار التخصص الدراسي للفرد عندما يقف طالب العلم في مفترق طريق التأمل في مساره العلمي وعلاقته مع طموحه المهني، ومن جانب آخر يفتح له باباً يرى من خلاله حضارات العالم بطريقة مباشرة، تترك في شخصيته بصمات تراها بارزة في مقدار احترامه لعادات وديانات شعوب الأرض وحرارة الترحيب والقبول بالآخر ومرونة أسلوبه في التعامل والتفاعل معهم. يوماً بعد آخر أصبح العالم يتقارب أكثر فأكثر، وأصبحنا نلمس التزايد في مظاهر الاندماج بين الحضارات، ونشاهد التزايد إلى حاجة بعضهم إلى بعض لتحقيق الازدهار الذي يخطط له أتباع كل حضارة. الدراسة في الخارج تمنح الفرصة لرؤية معالم الحضارات وإدراك حقيقة التشابه والتباين بين بعضها أو بين بلد الدراسة وحضارة البلد الأم، تمنح فرصة الاحتكاك الفعلي والحوار مع اتباع الحضارات والاستفادة من تجربة التعاطي معهم، بل يعتبرها بعض الباحثين في المجال الحضاري أنها الأفضل لكسب مهارة التواصل الحضاري والتبادل الفكري لمؤشرات ظهرت لديهم، توحي بأنها مهارة يتعذر اكتسابها من خلال منهج دراسي.

khalid.alheji@gmail.com
Twitter@khalialheji

القيمة المضافة للدراسة في الخارج
م. خالد إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة